صلاح شكوكو
الحلقـــة المفقــودة
هذا الكم الهائل لا يمكن حصره في هذه العجالة ، حيث ظلت بلادنا تخرج أرتالا منهم في شتى ضروب الرياضة جيلا بعد جيل و هؤلاء اختاروا الاغتراب مستقراً لهم في غياب الضمان الاجتماعي الرياضي في بلادنا واكتسبوا خبرات طيبة .
هذه الكفاءات لم نستطيع في السودان الاستفادة منها بالقدر الكافي لعدم وجود منهجية واضحة تجاههم ، بل أننا لا نملك حتى إحصائية وأضحة بعددهم .. ولعلنا لا نملك أية آلية تتيح قدرا من التواصل بيننا وبين هؤلاء وهذا بالتأكيد أحد مظاهر السلبية في الممارسة الرياضية عندنا .
أما الأندية فلا شيء يربط بينها وبين قدام لاعبيها بعد أن أداروا ظهورهم للنادي والممارسة كلها.. فلا النادي مهموم بهم ولا هم مهمومون بناديهم .. وهكذا إنفصم الحبل السري بينهما .. وضاعوا في زحام الحياة وأصبح لقمة العيش تعنيهم أكثر من أي شيء آخر .
معلوم كذلك أن الجيلية أو ما يعرف بالتلاحق الجيلي ( الذي ينقل المعرفة جيلا بعد جيل ) يعتبر أساس المعرفة ذلك أن المعرفة نوع من التراكم و لا يتأتى هذا التراكم إلا من خلال نقل المعرفة من جيل إلى آخر وهو ما درجنا على تسميته بالخبرة .
صحيح أن هذا التواصل قد يتحقق بصورة أو بأخرى داخل حدود الوطن إلا أن هذه الكفاءات المنتشرة خارجه والتي توفر لها قدر كبير من الاحتكاك والتواصل والمعرفة .. مما أتاح لها فرصة الانفتاح على مناهج متعددة ومدارس مختلفة ، بل أمدها هذا الانفتاح بسعة الخيال ورحابة الأفق والمدارك .. و جعلها ترتاد دنياوات رحبة بلورت في داخلها عوالم جديدة من الإبداع والمعرفة إضافة للتعاطي والتعامل في بيئة مثالية وإمكانيات كبيرة .
لذلك تظل الحاجة ماسة للاستفادة من هذه القدرات المنتشرة في بقاع المعمورة ، خاصة وأنهم وفي كل عام تقريبا يقضون إجازاتهم بالسودان دون أن نسمع عنهم شيئا أو أن نقرأ عنهم سطراً واحداً بل ربما دون أن يعلم الوسط الرياضي بوجودهم بالسودان وكأنهم قد اصبحوا نسيا منسيا .
إذن لماذا لا توجد آلية نحصر من خلالها هذه الكوكبة النيرة ؟؟ وتتيح لها قدرا من التواصل مع الوطن ، بالتنسيق المسبق معهم ، كلٌ في مجاله وتخصصه .. ثم بعد ذلك لماذا لا نعمل على عقد دورات أو ورش عمل و ذلك باستقطاع أسبوع أو عشرة أيام من إجازاتهم لنقل بعض معارفهم لرصفائهم في السودان كحلقات دراسية أو دورات منهجية أو ندوات أو نحو ذلك .
أما كان ذلك سيكون أجدى وأنفع للجميع ؟؟؟ فبينما نكون قد نقلنا المعرفة لأهلنا في السودان نكون قد جعلنا جــذوة التواصل متقدةً مع هؤلاء المغتربين و الوطن .. والذين سيقدرون للسودان اهتمامه بهم ، بل سيعتبرون تلك ضريبة وطنيــة يؤدونها بطيب خاطــر و بحس وطنــي كبــير .
كثيرون من هؤلاء يودون المشاركة وتقديم كل عون ممكن وبطيب خاطر ومن أجل عيون الوطن الغالي ، لكنهم لا يجدون الفرصة أمامهم ، بل أن الكثيرين من هؤلاء قد حاولوا ذلك بالفعل بمبادرت منهم إلا أن إيقاع الحياة في السودان لم يستوعب ذلك وبذلك يكون الوطن قد خسر معرفة كان يمكن أن تشكل إضافة مقدرة في معينه ، وتسهم بقدر وافر في رفع شأنه و بأقل التكاليف .
لقد درجنا في السودان على تكريم مبدعينا أمواتا ، فهل نفكر في الاستفادة منهم وهم أحياء ؟؟ مازالوا قادرين على العطاء ؟؟. وهاهي الأندية تستجلب المدربين الأجانب بينما مدربينا يسجلون ألوانا من التميز والأداء الرائع والمقنع خارج حدود الوطن .
اسألوا الأندية عن سجل اللاعبين القدامى .. اسألوهم عن أماكن تواجد نجومهم القدامى الذين كانوا قد ملئوا الأرض ضجيجاً وفرحاً .. قد لا تجد حتى ذكراهم إلا بعض ذكرى يحملها نفر من الناس .. لكنهم قد يبحثون عنهم كلما شارفت الجمعيات العمومية للانعقاد لإكمال النصاب أو لاستمالة بعضهم نحو صناديق الاقتراع باعتبارهم لاعبين سابقين . أما الخبرة فلتذهب إلى الجحيم ..
فوزي التعايشه بشاره النظيف شواطين محمد حسين كسلا .. عباس ركس .. جميل .. شاويش .. يور ( يوسف ) .. شواطين .. أبو العز .. محمد عطيه .. بشير نوغيرا .. نوح آدم .. شاويش .. عبده مصطفى .. عصام سليم .. عليوه .. دامبا .. إبراهيم عبد العظيم .. عطيه حسن .. تنقو .. نوح آدم .. هؤلاء في مجال التدريب فقط بالإمارات وغيرهم كثيرون في شتى المجالات وفي دول أخرى .
وقد صدق الشاعر حين قال :-
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .. والمـاء فوق ظهـورها محمول
————————–
ملء السنابل تنحني بتواضع .. والفارغات رؤوسهن شوامخ
—————————— [/ALIGN]
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو )
shococo@hotmail.com