معارضون يبدؤون جمع توقيعات في الشارع المصري ضد رفع الأسعار
وقال “بيان القاهرة”، الذي دشنه معارضون في مايو/ آيار الماضي، في بيان عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك” إنه “بدأ حملة توقيعات استمارة جوعتونا (تسببتم بجوعنا) الناطقة بلسان حال فقراء مصر الرافضين لرفع الدعم عن مصادر الطاقة”.
وأشار إلى أن رفع الدعم تم “بشكل عشوائي فجائي غير مدروس خلافا لوعد (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي وخلافا لما يستحقه هذا الشعب الذي لم يجد من يحنو عليه”، بحسب البيان.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت في شهر يونيو/ حزيران الماضي عن برنامج لتحرير أسعار الطاقة والوصول بها للمستويات العالمية خلال 5 سنوات، رفعت على إثرها سعر وقود السيارات شهر يوليو/ تموز الجاري بنسب تتراوح بين 6.8% إلى 175%، فيما رفعت أسعار وقود المصانع بنسب تتراوح بين 12.5% إلى 75%.
وتقول الحكومة المصرية إنها تسعى إلى تخفيض الدعم الموجه للمحروقات خلال العام المالي الجاري 2014 /2015 بنحو 44 مليار جنيه (حوالي 6 مليارات دولار) ليصل إلى 100.3 مليار جنيه (14 مليار دولار).
وعرض “بيان القاهرة” الذي كان من بين مؤسسيه، سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعبد الرحمن يوسف أحد شباب الثورة، عبر صفحته على الإنترنت، عددا من الصور التي تظهر مشاركة شباب في توزيع استمارات على المارة وقائدي السيارات، ضمن ما أسماه حملة لاستمارة جوعتونا لشباب الحملة بمدينة العياط (غربي القاهرة).
وبخلاف جمع التوقيعات من الشوارع، أظهر الموقع الرسمي لبيان القاهرة (http://cairochange.com) في صدارة صفحته عدادًا لعدد الموقعين يقدر بـ 663 توقيعا إلكترونيا منذ الإعلان عنه يوم 20 من الشهر الجاري حتى مساء أمس الثلاثاء.
ودعا بيان القاهرة المعارض يوم 20 من الشهر الجاري المصريين إلى المشاركة في الحملة والتوقيع على الاستمارة ونشرها، مطالبا بالتوقيع على الاستمارة عبر الموقع الإلكتروني لبيان القاهرة، وعبر طبعها ونشرها والتوقيع عليها.
والاستمارة الرافضة لرفع الأسعار بعنوان “جوعتونا”، تبدأ بجملة “أقر أنا المواطن المصري أنني لا أملك في هذا البلد إلا لقمة عيشي، ومش (لن) هسمح (أسمح) لأي حد (أحد) يحرمني من اللقمة ويجوع عيالي (أطفالي)”.
وتتضمن الاستمارة أيضا انتقادات لقرار رفع الأسعار ورفض تخوين معارضيه.
وتنتهي الاستمارة، التي نشرها الموقع الإلكتروني لـ”بيان القاهرة” المعارض، بعبارات “أرفض قرار إلغاء الدعم ورفع الأسعار.. الكلمة للشعب.. وقع، اطبع، انشر”.
وقال إبراهيم يسري، أحد مؤسسي بيان القاهرة، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، إن “هذه الحملة هي جهد شبابي يريد جمع توقيعات، والنزول في مظاهرات ضد الغلاء، وضم كل الشرائح الرافضة لرفع الأسعار والمتضررين من ذلك لتجمع بيان القاهرة”.
ويعيش أكثر من 25 مليون مصري من أصل أكثر من 90 مليون نسمة تحت خط الفقر، وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء المصري (حكومي).
وعرفت مصر حملة جمع التوقيعات قبل إزاحة الرئيس الأسبق حسني مبارك (14 أكتوبر/ تشرين أول 1981 11 فبراير/ شباط 2011)، والرئيس المعزول محمد مرسي (30 يونيو/ حزيران 2012 3 يوليو/ تموز 2013) من جانب معارضين لهما تمثل في الجمعية الوطنية للتغيير وتمرد.
ففي أواخر حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، أطلقت الجبهة الوطنية للتغيير (معارضة لنظام مبارك وقتها) في مارس/ آذار 2010 حملة جمع توقيعات لبيان “معا سنغير” على شبكة الإنترنت، وفي الشوارع، من أجل دعم الحريات ورفض الفقر والاستبداد.
كما شهدت مصر خلال حكم مرسي انطلاق حملة “تمرد” في 26 أبريل/ نيسان 2013 من ميدان التحرير بوسط القاهرة، وتم جمع توقيعات على استمارات ضد الفقر والظلم وفشل الإخوان في الحكم ولسحب الثقة من مرسي، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
القاهرة/ حسين القباني/ الأناضول –