رأي ومقالات
تهاني عوض: هووووي يا ولد ( المطلقة ) دي كان عرستها ما عافية منك دنيا وآخرة !!
آآآي يمة مشينا الدافنة ودي رجعتي .. (العوض) جا قعد جنب أمو في العنقريب..وفجأة
إلتفت حاجة (الروضة ) بعصبية زائدة ناحية بنتها.. هي يا (العازة) ما تقيفي فوق راسنا كدي وتشربي دمنا..عليك الله امشي جيبي لاخوك كوز موية من (التيبار) البارد داك ..وما تنسي تغسلي الكوز بالليفة والصابونة.. !
وتحركت العازة نحو (التيبار) المربوط في شدرة (النيم).. وهي تجرجر خطواتها وترخي اضانها لحديث امها مع أخيها (العوض).. . وتشعر في قرارة نفسها إنو امها عايزة (العوض) عشان تناقمو في موضوع العرس.. وأكيد مرة العوض حتجي تسكن معاهم في البيت دا وتبقى الكل في الكل لانو العوض هو البيصرف على البيت بعد وفاة أبوها وسفر زوجها الما معروف خبرو شنو …وهي ذاتها ما عارفه نفسها كان معرسة كان مطلقة ولا ارملة !!!
وتنحنحت حاجة (الروضة) و عاينت للعوض في عيونو وقالت ليهو بدون مقدمات : إنت يا (العوض) يا ولدي ما بتدورني أفرح بي جديدك واشيل وليدك؟!
– ليييه يا يمة بتقولي كدا ؟!
– نان شنو انت مما جيت من السعودية دي ما ليك 17 يوم .. كل يوم من الدغش تمرق تفر على البكيات .. وما خليت ليك (بكاء) ما مشيت ليهو ..نان موضوع عرسك بطنشو كدا لمتين ؟ لما أموووت يعني ولا شنو ؟!
– الله يديك العافية يمة ، ويطول لينا في عمرك .. أانا قلت أول بالتبادي نخلص من (الواجب) وانتهي من ناس الفواتح والبكيات ديل .. وبعدين نشوف الموضوع دا .. ولسه اجازتي باقي فيها شهرين ونص !!
– عاد يا ولدي العرس ما بدور ليها تجهيزات.. بدور ليهو مراتب،، وبدور ليهو ملايات ، وبدور ليهو عفش وفرش و دق (ريحة) وخمرة ، ودلكة ، وتجهيز شرموط .. هسع الشهرين ديل ديل بكفن ..ما يجرن زي الهواء .. أها بتدور بت منو ؟ اي بت تختارها أنا معاك ..بس انت قوووول يا ود حشاي!!
وتلفت (العوض) وقال ليها وهو يتلعثم ويحك في اضانو .. وعينو في الواطة بدور بت حاج اللمين..!!
– وووب عليّ ..حاج اللمين منو؟
– حاج اللمين ود الهراش!!
-كر علي قبلك ووحدك دا مش بياع الفحم سيد اللوري المكسر الوقع في الترعة؟ اجي يا ود امي ..وهو حاج اللمين دا عندو بنيات للعرس ؟ ما ياها واحدة عذبة ومسنوحة عرسوها وطلقوها ..ما يها المسيخة الغبشاء الضعيفة زي القصبة.. الفقر النقر قبال ما تتم ليها حول رجعوها بيت ابوها!!!!! بري ..بري وحدها وقبلا!!
– آآآي بدور (أمونة) يمة !! وما داير لي اي واحدة غيرا ! يا هي يا بلاش!!
واتصلحت حاجة (الروضة) في قعدتها وقبلت عليهو وعيونها زي الشرار من الزعل والغبينة وقالت ليهو : انت يا ولد مطرطش؟ ولا ماك صاحي ؟ ولا شارب ليك شي؟!! دي مطلقة ومسنوحة ولميضة ومتفلهمة وكاتلا البوبار… ما ياها دي الشغالة في (الشفخانة) تتضاحك اليوم كلو مع العيانين ؟؟ مالك ما شايف بنات خالك الزي (الصيد)؟ ولا غبيان من بنات عمك (الحُرات) ؟ يعني يا ولدي تصوم وتصوم وتفطر ليك على بصلة ..!! انا اتحزمت واتلزمت وداينتا الله أكان تبقى (أمونة) المطلقة دي اخر البنوت ما بعرسا ليك .. اجي يا اخواني .. هو يعني من قلة البنات ولا من عدم النسوان في الحلة !!! وحاة سيدي (الحسن ابو جلابية) كان جبت لي سيرتها تاني لاك ولدي ولا بعرفك وترجع لي لبن شطري!!! وما عافية منك دنيا وآخرة كان عرستها !!!
وذهل (العوض) من ردة فعل أمه الغاضب.. واسودت الدنيا في عينيه، وللحظة انهارت كل أحلامه التي ظل في بلد الغربة ينسج فيها أيام وليالي وشهور.. والتي كانت فيها تداعب ذاكرته صورة (أمونة) بت حاج اللمين .. فتاة حبه القديم منذ أيام الطفولة.. وكلما تذكر (ابتسامتها) العذبة ، وملاقتو ليها عند شدر (الترعة) توج في قلبو.. وتبق زي لهيب حطب السنط !!!
تهاني عوض
ماشاء الله عليك
ياتهاني كتابه وإسلوبك جميل
أكيد إنتي بدور صاحبة القصه.