الأمين العام لحزب المؤتمر السودانى الأستاذ عبد القيوم عوض السيد للمستقلة : الأسلاميون إستهدفوا حزبنا منذ سبعينات القرن الماضى (1-2)
يقول عنه منسوبيه انه مشروع سياسي و فكري مفتوح يعمل على إنتاج المعرفة العلمية المؤطرة ، حزب المؤتمرالسودانى برئاسة الأستاذ ابراهيم الشيخ المعتقل بالنهود حاليا وبحسب قادته يواجه هجمة منظمة من قبل الحكومة عبر الغاء الندوات واعتقال الكوادر وتوزيعهم بين سجون النهود والأبيض والفولة ، وحزب المؤتمرالسودانى من الأحزاب التى رفضت الحوار مع الحكومة وهاجم رئيسه قوات الدعم السريع كما فعل من قبل الصادق المهدى ولكنه رفض الأعتذار عن مهاجمة قوات الدعم السريع مقابل اطلاق سراحه وقال : لو بقيت فى السجن مائة عام لن اعتذر ) وموقف الشيخ هو موقف حزبه الان الذى يرفض الأعتذار ويطالب باطلاق سراح الشيخ دون قيد او شرط .
وأكد الحزب فى بيان له فى وقت سابق ان قضية اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني، و عددا من قيادات الحزب، تحتاج إلي وقفة من كل القوي الديمقراطية في السودان، باعتبار إن منهج حزب المؤتمر الوطني الحاكم منذ 1989 هومحاولة الضغط علي المعارضة لكي يلين عودها، و ترخي صلابتها، بهدف تدجينها كما دجنت قوي أخري ، وقال البيان : إن اعتقال رئيس المؤتمر السوداني و عدد من القيادات، لا تثني القوي السياسية عن نضالها من أجل التغيير , المستقلة التقت الأمين العام لحزب المؤتمرالسودانى الأستاذ عبد القيوم عوض السيد بدر للحديث حول الحراك الحزبى فى هذه الفترة وعن ملابسات اعتقال رئيس الحزب التاذ ابراهيم الشيخ الذى اعتقل فى يونيو المنصرم فألى مضابط الحوار :
* فى البداية نريد التعرف على نتائج وتداعيات زيارة وفد لجنة المناصرة لمدينة النهود ولقاءه بالسيد ابراهيم الشيخ رئيس حزب
المؤتمر السودانى ؟
– حقيقة لجنة المناصرة بالتعاون مع عدد من قوى الأجماع الوطنى والسياسيين والناشطين وأعضاء هيئة الدفاع عن ابراهيم الشيخ تنادوا لرحلة للنهود مناصرة للسيد ابراهيم وتقديم الدعم سياسى واجتماعى ونفسى ، وقد سافر الى النهود حوالى 40 او اكثر من قيادات العمل الوطنى العام بالبلاد ، بداية وصلت السيارات الأولى ظهر الجمعة لتجد ان هناك اجراءات استباقية بمنع الزيارة عن ابراهيم الشيخ ، فى البداية تمكن الأمين العام لهيئة المناصرة الدكتور محمد جلال هاشم من الزيارة ممثلا للوفد لكن بالاتصال بوكيل النيابة المختص هناك سمحوا لهم بالزيارة تباعا خلال يوم الجمعة ، ذات يوم الجمعة كان الحزب يخطط لأقامة ندوة داخل دار حزب المؤتمرالسودانى بالنهود ولكن حينما ازف وقت الندوة جاءت قوة من الأجهزة الأمنية والشرطية واحتلت دار الحزب وأخذت الساوند وامرت الناس بالخروج وبالفعل طلبنا من الجميع الخروج دون ادنى مقاومة رغم ان فى ذلك انتهاك واسع لحرمات دار حزب المؤتمرالسودانى ولكن هذا حدث مرات كثيرة بتفتيش الدار واقتحامها ومنع العاملين من مزاولة اعمالهم ، عموما تداعيات هذه المسألة ادت الى اعتقال خمسة اشخاص جدد بما فيهم مالك الساوند وهو من مدينة الأبيض ونحن احضرنا الساوند من الأبيض لأن السلطة منعت محلات الساوند فى النهود بتأجير اى معينات لنا لأقامة الندوة بالرغم من ان النشاط داخل حزبنا . وتم اعتقال هؤلاء الشخاص الخمسة بموجب قانون الطوارىء والآن هم موجودين فى شرطة محلية النهود ونتوقع ان يرحلوا الى اى سجن والمعتقلين هم : الضيف الزين عيسى 23 سنة ، عبد المنعم يوسف الخضر 63 سنة وهو اب لثمانية اطفال ، سعيد سليمان سعيد 20 سنة ، ابو الغيث ابراهيم ابو القاسم 28 سنة وهو اب لطفلتين وهو فنى الساوند ، وعبد العزيز احمد عبد العزيز 24 سنة ، وقد اخبروهم انهم محجوزين بموجب لائحة الطوارىء . لكن نريد ان نؤكد ان معتقلينا بمافيهم رئيس الحزب يتمتعون بروح معنوية عالية ، وهم موزعين مابين سجون النهود والفولة والأبيض ، كما ان هنالك اربعة من معتقلينا من سودرى تمت محاكمتهم ايجازيا فى سودرى وتم ترحيلهم الى الأبيض ومن ثم ترحيلهم مرة اخرى الى بارا .
* هل هنالك مساع للأفراج عن ابراهيم الشيخ من قبل اللجنة القومية ؟
– على العموم نحن لدينا موقف مبدئى فى هذه المسألة وقد اتصلت بنا من قبل لجنة الوساطة القومية برئاسة كامل ادريس والجزولى دفع الله وآخرين عبر رئيس هيئة الدفاع عن ابراهيم الشيخ الأستاذ ساطع الحاج وسمعنا منه طرحهم وهو طرح اعتذارى وهو كتابة اعتذار عن مابدر من رئيس الحزب ونحن كحزب رفضنا هذه المسألة بتاتا ، واتصلنا بالسيد ابراهيم الشيخ وهو ايضا رفضها بتاتا ، ونحن شكرنا مساعيهم بالاضافة الى مجموعة من الأشخاص كانوا يجتهدون كل حسب رؤيته لاطلاق سراح ابراهيم الشيخ ، ولكننا نعتقد ان المسارات يجب ان تكون مسارات رسمية قانونية وشطب البلاغ فى مواجهته لأننا نعتقد ان البلاغ سياسى كيدى اكثر منه قانونى ومن حق رئيس الحزب والقائمين على الأحزاب مناقشة كافة قضايا السودان دون خطوط حمراء تجعلنا مشلولين وعاجزين تماما ان استجبنا لها ، وايضا نعتقد ان ابراهيم الشيخ يجب ان يطلق سراحه بشطب البلاغ فى مواجهته ، او محاكمته فعليا واتخاذ ماتراه المحكمة من قرارات بشأنه ، اوان يصدر عنه عفو حكومى بسلطات النائب العام المادة 58 دون قيد او شرط ، لكن اى محاولات لوساطة فيها اى اذلال للحزب او رئيسه مسألة بالنسبة لنا غير مقبولة ولن نخضع لها قط .
* لماذ تستهدف الحكومة حزبكم فى النهود وسودرى ؟
– أنا قلت من قبل ان استهداف حزبنا وحركتنا مؤتمر الطلاب المستقلين لم تبدأ الآن ولكن كان الأستهداف من وقت باكر فى سبعينات القرن الماضى فى بداية نشاة مؤتمرا لطلاب المستقلين بعد انتشاره فى جميع الجامعات والمعاهد العليا داخل وخارج السودان ، وقد ضم مجموعات شبابية مستنيرة تمثل قيادات مستقبلية للبلد، وتسنم سريعا قيادة الحركة الطلابية ورئاسة الأتحادات الطلابية فى الجامعات السودانية والتى كان يسيطر عليها من قبل التيار الأسلامى مماخلق مسألة تنافس بيننا وبينهم وانتقلت هذه المسألة حتى قيام الحزب وما تلاه ، وعند قيام الأنقلاب تم فى 1989حل حزب المؤتمر الوطنى الذى اسسناه فى 1-1-1986 من ضمن الأحزاب التى تم حلها وكان على رأسه مولانا عبد المجيد امام ، وسرعان ما سطوا على اسم المؤتمرالوطنى ، وقد دفعنا بقضية للمحكمة الدستورية بواسطة مولانا عبد المجيد امام رحمه الله وكانت القضية الأولى امام المحكمة الدستورية وشطبت بعد ستة اشهر بوفاة الشاكى وبلغنا بهذا الخبر ونحن فى مقابر حمد النيل فى دفن عبد المجيد امام ، والمحكمة الدستورية لم تنظر فى قضيتنا بالرغم من انها نظرت فى 53 قضية بعدها ، وللأسف قمنا مرة اخرى برفع نفس القضية ولكن هذه المرة بواسطة اكثر من 125 عضو فى حزب المؤتمرالسودانى من جميع انحاء السودان افتت فيها المحكمة بعدم الأختصاص ، عموما نحن نعرف التدخل الذى حدث فى جميع مؤسسات الدولة .
* هل تتوقعون أجراءات اكثر عنفا حال استمرار الشيخ على موقفه ؟
– نحن الآن ارسلنا رسائل تحذير كبيرة جدا للمجتمع الدولى وللسلطات القائمة فى السودان بأننا مشفقين وقلقين من احتجاز السيد ابراهيم الشيخ لأن هذا الأحتجاز سياسى وفى مناطق الى حد بعيد جدا تتاثر بوجود قوات الدعم السريع طرف النزاع فى القضية وهذه القوات فى ظل هذه الظروف نتوقع منها تصرفات غير طبيعية وغير لائقة من مجموعة او شخص وان يقوموا باغتياله وتسوية القضية مباشرة ، نحن نقول اننا نحمل الحكومة والمجتمع الدولى مسؤلية سلامة ابراهيم الشيخ وضمان سلامته حتى يفتى فى امره ، ونطالب بنقله للخرطوم لأن الخرطوم اكثر أمانا بالرغم من ان قوات الدعم السريع تطوقها .
* سيد عبد القيوم هذا يقودنا لسؤال هل هنالك أى احتمال لأن يؤدى التعسف الحكومى الى تبنى حزبكم موقف اكثر مرونه لمنع المزيد من الضربات وحرصا على سلامة الشيخ ؟
– نحن مواقفنا ظلت ثابتة من مناهضة هذا النظام وسنظل نناهضة سلميا بكل ما اوتينا من قوة عبر العمل المدنى والجماهيرى والاتصال بالنافذين المؤثرين على مسائل الحريات والديمقراطية وحقوق الأنسان فى كل العالم والسودان وسنظل فى مسارنا ولن ننكسر حتى لو أمتلأت السجون بنا جميعا .
* أحزاب الحوار تبنت موقفا يدعو للأفراج عن المعتقلين وبسط الحريات هل لديكم اى تنسيق معها فى هذا الأطار ؟
– بدءا نحن واحدة من الأسباب الأساسية التى منعتنا من الخوض فى مسالة الحوار اعتقادنا ان الأوضاع الموجودة فى السودان غير مهيأة للدخول فى حوار منتج يحل أزمات البلد ينتقل بنا من حكومة الحزب الواحد الى حكومة نتراضى عليها جميعا تعيد ترتيب اوضاع السودان ومؤسسات الدولة حتى تكون محترمة من الجميع ولديها تكاليف بنصوص الدستور والقانون لا تستطيع تجاوزها ، واى مؤسسة تتجاوز هذه الضوابط القانونية والدستورية تجد المحاسبة .، ولهذا السبب واسباب كثيرة اخرى لأن الحوار يجب ان يكون شامل لكل قضايا السودان وكل السودانيين بمافيهم الحركات المسلحة والأحزاب السياسية وان يطلق سراح المعتقلين السياسيين جميعا وان يفضى الحوار لتدابير انتقالية لأننا لا نثق فى حكومة المؤتمرالوطنى لادارة الفترة الانتقالية باى حال من الاحوال ولا حتى نثق بها الآن وندخل فى حوار تحت ظلها وبالتالى الآن هدفنا ان يتم الاتفاق على الحكومة الانتقالية مسبقا حتى تدير وتشرف على مسألة الحوار وتلتزم بانفاذ نتائجه لبلوغ تدابير توصلنا الى انتخابات بعد وضع دستور نتفق عليه جميعا من خلال آليات طرحناها من خلال برنامج البديل الديمقراطى .
* هل هنالك اى اتصالات تمت مع الأستاذ ابراهيم الشيخ شخصيا من قبل الحكومة او المعارضة او الوسطاء بهدف اثناءه عن موقفه ؟
– رسميا ليس لدى على بان هنالك جهة رسمية اتصلت بالسيد ابراهيم الشيخ مباشرة لأثناءه من موقفه وانا متيقن انه لن ينثنى باى حال من الأحوال ، واعتقد ان اى مساعى لانتزاع اعتذار ابراهيم الشيخ بالنسبه له ولنا مرفوضة ويجب اطلاق سراحه دون قيد أو شرط .
* مامغزى نقل معتقليكم من النهود الى الأبيض والفولة ؟
– الحقيقة أنا اقول ذلك فى اطار التعسف والتضييق على الحزب وعلى اسر المعتقلين ولذلك تم نقلهم من النهود الى الأبيض والفولة التى بها الأستاذ على مهدى السنوسى رئيس فرعية حزب المؤتمرالسودانى النهود ، وتم نقل عبد الحليم آدم محمد ابراهيم الأمين العام السابق ، وقد اتصل بى شقيق السنوسى وبلغنى انه زار شقيقه ووقف على اوضاع السجن المزرية بل حتى انها غير مأمونه لأن هنالك صراع بين مجموعات قبيلة المسيرية بالاضافة الى وجود بعض قوات الدعم السريع بالتالى اهله مشفقين من الاوضاع الأمنية فى الفولة وبالتالى يمكن ان تنعكس على المسجونين والمعتقلين باعتبار ان هذه المجموعات يمكن ان تلجأ لأخراج منسوبيها من داخل السجن ممايعرض حياة الباقين للخطر وقد تمت من قبل فى محكمة فى قلب مدينة نيالا.
اما فى سجن النهود فيوجد الأستاذ ابراهيم الشيخ بالاضافة الى الخمسة الذين اعتقلوا ليلة الجمعة وصباح السبت الماضى ، وعلمت بصدور قرار بأعادة الأستاذة سامية كير عبد الله الى سجن النهود بعد ان كانت قد نقلت الى سجن الأبيض وذلك مراعاة لظروفها الأسرية فهى ام لسبعة اطفال معظمهم صغار السن لقرب التواصل معهم ، اما فى سجن الأبيض فيوجد البروفسير صديق نورين والذى تم اعتقاله منذ يناير من العام الحالى تحت قانون الطوارى وكل من سبق ذكرهم تم اعتقالهم بموجب قانون الطوارى عدا ابراهيم الشيخ فتحت بلاغات فى مواجهته .
وهذه مناسبة للتحدث عن قانون الطوارىء وان المحبوس بموجبها الى متى يحبس ونحن نعتقد ان لائحة الطوارىء من المفترض ان تكون متاحة ومنشورة للكافة حتى يستطيع الشخص عبرها تسوير حدود مسؤليته فى حركته السياسية وخلافه ، ايضا هنالك تساؤل هام عن السلطات التى تمنحها لائحة الطوارىء للجهة المنفذة والمعايير التى يتم بموجبها اتهام شخص بموجب هذه اللائحة ، كذلك يبرز سؤال عن صلاحيات الجهة التى تتخذ قرار العقوبات وتحديد مدتها ، وفوق كل ذلك ماهى الجهة التى يمكن التظلم امامها بالحرمان من حرية التعبير والحركة .
حوار / منى البشير
[/JUSTIFY]