هل مونديال 2014 هو الأفضل في التاريخ؟
* واحدة من أجمل النهائيات؟
وعدت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، بإقامة “كأس الكؤوس”. عندما انطلقت النهائيات في 12 يونيو، كانت الشكوك لا تزال قائمة مع الخوف من الاحتجاجات والتظاهرات الاجتماعية، والقلق من التأخير في إنجاز الملاعب المقررة لاستضافة العرس العالمي. ولكن الحقيقة انه لم تكن هناك اي عقبة رئيسية في سير البطولة وكانت البرازيل حقا مكانا جيدا للحفل الكروي العالمي. كيف تصنف النسخة البرازيلية في تاريخ نهائيات كؤوس العالم؟ من الصعب مقارنتها مع النسخات الأولى لسنوات 1930 و1950.
ولكن مقارنة مع نسخ العصر الحديث، فإن البرازيل ارتقت الى القمة بالنظر الى الكثير من المعايير المرجعية من خلال اللمسات الفنية للاعبين والإثارة التي شهدتها المباريات والأجواء الحماسية للاعبين والجماهير.
* شكرا للاعبين الفنانين
يتم الحكم على نجاح عرس عالمي من خلال موهبة تترك بصمتها واسمها مرتبطا بالحدث. ترك الفرنسي جوست فونتين بصمته على مونديال 1958 بتسجيله 13 هدفا ظلت حتى الان رقما قياسيا في نسخة واحدة. وفي عام 2014، فرض الالماني ميروسلاف كلوزه نفسه أفضل هداف في تاريخ النهائيات عندما رفع رصيده الى 16 هدفا (في 4 نسخ من النهائيات منذ 2002 بالتحديد) محطما الرقم القياسي للظاهرة البرازيلية “الفينومينو” رونالدو (15).
في عام 1958 بالسويد، تظهر الأفلام المؤرخة شابا برازيليا بعمر السابعة عشرة اسمه بيليه يصنع العجائب في الملعب. وفي عام 1970 بالمكسيك، أكد عبقري السيليساو أنه لا يزال في جعبته الكثير. وفي عام 1986 بالمكسيك أيضا، دخل الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا التاريخ في دور الثمانية أمام انكلترا بهدفين، الاول “خرافي” راوغ من خلاله لاعبي منتخب الاسود الثلاثة باكملهم تقريبا قبل ان يتوغل داخل المنطقة ويهز الشباك – والثاني “شيطاني” شهير عندما خدع الحكم وسجل بيده “يد الله”. في عام 1998 بفرنسا، جاء الدور على الفرنسي زين الدين زيدان الذي أبهر العالم بثنائية برأسه في مرمى البرازيل في المباراة النهائية (3-صفر).
وماذا عن نسخة 2014؟ هناك الكولومبي خاميس رودريجيز الذي تألق بشكل لافت حتى دور الثمانية عندما ودع منتخب بلاده المسابقة على يد البرازيل (1-2). سجل رودريجيز 6 أهداف في المسابقة وتوج هدافا لها بينها هدف من أجمل الأهداف في النسخة الحالية وكان في مرمى الاوروجواي في دور الستة عشر عندما استقبل كرة عند حافة المنطقة بصدره وسددها على الطائر قوية ورائعة داخل مرمى الحارس فرناندو موسيليرا. كما شهد المونديال إبداع العبقري الارجنتيني ليونيل ميسي بأهدافه الرائعة وتمريراته الحاسمة فأحرز جائزة افضل لاعب برغم انتقادات كبيرى على منحه هذا اللقب، والمخضرم كلوزه برقمه القياسي التاريخي، والألماني توني كروس بثنائيته في مرمى البرازيل خلال الفوز التاريخي والمذل على البرازيل في الدور قبل النهائي (7-1).
* عواطف جياشة
كان العرس البرازيلي مونديال الصدمات والدموع. أول الصدمات كان السقوط المذل للمنتخب الاسباني صاحب الثلاثية التاريخية — كأس اوروبا 2008، كأس العالم 2010، وكأس اوروبا 2012 — عندما مني بهزيمة مذلة امام هولندا 1-5 في الجولة الاولى قبل ان يخرج خالي الوفاض ويفقد اللقب الذي كان توج به للمرة الاولى في تاريخه قبل 4 اعوام. لم تكن حال البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو صاحب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، أفضل وتعرضت لهزيمة نكراء امام المانيا صفر-4 في الجولة الاولى ايضا.
خلفت قمة دور الستة عشر بين البرازيل وتشيلي صورا لا تنسى خاصة حارس مرمى المنتخب البرازيلي جوليو سيزار الذي أجهش بالبكاء قبل حصة ركلات الجزاء الترجيحية التي كان بطلها بتصديه لركلتي ماوريسيو بينيا واليكسيس سانشيز. هناك البكاء حاضرا بالنسبة الى البرازيليين في الدور قبل النهائي عقب الخسارة المذلة امام المانيا (1-7) خاصة عندما طلب المدافع دافيد لويز، الذي حمل شارة القائد في غياب تياجو سيلفا الموقوف، العفو والمغفرة من الجماهير بعد السقوط المذل الذي شكل صدمة كبيرة في العالم بأسره. ستبقى هذه المباراة خالدة في الاذهان وتاريخ النهائيات على غرار مباراة فرنسا وألمانيا في مونديال 1982.
انهمرت الدموع ايضا من عيني النجم البرازيلي نيمار عندما ترك الملعب على حمالة في الدقائق الاخيرة من مباراة لكولومبيا اثر تعرضه لكسر في احدى فقرات الظهر. كان يعرف جيدا بان المونديال انتهى بالنسبة اليه. دائما ما تشهد النهائيات التدخلات الخطيرة والتي يبقى ابرزها تدخل حارس مرمى المانيا هارالد شوماخر بحق الفرنسي باتيستون عام 1982، وهذا العام، تميزت النسخة البرازيلية ب”العضة” التي لدغ بها في الكتف المدافع الايطالي جورجيو كييليني من طرف “دراكولا” (لويس) سواريز الذي تسبب في فضيحة النهائيات وتعرض خلالها لأقسى عقوبة في التاريخ تمثلت بوقفه 9 مباريات دولية رسمية وحرمانه من ممارسة اي نشاط رياضي لمدة 4 أشهر.
* الاجواء الحماسية في الملاعب
كان مونديالا 1994 في الولايات المتحدة و2006 في ألمانيا بين أكبر الاحتفالات الكروية الشعبية من خلال الاجواء الحماسية الرائعة في الملاعب.
لم تشد البرازيل عن القاعدة. وكان بلد ال200 مليون نسمة في الموعد عبر العدد الهائل من مشجعيه في مختلف الملاعب سواء داخلها او خارجها حيث ارتدى الجميع صغارا وكبارا، اطفالا وشبابا، رجالا ونساء ألوان فريقه المفضل وتجاوبوا وتبادلوا اطراف الحديث والتشجيع مع الجماهير الاجنبية التي جاءت لمساندة منتخباتها الوطنية.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] موقع كووورةم.ت
[/FONT]