شوقي إبراهيم عثمان
الشيخ ماهر حمود.. أشجع وأتقى وأعلم من حسن الترابي
الأجوبة على هذه الأسئلة تشرح الكثير وقد تغنينا عن آلاف المقالات الممجوجة!! بداهة نقول من يقف ضد حزب الله قطعا يخدم الكيان الإسرائيلي شاء أم أبى. هل هنالك اعتراض على هذا الاستنتاج؟ ولكن تخيل نفسك عالم دين سني أشعري ابن مدينة صيدا الجنوبية التي يسكنها أغلبية سنية، وأنك تعيش في لبنان، وترى بأم عينك كيف اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982م واستباحت عاصمة وطنك بيروت!! وترى الطائرات الإسرائيلية تخترق حرمة لبنان يوميا كما تشاء، والقوات الإسرائيلية تقتل وتخطف من تشاء الخ، وأخيرا ترى بعينك الاحتلال الإسرائيلي الذي أستمر ثمانية عشرة عاما يتم دحره من الجنوب على يد أشاوس حزب الله ويحرر لبنان وصيدا من دنس الاحتلال الإسرائيلي عام 2000م. ثم ترى حزب الله في يوليو 2006م يهزم إسرائيل هزيمة نكراء!!
بعدها، هل كنت ستقف ضد حزب الله؟؟
لبنان، لبنان، لبنان!! هذا البلد الصغير وضع عليه آل سعود أعينهم منذ العشرينيات. ميزته إنه كان الرئة التي يتنفس بها شباب المفكرين العرب، وكان دوحة العرب الثقافية.. فكانت عين آل سعود على مطابعه، وعلى مقاهيه في شارع الحمراء التي تحضن المثقفين، والمفكرين التقدميين من كل لون، البعثي، والشيوعي، والناصري والقومي، والوجودي..الخ، ولكن كل هذا لا يهم، فآل سعود كانوا يفكرون في شيخهم بن تيمية كيف يجلسونه في شارع الحمراء، وكيف تغرد مطابع بيروت بفتاواه التكفيرية بدلا من جان بول سارتر، ورولان بارت الخ. ما أن دخلنا في الخمسينيات حتى أصبح لبنان جله ناصريا!! وهنا دخل الحاقد المقبور فيصل بيروت بثقله ليطارد عبد الناصر وأسس بنكا يسمى الأنترا لزوم شراء ذمم اللبنانيين والسيطرة على المطابع البيروتية التي يجب أن تغرد بابن تيمية فقط. بنك فيصل الأنترا أفلس في عام 1961م، هبه اللبنانيون تشفيا منه. وكانت ثمار هذا “المداخلة الإيديولوجية” الإقليمية ما بين الربع الخالي وحضارة الفينيقيين زواج طلال بن سعود من منى الصلح، وكان الوليد بن طلال الثمرة. ولا أدل على جهل آل سعود بالإسلام المحمدي أن يسموا مولودهم اللبناني الأم ب “الوليد”.
وبعد أن أغتال الخائن فيصل الرئيس جمال عبد الناصر بالسم عام 1970م، وخلا له الجو، تآمر الملك فيصل مع هنري كيسينجر عام 1974م لتمزيق لبنان وإلغائه كدولة ثم تهجير كل الفلسطينيين إلى الفائض الجغرافي اللبناني وإنهاء القضية الفلسطينية!! هذه النقطة يجهلها السودانيون حرب لبنان الأهلية صناعة سعودية-صهيونية!! لسوء حظهم، تحول لبنان الصغير الضعيف إلى ترسانة للدبابير المسلحة من المقاومات من كل لون ثوري!! وفي عام 1982م تمت ولادة حزب أمل وحزب الله الشيعيين (لاحظ أن الثورة الإيرانية قامت عام 1979م)!! وما أن اقتربنا من عام 1992م حتى صهرت الحرب الأهلية اللبنانيين وكادت القوى الوطنية الثورية التقدمية مجتمعة أن تحكم لبنان فوق جثة نظام الطوائف، هنا سارع آل سعود لإرجاع الجميع للصيغة الطائفية القديمة طبقا لمقررات اتفاقية الطائف لإنقاذ دولة إسرائيل!! ما زال هنالك مغفلون يمدحون عبقرية آل سعود واتفاقية الطائف، التي “أنقذت” لبنان!!
مع بروز حزب الله كمقاومة إسلامية عام 1982م ونموه التدريجي في الجنوب اللبناني الملاصق لفلسطين المحتلة ويصبح قوة ضاربة، والمقاوم الأول والمهدد لدولة إسرائيل لسوء حظها، هنا تساءل بعض المفكرين العرب بسخرية، ماذا لو كان السنة اللبنانيين الطرابلسيين يسكنون الجنوب بدلا من الشمال، والشيعة تسكن في شمال لبنان بدلا من الجنوب؟ ماذا كان يحدث لإسرائيل؟ كثيرا ما تفرض الجغرافيا لعبة الجنون السياسي على التاريخ، ولا شك هنالك علاقة عضوية وجدلية بينهما!! منذ هزيمة إسرائيل الهزيمة الأولى وانسحابها من لبنان عام 2000م، أصبح الشغل الشاغل لأمريكا وأوروبا ووكلائهم المحليين سحب سلاح حزب الله!! كانت هذه المهمة متروكة لرفيق الحريري الذي صنعوه لهذه المهمة، ولكنه فشل.. أكثر ما أستطاع سحبه هو شارع الحمراء من أيدي الثورنجية، وأحال مقاهي شارع الحمراء الثورية إلى بوتيكات للملابس النسائية!! لذا اغتالوه حين أصبح عقبة، وهنالك مؤشرات قوية أن من قتله أمراء أل سعود.
ولعلك تسأل الآن، ما لآل سعود ولسلاح حزب الله؟
إضافة إلى الحقيقة التاريخية التي تقول، حين تفشل بريطانيا أو الدول الغربية في السيطرة على ظاهرة عربية مهددة لإسرائيل يستعينون بآل سعود، هنالك سبب آخر يستحق عليه حزب الله حنق آل سعود!! فهزيمة حزب الله لإسرائيل عام 2006م فضحت الأنظمة العربية التي يروج إعلامها أن إسرائيل لا تُقهَر (حقيقة الأمر منذ 1972م أصبح الإعلام العربي خليجي صرف!!). هذا الانتصار أحرج هذه الأنظمة أمام شعوبها، ومع نمو قوة خط المقاومة بنمو قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتحالف الإستراتيجي ما بين سورية، وحزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية، زاد الخطر على هذه الأنظمة ، لأن المد الثوري الذي يمكنه شطب إسرائيل من الوجود كفيل بأن يسقط هذه الأنظمة العميلة، وكثير من الاستراتيجيين يربط بقاء هذه الأنظمة (السعودي بالتحديد!!) ببقاء إسرائيل.
لذا أنتقل السعوديون من إستراتيجية سحب سلاح حزب الله بدءا من عام 2005م إلى إستراتيجية إسقاط النظام السوري الحاضن لكل المقاومات الإسلامية وغير الإسلامية، وبسقوط النظام السوري سيضمر حزب الله بشكل تلقائي ويسقط مثل ورقة الصفصاف في الخريف!! ولكي يجهزوا على حزب الله إجهازا تاما، جولوا الشمال اللبناني إلى أمارة إسلامية سلفية يعشعش فيها الإرهابيون من مشتقات القاعدة، وأغرقوه بالسلاح المنهوب من ليبيا، وانتظروا سقوط بشار السد لكي يهجموا على حزب الله في عقر داره!! وطال انتظارهم…
سنتان ونصف وهم ينتظرون سقوط بشار الأسد!! ولكن واقع المعارك ونتائجها يقول أن الأسد أفترسهم واحدا بعد الآخر، وحين غُلِبَ حمار آل سعود.. بقيادة بندر بن سلطان، استلوا آخر كارت تكتيكي، وهو كرت الفتنة والحرب المذهبية!! إن لم يستطيعوا سحب سلاح حزب الله بواسطة آل الحريري وكتلته، وإن لم تستطع إسرائيل هزيمة حزب الله عام 2006م، وإن بقى الأسد عصيا عليهم.. إذن لم يتبقى لهم سوى أن يقولوا أن هذه المقاومة اللبنانية طائفية هي “مقاومة شيعية”..تخدم التمدد الإيراني على حساب الأمن العربي القومي وليس لتحرير فلسطين أو القدس.
إن لم تستطع إسقاط مقاومة حزب الله ماديا، لا يبقى لك سوى تشويهها وعزلها عن محيطها اللبناني والعربي. وفي هذا السبيل صرفت واشنطون 500 مليون دولارا فقط لتشويه صورة حزب الله على أنه مقاومة طائفية شيعية تخدم إيران وليس القضية العربية!! وقطعا صرفت السعودية أضعاف أضعاف هذا المبلغ!! سعدو الحريري وحده قبض من الملك عبد الله أربعة مليار دولارا. ونجحوا نسبيا، فهنالك أبدا في العالم العربي صحفيون وإعلاميون جاهزون ليكتبوا بالمقابل المادي مثل عثمان ميرغني الذي يبخس من انتصارات حزب الله!! وكذلك هنالك أبدا شيوخ العامة وجمهورهم الساذج الذين يصدقون التدليس الأمريكي السعودي مع رنة الريال وحفيف الدولار الأمريكي!!
ولكن ليس أمثال الشيخ ماهر حمود!!
هذا العالم السني الأشعري ابن صيدا هو مع مقاومة حزب الله ومع أمينه السيد حسن نصر الله قلبا وقالبا!! فمثلا خذه يقول: “من ينتقد حزب الله ماذا قدم للأمة غير الخطابات والوعود؟”. ورغم أن العديد من علماء لبنان السنة الأشعرية مع حزب الله، ولكنهم ليسوا بالقطعية والحدية التي يمثلها الشيخ ماهر حمود، إذ معظمهم قلوبهم مع حزب الله، وجيوبهم مع آل سعود، فيحتار لسانهم!!
وهنا يكشف آل سعود عن أوراقهم، فلتحقيق أهدافهم السياسية بغطاء الدين لا يتورعون من اغتيال الشيخ ماهر حمود مثلما اغتالوا الشيخ الشهيد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي. ففي الثالث من شهر يونيو 2013م حاول بندر بن سلطان اغتيال الشيح ماهر حمود ولكن المحاولة فشلت. بندر بن سلطان لا يفهم إلا شيئين إما أن يرشوك أو يغتالك!! ويعتبر الشيخ ماهر ليس معبرا عن مقاومة حزب الله من وقت لآخر، بل يرى نفسه جزءا منها، لا فرق بين شيعي أو سني. وهذا ما يجنن آل سعود.. خبر محاولة اغتياله:
http://www.egyfans.com/vb/showthread.phpt=87977 ولا تستعجب أخي القارئ أن نزج بحسن الترابي في هذه المقالة، فحين تقرأ ما قاله الشيخ ماهر حمود في الوصلة التالية ستفهم إننا على حق. فمن شخص يدعي العلم والفقه الشرعي ويركن إلى دولة قطر، ويقلب الحقائق فيما يدور في مصر، ويكذب على أنه مجدد بينما هو سلفي قح يتأرجح ما بين الوهابية والقطبية، ويبدع في المكر التنظيمي على حساب الفكر والاجتهاد الصادق، ويتعمد عدم الشفافية، ويجبن من أن يصرح بما يعتقده.. نقول بالفم الملآن إنه ليس بعالم!! ويكفي الترابي عارا أنه عضو فعال في بلاط دولة قطر الأمريكية المتصهينة وفي دائرة التنظيم الدولي، هذا يكفي لكي تسقط عنه صفة وأهلية العلم!! بينما الشيخ ماهر حمود بعلمه ورجولته وصل أن يقف في صف مقاومة حزب الله، وهو يعرف تماما وهو السني الأشعري ما قد يتعرض له من أذى من قبل اللعائن آل سعود وكلابهم الوهابية المسعورة. فمن يتخذ موقفا صعبا كهذا إلا عن علم يقيني؟ ورجولة!! أقرأ كلماته في صفحة صيداويات وبها كافة مقالاته الداعمة للمقاومة مطلقا ولمقاومة حزب الله، يقول فيها: أيها القتلة.. أنتم خوارج العصر!! قارن كلام الشيخ حمود بالترابي الذي لم يرى في السلفية الوهابية من مأخذ سوى نقدها بناطيل النساء!! ونقول له أيها الرجل إنهم خوارج!! لقد كنت مخدوعا في الترابي، إلى أن اكتشفت ضعف تفكيره، وتضخيم نفسه كعالم متفقه، بينما هو فقط يبرع في التكتيك التنظيمي.
http://www.saidacity.net/_NewsPaper.phpNewsPaperID=129751&Action=Details&cache_time=0&NoNewsLimit=1 الشيخ ماهر حمود كتب مقاله “أيها القتلة..أنتم خوارج العصر!! عقب التفجير الذي صنعه بندر بن سلطان في الرويس بالضاحية الجنوبية من بيروت، ولقد زار الشيخ الموقع، وقد قتل فيه حوالي خمس وعشرين قتيلا وعشرات الجرحي الأبرياء، شاهد أثار التفجير المهول:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.phpeid=81910&cid=7 في ختام هذه المقالة نذكر القراء الأفاضل ونسألهم متى مدح حسن الترابي مقاومة حزب الله؟ ألا يكشف صمته في حق المقاومة الإسلامية اللبنانية زيفه؟ هل يعتقد حسن الترابي أن مقاومة حزب الله هي مقاومة طائفية لخدمة أغراض إيران؟ أم أنه يقطع لسانه أرضاءً لمن يدفع له في قطر؟
كم هو الترابي مكشوف!! ولكن مع الأسف لم ينتبه له أحد متفرسا فيه، كل الذين انتقدوه أمثال الصادق عبد الله عبد الماجد وعلي عبد الله يعقوب.. انتقدوه لأشياء ذاتية مضحكة وعبيطة، فالأول مثلا يشتكي أنه تقدم الترابي في زيارة لورش عطبرة ف “حمَّر” ليه الترابي، يعني كيف تفوت رئيسك!! والثاني يتهمه إنه نبي..!! وربما بن يعقوب لم يتجاوز الهدف إلا قليلا.. فالترابي ربما يعتقد أن تفسيره التوحيدي للقرآن تفوق به على تفسير نبينا الكريم، لم لا، وأتباع محمد بديع يدعون أن محمد يصلي خلف مرشدهم برابعة العدوية!! بل قالوا جبريل نفسه نزل في مسجد رابعة!! شوقي إبراهيم عثمان
كاتب ومحلل سياسي
[email]shawgio@hotmail.com[/email]
الله يشفيك
لافرق بين حزب اللة واسرائيل كلهم ليسو مسلمين الشيعة ليسو مسلمين وخدمون مصالح امريكا واسرائيل
شكرا اخي شوقي .. لك التحية على هذا التحليل …اردت ان اوصل لك رسالة ان رايي لم يتغير عن حزب الله ليس لاني سني او شيعي ولكن قبل التصنيف لابد ان يكون الباحث له راي فيما بين السطور … الشيعة و حزب الله هم الوحيدين الان الذين ماااااازالوا يناصبون اسرائيل العداء رغم وجود السلفيين و الوهابية العالمية .. هذا المقال صادف اني ادرس هذه الايام الحرب اللبنانية … الفلسطينيين .. الكتائب و بشير الجميل … و قوات الردع العربية …. لك التحية .
يبدو أنك شيعي حاقد، وذلك من نبرتك المترامية على حزب الله وعلى إيران، وكذلك جهلك المدقع أورثك الخلط بالأمور التي لا تحسنها فأنت لم تقرأ التاريخ ولا تعرف تاريخ الشيعة الأسود، وإيران ما هي إلا ربيبة لإسرائيل، فمن أتى بالتشيع وأدخله على المسلمين سوى اليهودي عبد الله بن سبأ (ابن السوداء)، ومن الذي قتل المسلمين في صبرا وشاتيلا غير الشيعة، ومن الذي قتل المسلمين في سوريا ونكل بهم سوى الشيعة النصيرية، فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، وأخيراً الأشعرية التي تطرب لها هي عقيدة مخالفة للعقيدة السنية الصحيحة، ومؤسسها أبو الحسن الأشعري تراجع عنها إلى عقيدة السلف، ولكن ما للأعمى ونقد الدراهم!!
ماذا اتي بهذا الشيعي الحاقد
ظللنا نتابع مقالاته الحاقدة في كافة المواقع السودانية ولا هم له سوي هدم الدين نرجو من الادارة ايقاف هذا الشوقي
يبدو انك لاترى الا بعينهم ….هداك الله
نحن عندنا قطر وايران وحزب الله كلهم سواء يهدموا الاسلام فقط ولاهم لهم غير ذلك
الله يشفيك ويهديك