عبير زين : مشاعر عِند خطِ الإستواء!
انا وهذا الطقس أصدقاء نلتقي عند خط الإستواء لنرتشفُ عُصارةً من إكسير الحياة، فكلانا ذو طبيعة إستوائية ساخنة… حارة تماماً كالتوابل الهندية، تِلك الملامح ذات الطبيعة الإستوائية تغلي دواخلي بحرارتها (أو فلنقل بسخونتها)، وأحياناً تشويها (شياً) بسِماتها وتأثيرها القوي، ولأن شمس التفكير عندي تُشرق من إحساسي الإستوائي فغالباً ما أصطلي أنا بتبعاتها فحتى صقيع الخيانة و أنواء الغدر لم يُفلحان فى تخفيف حِدة حرارة الإحساس بداخلي ولا فى إجهاض جنين الثقة الذي نما وإكتمل فى إحشاء تعاملاتي مع البشر.
لطالما تأملتُ في ذلك الخيط الرفيع الذي يربط الأحداث التي مرت بي بتلك الحورية التى تُدعي الصدفة، الصدفة التي لا تُمطر إلا من سماء ذوى الحظ الثري! فحينما إستلّ القدر سيفه وقارعني به على طرقات حياتي إنتصر لي لأنه منحنى هزيمةً دفعت بي إلى نصر فى مستقبلٍ قريب، لو كنتُ أعلم أنه يرسم لى طريقاً للسعادة لما بارزته حينها ولما تدرعتُ بالمقاومة و لما لبستُ خوذةً من تمرد، بل كُنتُ لأفتح له ذراعان مِن رضا لأحتضن ذلك الترياق المُر الذي يحمل بداخله الدواء الناجع …و لما تركتُ الباب موارباً حتى يتتسلل منه الندم! …. الندم؟ ذلك ثوبُ لم أرتديه ابداً لأنه لا يُناسبُ جسد قناعتي الممشوق الفارع الطول، أجل لا يُناسبها لأنها تؤمن بأن الخير فيما كان وفيما سيكون ولا خير أبداً فيما ذهب!
كثيرُ من النكبات فى حياتي سُرعان ما يذوب تأثيرها في كوب إيماني الساخن، تماماً كما تذوب قِطعة السُكر البيضاء فى كوب القهوة الأسود فلا تُفلح فى تغيير لونه الداكن بل يسلبها (هو) طعمها الحلو ليتخذ نكهة أجمل! هذه هي الحياة وهذا حالي معها تمنحني السكاكر فأذوبها فى كوبي الساخن دون أن أتغير!!
النيلين – عبير زين
ع.ش