(السودان وامريكا).. امكانيات رفع العقوبات
في ظل اعادة بلورة العلاقات الخارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما، ومن خلال احاديثه لكسب العالم بالحوار وليس بالحرب ونظرته للشرق الأوسط من منظور ثقافي وليس البترول والسوق كما يعتبر البعض، تتوقع معظم الاوساط السياسية والاقتصادية بوادر خير وانفراجاً في العلاقات السودانية الامريكية وعلى رأسها رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان، وابتداء من حديث سابق لسكوت غرايشون المبعوث الخاص للرئيس أوباما ومروراً بزيارة السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الامريكي الحالية للسودان كثاني مسؤول امريكي يزور السودان في عهد أوباما خاصة وان هذا المسؤول ينتمي للجهة صاحبة القرار في رفع العقوبات عن السودان (الكونغرس الامريكي).
يقول بابكر محمد توم: اننا نتفاءل بزيارة كيري ونعتبرها زيارة مقدمة للتعرف المباشر لموجهات السياسة العامة لخلق علاقة استراتيجية تحقق المصالح الامريكية والسودانية، ويضيف بابكر لـ «الرأي العام» لا نحسب الزيارة لمعالجة مشاكلنا، بل هي زيارة تعريفية للسياسة السودانية ومعطياتها، واشار بابكر الى ان الادارة الامريكية الجديدة تبحث عن مصالحها، واضاف: علينا ان نعطيهم الفرصة في البترول كالصين بحيث لا يتسببون في اضرار سياسية للوطن ويحققون مكاسب في نفس الوقت.
ومن خلال استطلاع «الرأي العام» حول امكانية رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان يقول د. سيد علي زكي وزير المالية السابق والخبير الاقتصادي: لا اتوقع ان زيارة كيري أو غرايشون الذي سبقه تدفع بشيء في رفع العقوبات لأنها رصيدهم الوحيد ضد السودان في حل مشكلة دارفور في ظل سياسة أوباما التي وصفها د. سيد بذات النفس البارد والتي لا تميل الى العنف، ويقول مما يدعنا نستبعد أي تدخل عسكري في أي ظرف. ويضيف: نتوقع تحسناً في العلاقات وطرح بدائل وحلقات نقاش.
واشار د. سيد ان رفع العقوبات الاقتصادية بمفهوم اقتصادي نظراً الى مواردنا وثرواتنا في باطن الارض واراضينا الزراعية غير المستغلة ضعيف الأثر ولا يشكل محور حل للازمة المالية الحالية وما يخص امريكا في ذلك.
وتساءل د. سيد قائلاً: إن الذين ينادون بوقف تصدير بعض السلع كالصمغ وغيره للغرب، من هو المتضرر الأكبر في هذه العملية؟ واضاف: ان امريكا تجد البدائل في اقتصادياتها، وهي ضمن دول العشرين التي تمتلك «80%» من اقتصاد العالم وتسيطر على «90%» من التجارة العالمية، واردف قائلاً: في حال ارتفاع البترول الى «150» دولاراً يكون التأثير أكبر رغم ضعف انتاجيتنا.
في سياق متصل نادى عبد الحميد موسى كاشا رئيس لجنة التجارة والصناعة بالمجلس الوطني، بمد الايادي البيضاء لتحسين وتطوير العلاقة مع الولايات المتحدة وقال: علينا ان لا نظلم البعض بجريمة الغير، فإدارة أوباما تختلف كثيراً عن سابقتها ذات المساوئ المعروفة للعالم، واضاف كاشا: اننا نعقد الأمل على إدارة أوباما لبناء علاقات جديدة مع دول المنطقة أجمع وفق المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
وأوضح ان العقوبات لا تقع علينا بالتبادل التجاري لبعد المسافة بيننا وامريكا ونوعية سلعنا، لكن تأثيرها يكون عبر الدول التي لها مصالح وعلاقات مع السودان بالضغط عليها كالاتحاد الاوروبي وغيره، ويضيف كاشا: اننا نحتاج للعلاقة الامريكية في جانب السياسة مع اللوبي الصهيوني بحكم موقع السودان الاستراتيجي لافريقيا والشرق الاوسط.
ويطالب كاشا الولايات المتحدة بتدخل ايجابي في مناطق النزاعات وتقديم العون والدعم اللازمين للسلام، وقال يجب على الجميع ان يسعوا لدعوة أوباما لزيارة السودان لكي نخطو بها الى تحسين العلاقات وتطبيعها.
بابكر الحسن :الراي العام