الخليج .. عربي ولن يكون فارسياً
بعد غياب أعود إلى الاتحاد الرياضي وهو يبدأ عهدا جديدا بصحبة رئيس تحرير جديد هو الزميل محمد الحمادي، وهو رياضي الفكر والروح والتعامل، وصحبة الزميل محمد البادع، وما بين الغياب والعودة، تغير مسمى دوري المحترفين الإماراتي إلى دوري الخليج العربي، وهي التسمية التي أثارت الكثير من الأسئلة في ذهن غير الإماراتيين، حتى عندما تابعوا كأس السوبر وتفاجأوا بأن مسماها هو كأس سوبر الخليج العربي، وسألني الكثيرون عن السبب والبعض فهم التسمية بشكل خاطئ فقال وهل توج الإماراتيون أنفسهم أبطالا للخليج للأندية والكأس ليقيموا كأس السوبر الخليجية ويكون بكل المباراة هو بطل الخليج العربي.
حتماً لو نظرنا إلى أبعد من المسألة الرياضية لعرفنا ان خليجنا عربي ولم ولن يكون فارسيا لأن منطق الجغرافية يقول إن كانت هناك ست دول تطل على منطقة مقابل دولة واحدة في الجهة المقابلة، فإن العقل يقول إن الست لها الغلبة، هذا من المنطق الجغرافي حتى لو كانت تلك الدولة كبيرة المساحة ولكنها ليست أكبر من الست مجتمعة.
أما في المنطق التاريخي والحقوقي، فالخليج منذ الإسلام عربي الهوية واللسان وينطق بدين اختار له المولى عز وجل اللغة العربية لتكون إعجاز بيانه وتعاليم دينه.
ولا أظن أن اختيار مسمى دوري الخليج العربي جاء من فراغ أو مصادفة فرئيس لجنة دوري المحترفين، محمد ثاني الرميثي، هو من أعلن عن تغيير المسمى من دوري اتصالات إلى دوري الخليج العربي، تأكيداً لوحدة الدول الخليجية وعروبتها، وتقديراً لقيمة الخليج ومكانته بين الشعوب المنتمية له، كونه يمثل بالنسبة إلى الإمارات النافذة التي تطل من خلاله على العالم، ومصدراً للرزق منذ القدم وحتى الآن.
إذن لا شيء بالصدفة ولهذا احتجت إيران على هذه التسمية لدى الفيفا الذي اعتمد التسمية الإماراتية ولكنه غير التسمية في موقعه ومراسلاته إلى الخليج الفارسي، أي أنه كعادته يتعامل مع الأمور الخلافية على مبدأ خد وعين أو ضربة عالحافر وضربة عالنافر، وسمعت وقرأت وشاهدت غضبا عربيا حول تغيير التسمية ووعدوا بالمتابعة لدى الفيفا ولكني حتى اللحظة لم اقرأ أو أجد ردا مناسباً على إقحام الفيفا للسياسة بالرياضة وهو الذي يتبجّح ليل نهار بأن كرة القدم توحد ما فرّقه السياسيون.
خليجنا عربي ولم ولن يكون فارسيا لا أمس ولا اليوم ولا في المستقبل قريبه أو بعيده.
[/JUSTIFY]