السفيـر اكيـج .. والنظـر في نصـف الكوب الملآن:قال إنه متفائل والتطبيع مسألة وقت
قال سفير السودان في الولايات المتحدة الاميركية الدكتور اكيج كوج انه متفائل بنسبة «200%» بقرب تطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن ،واعتبر ذلك «فقط مسألة وقت» بعد اتفاق الجانبين على انفاذ ثلاثة محاور تشمل العمل الانساني في دارفور وانفاذ اتفاق نيفاشا،والتسوية السلمية لازمة دارفور
واعتبر السفير كوج في حديث لـ»الصحافة» زيارة رئيس العلاقات الخارجية بالكونغرس جون كيري للبلاد،جاءت للمساعدة في رفع العقوبات الاقتصادية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب،قبيل تطبيع العلاقات،موضحاً ان الادارة الاميركية وصلت الى قناعة باهمية الحوار مع الخرطوم،»وكان لزاماً على الكونغرس ايضاً ان يصل الى ذات النتيجة لتكملة الحلقة قبل تطبيع العلاقات»
وكشف كوج ان مبعوث الرئيس باراك اوباما سكوت غرايشن ،رفع تقريراً ايجابياً للادارة الاميركية ،أكد فيه»ان الخرطوم مستعدة للتعاون،وانها ليست عدواً لاميركا،وانه ليست هناك مصلحة لمعاداة السودان».
واكد السفير كوج الذي زار الصحيفة نهار أمس،ان الادارة الاميركية بدأت بالفعل في انفاذ مشروعها الانتخابي باحداث تغيير في سياساتها الخارجية من المواجهة والمشاددة الى الحوار والتفاوض والتفاهم ،موضحاً ان الرئيس باراك اوباما انتدب المبعوث سكوت غرايشن خصيصاً لهذه المهمة،لكنه نبه الى ان هناك مجموعات ضغط وجهات محددة لاتزال متمسكة بالسياسة القديمة ،سياسة الضغط والمواجهة
وقال ان هناك ثلاثة محاور حددها غرايشن تعمل وفقها واشنطن تجاه السودان،اولها المنظمات الانسانية المطرودة،وهي تعلم ان هذا قرار سيادي ولا رجعة فيه،لذا تعمل في اتجاه سد الفجوة وليست اعادة تلك المنظمات،فالمهم لديها الآن عودة العمل الانساني في دارفور الى ما كانت عليه قبل طرد المنظمات ،وهذا ما لاخلاف عليه،والمحور الثاني،انفاذ اتفاق نيفاشا والثالث حل ازمة دارفور بالشروع في وقف اطلاق نار،وكل هذه المحاور لاخلاف فيها بين الطرفين،واشار الى ان واشنطن ترى ان الحل يجب ان يكون سودانياً،ولكن بمساعدة دول الجوار والمجتمع الدولي،»وانا على يقين من امكانية تجاوز ذلك لاننا نجحنا من قبل في حل مشكلة الجنوب عبر نيفاشا وكانت اصعب من مشكلة دارفور،كما نجحنا في الشرق ولن تغلبنا دارفور»،وشدد كوج على ان اميركا يمكن ان تلعب دوراً مهماً في ذلك،مؤكداً ان الحكومة موافقة ومتفقة مع الجانب الاميركي في المحاور الثلاثة .
واوضح السفير كوج ان الخرطوم ابدت استعدادها لقبول منظمات جديدة كما ان هناك تفاهم تام بين الطرفين ،على اهمية التقيد بالقوانين الوطنية والاتفاقات المبرمة،مشيراً الى انه ليس بالضرورة ان تكون المنظمات البديلة « اميركية»، قائلاً انها يمكن ان تأتي من أي دولة في العالم،كما انه ليست هناك فجوة تذكر خلفتها تلك المنظمات ،واكد ان المنظمات المحلية نجحت الى حد كبير في تغطية العجز،الذي لم يتجاوز الـ«5%»
واعتبر السفير اكوج ان جون كيري جاء ليساعد في رفع العقوبات،لانه من البديهى ان العلاقات لن تطبع ما لم يرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية.
وقال ان الادارة الاميركية اقتنعت تماماً بضرورة رفع العقوبات ومن ثم تطبيع العلاقات ولكنها تحتاج الى موافقة الكونغرس،وهذا ما يقوم به جون كيري بوصفه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس،
ورأى السفير كوج ان تغييراً كبيراً حدث على سياسة واشنطن تجاه السودان،مشيراً الى الفارق في طريقة الزيارة نفسها،وقال انه من قبل كان اعضاء الكونغرس وغيرهم من المسؤولين الاميركيين،يزورون السودان عبر بوبات خلفية من تشاد وغيرها،كما ان كل المبعوثين السابقين والمسؤولين كانوا يأتون بقائمة من الطلبات والشروط ،ولكن ما نراه الآن ان الزيارات جاءت عبر الابواب الرسمية كما ان كلاً من كيري ومن قبله سكوت غرايشن جاءا ليستمعا ومن ثم الحوار والتفاهم،لذلك انا متفائل بنسبة 200% من ان التطبيع اصبح وشيكاً «فقط مسألة وقت»
واكد ان زيارة الرجلين،غرايشن وسكوت حققت الكثير،موضحاً ان الادارة الاميركية وصلت الى قناعة بان هناك استعداداً من قبل الخرطوم للحوار والتجاوب،وقال ان غرايشن قدم تقارير ايجابية للادارة الاميركية بأن الخرطوم مستعدة للتعاون،وانها ليست عدواً لاميركا،وانه ليست هناك مصلحة لمعاداة السودان،وكشف ان غرايشن لم يقطع اتصالاته مع كيري طوال تواجده بالسودان،لتبادل الرؤى والافكار،باعتبار ان المسؤولين يكملان كل الآخر،واضاف قائلاً «اؤكد ان هناك كثيرين من المتشددين بدأوا في تغيير قناعتهم وافكارهم بعد زيارة الرجلين،وان هناك تحولاً جيداً يجب اسثماره».
وكشف السفير كوج ان الادارة الاميركية،بدأت اتصالات فعلية وجادة مع المتمردين،مشيراً الى ان غرايشن يعمل في اتجاه تجميع كل فصائل دارفور لمحادثات باديس ابابا مع الحكومة للتوصل لاتفاق وقف اطلاق النار،»بعد ان ادركوا تماماً بانه لاحوار دون وقف لاطلاق النار»،كما حدث تماماً قبل اتفاق نيفاشا.
واعتبر ان هذه المحادثات مكملة لمفاوضات الدوحة وليست موازية او خصماً لها،موضحاً ان محادثات اثيوبيا لن تتناول المحور السياسي وانما فقط للتوصل لاتفاق حول وقف اطلاق النار.
أسامة أبوشنب :الصحافة
😮 (؟) نكاد لا نستوعب كل هذه التحركات … ماذا يريد الامريكان ؟؟؟ فلنكن مع من يمد يده … ولا نريد من يمد لسانه !!!!