جعفر عباس

الهندي ضحك على الأمريكي العبقري

[JUSTIFY]
الهندي ضحك على الأمريكي العبقري

«تحسبني هندي» عبارة تتردد على أفواه الكثيرين نفيا للغباء، وليس مرد ذلك ان هؤلاء يعتبرون الهنود أغبياء، بل نشأت العبارة وولدت من رحم السينما الهندية التي اشتهرت بالمبالغات التي لا تحترم العقل، فبوليوود وهي المقابل الهندي لهوليوود، تنتج شهريا أفلاما أكثر مما تنتجه الدول الأوروبية مجتمعة في سنة كاملة، وأفلام كهذه لا بد ان تكون بطريقة سلق البيض أي لا تحتاج إلى أي مهارة، في الأفلام الهندية وحدها تضرب شخصا بوكس في وجهه أو صدره فيسقط إلى الأمام.. ومن يعيشون في منطقة الخليج أو يتابعون الطفرات الهائلة التي تشهدها الهند يعرفون ان الهنود أبعد ما يكونون عن الغباء، بل يمتازون بالشطارة التي تصل إلى حد الفهلوة في كثير من الأحيان،.. وأقدم اليكم اليوم ? نقلا عن صحيفة هندستان تايمز- نموذجا لهندي جدير بالإعجاب والاحترام على مستوى الكرة الأرضية، فقد أعلن الرجل عبر الانترنت عن بيع منزل فخم في نيودلهي يتألف من عشرات الغرف والصالات والحدائق والنوافير والنواعير، وطلب ثمنا له مبلغا يزيد قليلا على 800 ألف دولار، فاطلع على الإعلان مليونير أمريكي وقال بالانجليزية بلهجة خليجية: صج هندي.. هذا بيت لا تقل قيمته عن خمسة ملايين دولار، ولا بد من التحرك الفوري لشرائه قبل ان ينتبه صاحبه المغفل العبيط ويرفع السعر! وهكذا بادر الامريكاني العبقري الذي يعرف كيف يصطاد الفرص الاستثمارية المربحة، بالاتصال بصاحب العقار الغبي وعاين مستندات الملكية، ودفع الثمن المطلوب كاش داون.. عدا نقدا.. وتسلّم الأوراق الخاصة بالملكية موثقة عند محام بارع، وقضى بضع ساعات منتشيا لأنه ضحك على الهندي العبيط الذي لا يعرف قيمة بيته الفخيم الرهيب.. ثم تحرك مع أصدقائه في رتل من السيارات لمعاينة البيت على الطبيعة، توطئة لإعادة طرحه في السوق لتحقيق ربح فوري يفوق أربعة ملايين دولار، وحاول الاقتراب من البيت ولكن رجال الشرطة أوقفوه، وعندما عاندهم شهروا السلاح في وجهه، فحسب انهم يتفهلوون للحصول على بقشيش/ رشوة من المالك الجديد للبيت الفخم، ومد يده اليهم بحفنة من الدولارات ولكنه فوجئ بغضبهم وتهديدهم له بالاعتقال بل والضرب إذا لم يبتعد عن البيت.. هنا اتصل الرجل بشرطة النجدة وأبلغهم ان هناك من يمنعه من دخول بيته، فهرعت الشرطة إلى حيث كان يقف وبعد سين وجيم، كاد الرجل ان يفقد عقله لأن رجال شرطة النجدة طفقوا يضحكون ثم اقتادوه مخفورا إلى مركزهم، ولاحظ الرجل ان الشرطة تعامله كمعتوه فأخرج من جيبه الأوراق التي تثبت ملكيته للبيت وسندات الشراء وتسجيل العقار، فما زاد ذلك ضحكات الشرطة إلا ارتفاعا وصخبا… كي لا أطيل عليكم فقد كان البيت الذي اشتراه هو مقر رئيس الوزراء الهندي، وأدرك المليونير الأمريكي انه دخل التاريخ كما الصعيدي الذي اشترى الترام في القاهرة.
الأمريكان اعتادوا الضحك على الشعوب ومن ثم فإن كل من يضحك على الامريكان يستحق الثناء والتقدير.. هل تذكرون بجاحات الامريكان عندما أصدروا قانونا يقضي بمحاكمة الدول المصدرة للبترول من أعضاء أوبك إذا ارتفع سعر البترول، يعني سنقرأ قريبا أخبارا من شاكلة: صدور أمر باعتقال نيجيريا بتهمة خفض إنتاجها من النفط لأن ذلك أدى إلى ارتفاع أسعاره.. الافراج عن فنزويلا بضمان عنوانها الجغرافي بعد احتجاز دام شهرا بسبب ارتفاع أسعار النفط نتيجة لإضراب عمال قطاع النفط مما تسبب في قلة المعروض من تلك السلعة.. ويا صاحبي الذي باع بيت رئيس الوزراء أنت صج هندي.. يعني ذكي… برافو.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]