آمال عباس

لعن الله الفتنة

[JUSTIFY]
لعن الله الفتنة

الفتنة قد تؤدي إلى الصراع والاحتراب والاقتتال بين القبائل ومكونات المجتمع فتحول التعايش السلمي إلى احتراب واقتتال ربما قد تسببت فيه أيادي خفية آثمة تريد نقل الفتن والاحتراب والاقتتال بين مكونات المجتمع الذين يعيشون في ما بينهم في محبة وفي أمن وأمان، كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
والجهوية والقبلية لهما دورهما لمسببات الفتنة والاحتراب والاقتتال كما حدث بين الهدندوة والهوسا في كسلا، رُبما كانت من ورائه جهات بذرت الخلافات ما بينهم حتى تسببت فيما حدث ما بين الطرفين.
هذه المكونات من المجتمع التي عايشت أهل الشرق يشهد لها التأريخ بأنها تكن كُل الاحترام والتقدير لقيادات الادارة الأهلية بالشرق وأهله حتى أصبحت من أهل الشرق يحبون بعضهم البعض. فعلى كل الذين ينشدون المحبة والسلام والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع تفويت الفرصة لأولئك الذين يريدون نقل الفتن والحروب والاقتتال بين من يعيشون في أمن وأمان.
الادارة الأهلية مشهود لها عبر التاريخ بأنها قادرة على حل النزاعات بين القبائل التي اقتتلت لأسباب ما بالجلوس مع بعضهم البعض لمعرفة الأسباب التي أدت لذلك النزاع وبتداول الآراء بين الحكماء من رجالات الادارة الأهلية من القبيلتين المتنازعتين فغالباً ما يصلون إلى حل سلمي يرضي طرفي النزاع، وان تعثر ذلك حينها يتدخل أهل الرأي وزعماء القبائل الأخرى لإخماد الفتن وفتيل الاحتراب والاقتتال والأخذ والامتثال لما تراه الادارة الأهلية تجاه القضية وترك الاحتراب والاقتتال والرجوع إلى التعايش السلمي.
كثيراً ما كانت تعيش القبائل العربية في جزيرة العرب بين الاحتراب والاقتتال ما قبل الاسلام فجاء الاسلام فألف بين قلوبهم حتى أصبحوا بنعمة الله اخواناً، قال تعالى (إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) صدق الله العظيم، حقاً أصبحوا اخواناً وعاشوا في أمن وأمان بعد الاحتراب والاقتتال وقال تعالى (إنما المؤمنون اخوة) صدق الله العظيم فالمؤمن أخ المؤمن، فعلى قيادات الادارة الأهلية من الهدندوة والهوسا النظر إلى أخوة الاسلام التي أمرنا بها المولى عز وجل دون النظر إلى الجهوية والقبلية وتفويت الفرصة لمن يريدون نقل الفتن والحروب والاقتتال بين مكونات المجتمع الذين يعيشون ما بينهم كاخوة وفي محبة وفي أمن وأمان في كسلا.

عثمان أبو فاطمة بليه
بورتسودان – ولاية البحر الأحمر

[LEFT]هذا مع تحياتي وشكري [/LEFT] [/JUSTIFY]

صدي – صحيفة الصحافة
أمال عباس