سياسية

فرار الاف السودانيين بسبب اشتباكات في أبيي

أبيي (السودان) (رويترز) – قال مسؤولون محليون ان الاف المدنيين فروا من اشتباكات تفجرت في منطقة أبيي الغنية بالنفط يوم الخميس بين طرفي الصراع السابقين في الحرب الاهلية التي دارت بين شمال السودان وجنوبه.

وأبرزت الاشتباكات التي نتجت عن نزاع محلي التوترات في منطقة تطالب بها كل من الحكومة المركزية في الخرطوم وجنوب السودان. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من معاهدة السلام التي أبرمت بين الشمال والجنوب عام 2005 لم يتفق الطرفان على الحدود أو على تشكيل حكومة محلية للمنطقة.

وترددت أصداء أعيرة نارية بشكل متقطع في اليوم الثاني من الاشتباكات وتصاعد الدخان من البلدة.

وقال مالوني تونج المسؤول المحلي من الحركة الشعبية لتحرير السودان الجناح السياسي للجيش الشعبي لتحرير السودان السابق “فر أغلب المدنيين من البلدة. هناك نحو 25 ألفا إلى الشرق من أبيي… الوضع ليس هادئا.”

ولجأ نحو 50 مدنيا أمام بوابات مجمع لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وسمح لهم بالدخول في نهاية الامر. ويجري اجلاء العاملين الدوليين بالامم المتحدة من المنطقة.

وقال موسا مالي نائب حاكم ابيي ان الطرفين اتفقا على نشر وحدات مشتركة في وسط المدينة لتعمل كعازل بين الجانبين.

واضاف ان الاوامر صدرت بالفعل لتلك الوحدات بالتوجه إلى وسط المدينة. لكن اصوات قتال عنيف ترددت مع انتهاء الاجتماع الذي عقد على مستوى رفيع بين الخصوم السابقين من الشمال والجنوب.

وتتصاعد التوترات منذ شهور بين جنوب السودان والخرطوم بسبب تأخير تنفيذ معاهدة سلام 2005. ويتبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التعطيل.

وتقول الحركة الشعبية لتحرير السودان ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم اخذ أكثر من مليار دولار من عائدات النفط من أبيي بدلا من تقاسمها مع الجنوب كما تنص معاهدة السلام.

وعلى الرغم من الاشتباكات التي تدور في أبيي فان العلاقات بين الشمال والجنوب تحسنت بصورة ملحوظة منذ وقوع هجوم غير مسبوق من متمردي دارفور على الخرطوم في مطلع الاسبوع وعرض جنوب السودان تقديم المساعدة العسكرية للحكومة المركزية.

ولا تشمل معاهدة سلام 2005 منطقة دارفور بغرب السودان التي حمل فيها المتمردون السلاح ضد الحكومة عام 2003.

وعانى السودان من عشرات السنين من الصراعات بين الخرطوم والمناطق النائية التي تشكو من الاهمال والتمييز ضدها من جانب الحكومة المركزية.

واستمرت الاشتباكات بامتداد الحدود بين الشمال والجنوب على الرغم من معاهدة 2005 وأسفرت عن سقوط مئات القتلى في العام الماضي. وربما يؤدي افتقار المتمردين السابقين والميليشيات الموالية للخرطوم للانضباط الى اشتعال القتال بسهولة.

ولقي نحو مليوني شخص حتفهم في الحرب بين الشمال والجنوب.

ويعتقد خبراء دوليون أن 200 ألف قتلوا نتيجة للحرب في دارفور. في حين تقول الحكومة ان عدد القتلى عشرة آلاف فقط.

ونقلت حركة العدل والمساواة الصراع في دارفور إلى العاصمة الخرطوم لاول مرة يوم السبت في الهجوم الذي أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل. واتهم السودان تشاد بتدبير الهجوم وقطع علاقاته الدبلوماسية معها.

ويقول خبراء ان إنتاج النفط تراجع في منطقة أبيي خلال السنوات القليلة الماضية.

تعليق واحد