حوارات ولقاءات

الدكتور أكيج كوج سفير السودان لدى واشنطن: «أوباما» يحب السودان ولن يستخدم القوة ضد دولة أفريقية

[ALIGN=JUSTIFY]«أوباما» يحب السودان ولن يستخدم القوة ضد دولة أفريقية

الوحدة أفضل.. وإنفصال الجنوب سيشكل خطراً كما حدث بين أثيوبيا وأريتريا

نعم.. الرئيس الأمريكي يتعرض لضغوط من «اللوبي» بشأن دارفور

السودان ليس ضد أمريكا.. ومازالت هناك «13» منظمة أمريكية تعمل بدارفور

تأخرت عن الموعد المحدد بوزارة الخارجية لإجراء حوار مع السفير د. اكيج كوج سفير السودان بواشنطن، وفي طريقي إليها دارت في ذهني ملفات كثيرة.. العلاقات السودانية الأمريكية الشائكة منذ إعلان الولايات المتحدة.. الحصار الأمريكي على السودان، الذي لم يتثنى حتى التبادل الطبي الإنساني, بالإضافة لقضية طرد المنظمات الأجنبية الـ 13.. حيث كانت الأخيرة القشة التي قصمت ظهر البعير وقادت لإيقاف التقويم الذي شرعت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما ومحدثي من العيار الثقيل فهو أول طبيب خاص للزعيم الراحل د. جون قرنق دي مابيور تخرج في كلية الطب جامعة الخرطوم 1979م وأدى فترة الأمتياز في سنار والخرطوم.. إنضم للحركة الشعبية 1984م تولى مسؤولية الشؤون الإنسانية بالحركة عين سفيراً للسودان بواشطن 2006م.

حاورته/ أحلام الطيب

* السيد السفير هل ثمة فرق بين الادارتين السابقة والحالية في الولايات المتحدة؟

– نعم هناك فرق بين أوباما وبوش .. الادارة الجديدة برئاسة اوباما ترغب في فتح ابواب للحوار وتحسين علاقاتها مع دول السودان ايران كوريا الشمالية وافغانستان.

* هل تتوقع ان ترفع ادارة اوباما اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الارهاب؟

– المبعوث سكوت تحدث عن ذلك اكثر من مرة وممكن جداً وبسهولة رفع اسم السودان من الدول الداعمة للارهاب ولكن تأتي كخطوة تالية لتحسين العلاقات ففي حال حدوث تقدم في معالجة ملف المنظمات واتفاقية السلام الشامل وقضية دارفور ممكن ان يحدث هذا خلال فترة وجيزة .

* ذكرت ان هنالك فرقاً بين ادارة بوش وادارة اوباما.. ولكننا نجد سوزان رايس مندوبة أميركا بمجلس الامن الدولي وجون برندر قاست مشهورين بعدائهما للسودان.؟

– قال – ضاحكاً – والله أيضاً لهما مواقف كويسة تجاه السودان.

* مثل ماذا ؟ فمنذ طرد المنظمات وكشرت رايس عن انيابها وحملت الرئيس مسئولية (وفاة) اي سوداني؟..

– هي ليست وحدها فالمنظمات الاميركية والمجتمع الأميركي يحاولون التعبير عن رفضهم لطرد المنظمات ويمارسون ضغوطاً على الحكومة السودانية لإثنائها.

* نجد ان قضية طرد المنظمات أثيرت أكثر من ثلاث مرات وعقدت جلسات طارئة لمجلس الامن الدولي مما يدل على خطورة دورها في رسم خارطة السياسة الامريكية؟

– ليس السياسة الامريكية فحسب بل تؤثر ايضاً على مواقف الامم المتحدة ، والاخيرة تساعد عبرها المتضررين في اي دولة وتتعاون بصورة وثيقة معها.

{ السودان لم يكن يتصدر اولويات الرئيس اوباما.. هل استوثقتم ان ادارة اوباما بدأت في وضع خارطة للتعامل مع السودان.؟

– قضية دارفور كانت إحدى الاولويات ففي الحملة الانتخابية لا بد من وضع الإعتبار لمجموعات الضغط، اللوبي والنجوم والطلاب يؤثرون على الرأي العام لذلك إذا لم تستجب كمرشح لهم ولمطالبهم فلن يساعدوك – فالرئيس اوباما وهيلاري كلينون- وزيرة الخارجية- وحتي السناتور جون مكين كان لهم برامج تجاه دارفور ووضعوا خيارات لحل الازمة. وهم الآن يحاولون تنفيذ البرامج الانتخابية دون الرجوع للحلول العسكرية.

* ألا تعتقد ان الحكومة جادة في حل أزمة دارفور؟

– بالتأكيد جادة جداً لإيجاد الحل السلمي لقضية دارفور ليس اليوم فحسب ففي السابق نجد ان هنالك جولات تفاوضية انعقدت في تشاد و ليبيا لإيجاد الحل السلمي.

* لكن هناك صعوبة كبيرة في تحقيق السلام في دارفور في ظل تصلب الموقف التشادي وتشرذم حركات دارفور؟

– نعم هذا صحيح ، لكن الحكومة والمجتمع الدولي والاتحاد الافريقي عموماً كلهم يشجعون الحركات للجلوس ودون مشاركة الحركات ، الحكومة (براها) لن تستطيع ان تأتي بالحل.

* شكا السودان تشاد لمجلس الأمن الدولي اثر اعتداءاتها المتكررة على الاراضي السودانية؟

– نحن (شغالين) الآن ان يكون هناك تقارب فان حل قضية دارفور سيكون فيه تعقيدات فالحل يمر اولاً بـ«تصليح» العلاقات السودانية التشادية.

* هل تلقّى السودان مساندة من قبل بعض الدول داخل مجلس الأمن؟

– نعم يساندوننا كثيراً وأفلحوا في افشال البرامج المعادية للسودان، الاصدقاء يحاولون مساندتنا.

* كيف تفاعلوا معكم في قضية المحكمة الجناية الدولية؟

– كثير من الدول الصديقة رفضت القرار وطالبت بتجميد القرار وايضاً طالبوا بارجاع ملف دارفور من المحكمة الجنائية الدولية لمجلس الامن ونجد ان دخول القضية من المجلس للمحكمة اعطى فرصة للمحكمة الجنائية لاصدار قرار ضد علي كشيب والسيد وزير الدولة احمد هارون ورئيس الجمهورية.

* هل ستنجح الدبلوماسية السودانية في المعارك القادمة مع مجلس الامن الدولي في ظل العداء البريطاني والفرنسي والاميركي؟

– الدبلوماسية السودانية من زمان معروفة بامكانياتها وقدرتها في الدفاع عن السودان، اليوم اذا رجع الملف من المحكمة الجنائية الى المجلس نستطيع الدفاع عن السودان بصورة جيدة جداً ، وانا اشتغلت معاهم. واعرف قدراتهم جميعاً وهم خير ممثل لنا.

{ الاتحاد الافريقي والجامعة العربية يبذلان جهوداً كبيرة لتجميد قرار المحكمة الجنائية الدولية هل ستفلح جهودها ام أنها عديمة الفائدة؟

– ليس هناك تحرك عديم الفائدة – فالتحرك مفيد حتى ولو خالف رؤية الحكومة التي نادت مؤخراً بإلغاء القرار .. وتجميد القرار يمكن ان يمهد لإلغائه تماماً.. هذه خطوة مقبولة بالنسبة لي وخطوة دبلوماسية مهمة.

* هل تسلمتم قرار توقيف الرئيس من المحكمة الجنائية؟

– لا .. يسلم للسفارة في لاهاي .. والحكومة السودانية وجهت كافة البعثات الخارجية بعدم تسلم المذكرة ، ليس هناك سفارة ستتسلم المذكرة.

* ما هو رأي المسئولين السودانيين؟

– ممكن للطرفين الجلوس معاً ومناقشة طرد المنظمات ويضعان من بعد حلولاً .. رأي المسئولين كان ان الطرد لن تتراجع عنه الحكومة نهائياً ولكن يمكن سد الفراغ اذا وُجد فراغ.

هل يمكن ابتعاث منظمات امريكية تحل محل المطرودة؟

– نعم ، وممكن ان تأتي منظمات لا تحمل الواجهات الاستخباراتية وليس لها اجندة ولم تتورط في تقديم معلومات للمدعي العام. السودان ليس ضد امريكا لذلك ما زالت هناك 13 منظمة امريكية موجودة افتكر انه سيكون هناك حل ليس هناك قضية لا يوجد لها حل .. السودان وامريكا يحتاجان لبعضهما البعض، فالسودان اكبر دولة في افريقيا وامكاناته ضخمة جداً امريكا في حاجة لها اليوم.

* كيف تحتاج اميركا للسودان؟

– كلو اقتصادياً ، التنمية ، الاستثمار فالقوى العاملة في امريكا غالية مقارنة بالسودانية يمكن انشاء وجلب شراكتها للسودان لتعمل في السودان (مجال المياه – التنمية) حينها امريكا ستستفيد والسودان سيستفيد.

* المنظمات المطرودة مهمة جداً هذا يعني ان اوباما تعرض لضغوط سياسية كثيفة؟

– نعم مورست عليه ضغوط حتى في تعيين مبعوث للسودان وفرضوا انفسهم على الرئيس – الموضوع مهم جداً جداً.

* أميركا تسيطر على مجلس الامن الدولي؟

– ليس امريكا وحدها فهنالك فرنسا ، بريطانيا تؤثران على المجلس مثلهم مثل الصين وروسيا ، الخمسة اعضاء الدائمون.

* هل يمكن ان يلبس اوباما ثوب جورج بوش؟

– الأمريكان ( عاوزنو كده) يقيسون نجاح الرئيس بقدرته على استخدام القدرة العسكرية وفي الاول اي منذ فوز اوباما بالرئاسة سري خوف أن يكون ضعيفاً ولا يكون بذات قوة بوش ، اوباما في يوم ما سيحاول ان يذكّر الامريكيين بأنه أقوى من بوش.

* هل سيكون السودان هو الضحية؟

– لو وقعت علينا المأساة يمكن نكون الضحية لكنني اعرف ان اوباما يحب السودان واصوله افريقية وابوه مسلم لا اعتقد انه سيستخدم القوة ضد دولة افريقية او اسلامية. ولكن قد يضعف امام ضغوط اللوبي الصهيوني ـ الامريكي (ايوه) من اجل ذلك تعاونا معه اذ حصل تقدم تجاه التعامل السلمي يكون افضل.

* الولايات المتحدة الامريكية تعطي وضعاً خاصاً لجنوب السودان باعتبار أنها راعية لمفاوضات السلام واستصدرت قراراً من الكونغرس الامريكي بتخصيص 275 مليون دولار لحكومة الجنوب..

اهتمام اميركا بالجنوب واتفاقية السلام نابع من رعايتهم اتفاقية نيفاشا لذلك امريكا تساند تنفيذ الاتفاقية لحين اجراء الانتخابات والاستفتاء.

* وايضاً تساند انفصال الجنوب عن الشمال؟

– ليس (كلهم) كما ذكرنا في قضية دارفور يوجد عدد من المسئولين يساندون الحوار السلمي وعدد آخر يساندون الحل العسكري .

بخصوص جنوب السودان منهم من يساند الانفصال والكثير منهم يساندون الوحدة.. العالم كله يذهب تجاه الوحدة خيار الكثيرين هو مع الوحدة.

* والخيار الافضل للسودان؟

– ضحك – في رأيك ؟

* انا سألتك؟

– الوحدة افضل

* وفي رأي امريكا ؟

– الانفصال يمكن ان يشكل خطورة في العلاقات بين الجنوب والشمال مثل العلاقة بين اثيوبيا واريتريا ، تشكل خطورة .العالم كما ذكرت يمضي تجاه الوحدة يعني المنظمات الافريقية والعربية والعالم كله لا يشجع الانفصال داخل اي دولة.

* من الملاحظ ان هناك بعضاً من سياسيي الجنوب يتفقون مع الرؤية الداعية للانفصال؟؟ والشاهد على ذلك زياراتهم المتكررة لأميركا؟

– انا لم ألحظ ذلك لحظت انهم يتحدثون كمسئولين سودانيين خاصة ان السيد وزير الخارجية قدم رسالة من رئيس الجمهورية لحكومة اوباما .. لم ألمس فيهم الروح الانفصالية ..

* كلمة اخيرة؟

– شكراً للحوار نتمني ان نلتقي والسودان متحد وبخير.. شكراً لآخر لحظة.1

السفيرالدكتورأكيج كوج سفيرالسودان لدى واشنطن في حوارمابعدزيارةالمبعوث الأمريكي..(2-1)
13/04/2009

«جون كيري» يريد التعرّف على السودان لنقل الحقائق لمجلس الشيوخ

المبعوث الأمريكي لم يقدم مقترحات وسيعود للبلاد بعد 20 يوماً

بعض أبناء دارفور في أمريكا يمثلون هاجساً مناهضاً لحملتنا الإعلامية

كنت الطبيب الخاص للدكتور «جون قرنق» .. وكان قوياً وشجاعاً أمام المرض

تأخرت عن الموعد المحدد بوزارة الخارجية لإجراء حوار مع السفير د. اكيج كوج سفير السودان بواشنطن، وفي طريقي إليها دارت في ذهني ملفات كثيرة.. العلاقات السودانية الأمريكية الشائكة منذ إعلان الولايات المتحدة.. الحصار الأمريكي على السودان، الذي لم يتسن حتى التبادل الطبي الإنساني, بالإضافة لقضية طرد المنظمات الأجنبية الـ 13.. حيث كانت الأخيرة القشة التي قصمت ظهر البعير وقادت لإيقاف التقويم الذي شرعت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما ومتحدثي من العيار الثقيل فهو أول طبيب خاص للزعيم الراحل د. جون قرنق دي مابيور تخرج في كلية الطب جامعة الخرجوم 1979م وأدى فترة الأمتياز في سنار والخرطوم.. إنضم للحركة الشعبية 1984م تولى مسؤولية الشؤون الإنسانية بالحركة عين سفيراً للسودان بواشطن 2006م.

حاورته/ أحلام الطيب

* د. أكيج كيف كانت علاقتكم بالزعيم الراحل د. جون قرنق؟

علاقتي بالرئيس الراحل كانت عميقة جداً فهو نعم الأخ الكبير، يهتم بكل ما يتعلق بي مهما كان وكنت أول طبيب شخصي له ولعائلته الصغيرة, ثم عملت نائباً لمدير مكتبه في أديس أبابا آنذاك ووزير الخارجية الحالي دينق الور.

* إشتهر د. جون بإطلاق القفشات هل لمست ذلك خلال إحتكاكك به؟

(نعم) كثيراً ما كان الدكتور يطلق القفشات سيما في مرافقتنا له في الجولات الداخلية خاصة عندما نحس بالرهق يطلق قفشاته لطرد الملل والقلق, وكل المرافقين له يكونوا (مبسوطين) جداً خاصة وقد كان تعامله بسيطاً وكنا نشعر كأننا أسرة واحدة لتنفيذ البرامج المراد تنفيذها.

* كنت الطبيب الخاص لـ«قرنق» هل كان ضعيفاً تجاه المرض. خاصة أن الشخصيات القوية كانت تظهر قوتها في كل الأحوال ولكنها ضعيفة أمام القدر (المرض)؟.

أبداً كان قوياً أمام المرض وأمام كل حاجة ولم أحس بشخص قوي أمام المرض طوال فترة ممارستي للطب في مستشفى الخرطوم قسم الجراحة وقسم الأطفال سوبا مثله.

* هل مارست الطب والدبلوماسية بالولايات المتحدة الأمريكية؟

لا لأنه في أمريكا إذا لم تسجل في المجلس الطبي الأمريكي لا تستطيع مزاولة المهنة, لكني زاولتها في فرنسا وإنضممت للمجلس الطبي الفرنسي وكنت مسؤولاً عن معمل برنباتي وسندني وهو معمل جامعي يشبه لحد كبير معمل إستاك, وكذلك عملت بالطب في السودان في مستشفى سوبا والخرطوم وسنار وجوبا وترقيت حتى أصبحت (حكيم باشا) بمستشفى جوبا وكانت لدي عيادة خاصة.

* خلال تواجدكم في أمريكا ألم تحاول تأطير التعاون الصحي بين السودان وأمريكا وإستقطاب دعم للمؤسسات الصحية السودانية؟

في الجنوب لم أقدم دعماً لأن الدعم للجنوب يأتي عبر برنامج المعونة الأمريكية ولهم برامج أصلاً بالجنوب وهو مسؤول عن تقديم الخدمات, أما في الشمال: فإن الكثير من الأطباء السودانيين حاولوا تقديم خدمات, ولقد زرت مؤخراً مستشفى سوبا التعليمي ولاحظت التدهور الكبير الذي أصابه وعند مقارنتي للوضع حينما كنت طبيب أمتياز ونائب رئيس فسم الأطفال وجدت الوضع قد تدهور وحاولت خلق علاقات بين المستشفيات الأمريكية مع مستشفى سوبا, لكن لا يمكن أن يتم التعاون في ظل إستمرار الحصار الإقتصادي الأمريكي المفروض على السودان لأنه (يحجر) أي تعاون بين البلدين.

* حتى لو كان طبي أنساني؟

(كلو كلو) لا توجد مساعدة مباشرة من أمريكا هذا ما حرمنا من الإستفادة من الطفرة الطبية والتكنولوجية الأمريكية. وتحاول مجموعة من الأطباء السودانيين بأمريكا خلق قنوات غير حكومية بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني لتقديم المساعدة, وهنالك الكثير من الأطباء يرغبون في مساعدة وطنهم ونحن (شغالين) في ذلك.

* ماهو تقييمكم للأوضاع الصحية بالسودان؟

لسوء الحظ الذي رأيته في مستشفى سوبا والخرطوم فإن مستوى تقديم الخدمات ضعيف وغير متوازن مع حجم السكان, ففي أمريكا نجد أن ما ذكرته آنفاً يختلف كثيراً عن السودان, بالإضافة إلى أن هنالك خدمات كبيرة تقدم للأطفال حديثي الولادة ونادراً ما تجد ذات الخدمات في مستشفى سوبا مثلاً.. نتمنى أن يتم تحسين العلاقات السودانية الأمريكية حتى نستطيع أن نكسب التعاون ونجلب التكنولوجيا الأمريكية الحديثة لمؤسساتنا الصحية والطبية.

* هل تعتقد أن أطفال السودان محرومون من الخدمات الصحية؟

لا… مثلهم مثل القطاعات الأخرى من مواطني السودان هنالك نقص في الخدمات وهذا يؤثر عليهم فنفس الخدمات التي تقدم للأطفال تقدم للآخرين ولكنها غير كافية.

* أكدت التقارير إرتفاع نسبة إنتشار الجرائم في المجتمع الأمريكي هل تأقلم السودانيون مع المجتمع الأمريكي وما هي نسبة إرتكابهم للجرائم؟

عدد الجالية السودانية في أمريكا تقدر بـ (150) ألف سوداني نجد أن معظمهم يأتي عبر الهجرة المشروعة نسبة للبعد الجغرافي, ومعظمهم يجدون أعمالاً معقولة وأن يخلقوا أعمالاً لهم وحسب إحصائياتنا نسبة الجرائم غير كبيرة والحمد لله.. وهذا يرجع لتمسك معظمهم بالتقاليد السودانية وإحترام للآخر, والملفت للنظر أن علاقة السوداني بالأمريكي ليس بها (مشكلة) ولكن في بعض الأحيان فإن هنالك أمريكيين متعصبين ضد الملونين.

* كيف ينظر الأمريكي لقضية دارفور؟

الأمريكيون معظمهم يعتمدون على الإعلام كمصدر أساسي للمعلومات في أية قضية فمن قضية دارفور فإن المنظمات (Loby

Group)هي مجموعة الضغط

وتعتقد أن المشاكل الأمنية والسياسية تسببت فيها الحكومة وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عما يحدث في دارفور ويروج الإعلام معلومات غير صحيحة تجعل المواطن الأمريكي الذي يقرأ الصحف يصدق المعلومة وينظر للسودان بصورة غير راضية.. أمريكا دولة كبيرة ونحاول تغطيتها إعلامياً عن طريق إقامة الندوات وتبصير المواطنين السودانيين والأمريكيين بما يحدث في دارفور ولكن حتى لو أقمنا ندوات في منطقة لا نستطيع إقامتها في الأخرى.

* لماذا؟

– لبعد المسافات الجغرافية ولضعف الميزانية المخصصة للإعلام.

* نبّه نائب رئيس الجمهورية إلى أن قضية دارفور تسبَّب فيها الإعلام؟

– نعم يجب تخصيص وتوفير إمكانات التحرك والإلتقاء بالجاليات السودانية وغيرها.. وكما تعلمون فإن أمريكا دولة مهمة جداً والمجتمع الأمريكي يؤثر في السياسة الأمريكية وعلى الرئيس أوباما شخصياً.. وأنا أرى أنه لابد من حوار مع الآخر ليتفهَّم قضية دارفور ولو فهم هذا من الأمريكيين فإن الضغوط على الحكومة الأمريكية ستسهل تدريجياً وحتى تستطيع مواجهة الإعلام الأمريكي الغربي.

تحالف منظمات أبناء دارفور (دارفور كونسورتيوم) مجموعة منظمات هل شكّل هاجساً إعلامياً آخر سيما أنهم يعكسون الأوضاع في دارفور بصورة مغايرة، فهم يتعاونون مع منظمات اللوبي من أمريكا وخارج أمريكا وأكيد تشكل هاجساً لرسالتنا الإعلامية فعند توجيه رسالتنا فإنها في ذات الوقت توجِّه رسالة معاكسة مما يخلق سوء فهم لدى المواطن الأمريكي ويقف حائرًا لا يدري أين الصواب وأين الخطأ، خاصة إن المعلومات هذه وتلك تأتي من سودانيين وهذا يقود لسوء فهم، لذلك حل قضية دارفور بصورة شاملة أمثل طريقة لمواجهة المشاكل الإعلامية تجاه السودان.

* كم نسبة أبناء دارفور في أمريكا؟

حوالى 10% وما يؤرقني وأراه في أي مجتمع تجد أبناء دارفور يشكلون وجودًا في نيويورك وكلما كانت هناك جلبة في مجلس الأمن الدولي تجدهم يتظاهرون أمام المبنى ونفس الشيء تجدهم في واشنطن وفي يوم 4 مارس الماضي تجمهرت أعداد كبيرة منهم وساندوا قرار المحكمة الجنائية بحق رئيس الجمهورية.

* كيف استقبلتم القرار؟

كان صعبا استقبلناه بذات الصورة التي استقبلته الحكومة والشعب السوداني بالرفض وبينا خلفياته السياسية وتأثيره السلبي في محاولة إيجاد السلام في دارفور.

* هل أعدت البعثة خارطة دبلوماسية للتعامل مع القرار حال تحوُّل الملف من لاهاي لنيويورك؟

نحن لا نريد أن يتحول الملف إلى نيويورك ولا أي مكان، نريد سحب الملف من المحكمة الجنائية الدولية من أجل مواصلة الحوار خاصة أن الرئيس البشير هو من حقق سلام الشرق ويشرف على الحوار وألّا يتم القبض عليه وأعتقد أن مواصلته للإشراف على الحوار مع مجاميع أهل دارفور التي لم توقع على سلام أبوجا ضرورة.

* في ظل تشرذم الحركات المسلحة لأكثر من (38) فصيلاً ووجود عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان في فرنسا ود.خليل إبراهيم رئيس العدل والمساواة في تشاد وهل يمكن أن تعقد مفاوضات الدوحة القادمة لتحقيق سلام بين الحكومة والمتمردين؟

محادثات الدوحة يمكن أن تقدم نتيجة مشرفة لحل قضية دارفور ولكن يفترض أن يجلس كل (Stock

holder) عبدالواحد وخليل

وينضموا للمفاوضات.

* يرى المراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف حائط صد منيع يحول دون تحقيق السلام في دارفور بالإضافة إلى فرنسا وبريطانيا لأن لديهم أجندة خاصة؟

في الماضي كانت أمريكا في عهد إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش تقف أمام تحقيق السلام في دارفور لكن اليوم الأوضاع اختلفت بمجئ إدارة الرئيس باراك أوباما وبرنامجه الانتخابي الذي ينشد التغيير وتحولت سياستها الخارجية من التدخل العسكري إلى التعاون الفني مثلا في الحوار وهناك رغبة شخصية من أمريكا لتحقيق سلام في السودان ولها فائدة، كما أن السودان يجد فائدة كبرى.

من الملاحظ أن أمريكا بدأت حوارًا مباشرًا مع سوريا وكوريا وإيران على مستوى دبلوماسي رفيع خلاف السودان أمريكا يبدأ حوارها بابتعاث مبعوث لها وأعتقد أن وصول سكوت غرايشن مبعوث أوباما للسودان حسب «نظريتنا» في واشنطن مشرفة جدًا كما وصل وفد من مجلس الشيوخ الأمريكي بقيادة جون كيري والوفد يمثل اهتماما خاصاً من إدارة أوباما بقضية دارفور والتعاون بين السودان وأمريكا.

* ماذا يحمل كيري في حقيبته سيما أنه ديمقراطي يرمز لإدارة أوباما .

نعم .. أنه يمثل أوباما.

* لكن الصقور الديمقراطية معروفة بشدة عدائها للسودان ؟

زيارته تماثل زيارة سكوت غرايشن للتعرف على الأوضاع حتى عندما يخاطب مجلس الشيوخ في الجلسات المتخصصة لتغيير السياسات يوصي بما رآه وما سمعه من المسؤولين السودانيين.

* متى تعقد جلسات مجلس الشيوخ؟

جلساته مفتوحة مثلها مثل مجلس الولايات «عندنا» (أول ذا تايم عندهم جلسات واجازات قصيرة) .

* هل قدم غرايشن مقترحات جديدة غير عبارات الدبلوماسية الناعمة مثل أنا أحب السودان وأمد يد التعاون للسودان؟

المقترحات التي جاء بها سكوت سيواصلها كيرى وفيها مفتاح للتعاون بروح جديدة بين الخرطوم وواشنطن

* هل يعمل على مقترحات؟

لم يقدم مقترحات جاء ليدرس الوضع ولم يرسم خارطة طريق للتعاون وأشار لمقترح أمريكا تجاه طرد المنظمات الأجنبية من دارفور في الرابع من مارس بالاضافة للتقيد باتفاقية السلام الشامل وايجاد حل لقضية دارفور هذه الاهتمامات الثلاثة التي طرحها سكوت على المسؤولين ثم سيدفع السودان باهتماماته ويجلس الطرفان لرسم خارطة للتعاون وبعد عشرين يوم سيأتي بخارطة من ادارة أوباما لدراسة المقترحات الثلاثة التي ذكرتها أعلى بالاضافة للتقدم في تحسين علاقات البلدين ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لكل من السودان وأمريكا

* هل يمكن ترفيع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالخرطوم الى مستوى السفير؟

ممكن جداً اذا تم تقدم في المقترح الأول

* هنالك تصريحات أطلقها دبلوماسيون أمريكيون تشير لصعوبات ادارية كثيرة لاكمال السفارة الامريكية بالخرطوم؟

هذه لا تشكل مشكلة ادارية كبيرة ويمكن حلها في وقت وجيز

* في المرة السابقة عالجت الحكومة عدداً من العقبات الادارية لكنها تفاجأت بتعليق الحوار الذي ترأسه المبعوث السابق ريتشارد وليامسون؟

(معليش) هذه ادارة قديمة.

[/ALIGN] صحيفة اخر لحظة