د. فتح الرحمن الجعلي

حينما نرفع شعار: الشعب يريد رفع الدعم عن السلع!

[JUSTIFY]
حينما نرفع شعار: الشعب يريد رفع الدعم عن السلع!

السيد علي محمود وزير مالية جمهورية السودان ، رجل اقتصادي مؤهل حملته مؤهلاته العلمية والسياسية لتبوء منصب وزير المال والأعمال في جمهوريتنا العظيمة ، ولذا فهو مكتمل الأهلية حينما يعلن رفع الدعم عن المحروقات أو القمح ، ثم يبرر ذلك بأصح النظريات الاقتصادية وأقوى التجارب الانسانية!
من حق علي محمود أن يدافع عن وزارته وقراراته ، ومن حقه أن يتخيل ردة فعل الشعب تجاه ما تحدثه تلك القرارات، كأن يتخيل ، الشعب وقد اصطف على الطرقات ، يتبادل التهانئ بمناسبة نبوغ ابن من أبنائه تفتقت قريحته عن وسيلة منقذة للبلاد من الانهيار والدمار هي رفع الدعم عن السلع ، فنفذها فأنقذه !
ومن حقه أن يتخيل _ والخيال أمر مشروع _ أن علماء الاقتصاد في العالم حينما بحثوا عن أفضل حل لاقتصاد بلد خرجت لتوها من وحدة مستنزفة واتفاقيات مجحفة ، وهي تخوض الحرب والسلام معا، حينما بحثوا وجدوا الحل المثالي لذلك ما فعله الأستاذ علي بن محمود بن عبد الرسول وزير خزانة دولة السودان من ناحية افريقيا في عهد العولمة والانترنت ، وكان ذلك الحل رفع الدعم عن بعض السلع، فاستحق جائزة أعظم اقتصادي في عصره ، وأفضل وزير على عهده!
من حق علي محمود أن يحملنا _جميعا_ مسؤولية التدهور في الاقتصاد ، فهو وزير حكومة انتخبناها وفوضناها وقلنا لها: انطلقي بإذن الله لتجديد دولة الاسلام وبناء الوطن القوي الذي لا يقهر والشعب العظيم الذي لا يتقهقر ، وسيادته المفوض من قبلنا_ وفق العقد الاجتماعي المعروف عرفا_ نظر فقدر، واستخار واستشار، ورأى أن انسب حل لأي معضلة اقتصادية هي الكلمة السحرية 🙁 رفع الدعم) !
لكن أليس من حقنا أن نسأل حامي حمي المال والأعمال ، العالم الاقتصادي العلامة والحبر الاقتصادي الفهامة علي بن محمود بن الرسول ، بعض الأسئلة واجبة الاجابة؟
نعم فحق التنظير والتساؤل والاستنكار والاستهجان حق مكفول بالدستور تماما مثل حق التطبيل والتأييد والتبجيل، ما يعرف_ اجمالا_ حق التعبير، وبموجب هذا الحق نسأل:
هل عجزتم عن أي حل سوى هذا؟
ماله لو تنازل رجال الصف الأول والثاني والثالث عن نصف ما يملكون، مقتدين بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذين تنازلوا عن أموالهم في سبيل الله حتى لتجد الرجل يخرج عن كل ماله، وتجد نموذج المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار يحمل مثل هذه الصورة الجميلة؟
ما له لو استنفرت الدولة رجالها المخلصين من أهل الدثور للجهاد بأموالهم، فقد استنفرت الشعب للجهاد فنفر فأعطى فلذات كبده؟
من حقنا أخيرا ،أن نسأل عن شعور علي محمود اذا خرج الشعب السوداني هاتفا: (عاش علي محمود رافع الدعم عن الوقود)، (الشعب يريد الضغط بالمزيد) ثم رأي سيادته _بأم عينه_ الشعب يقبل سيارته ويرفع صوره ويحاصر وزارة المالية، رافعا شعارا واحدا: الشعب يريد رفع الدعم عن كل السلع!
[/JUSTIFY]

حلو مر – د. فتح الرحمن الجعلي
صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. والله يا أخي فتح الرحمن لم يبقي الا هذا (اعلم أنك تسخر) والله الانقاذ نجحت في اشياء كثيرة وفشلت في اخرى ولكن أكبر فشل لها هذا الوزير الذي يعلم كيف يطفي الفرحة في لحظة السعادة ويقلبها الى حسرة. قداستبشر الناس خيرا بإتفاق البترول مع الجنوب ولكن ابى هذا المحمود الا ان ينزع هذه الفرحة من ثغر هذا الشعب الصابر، ولكن على الانقاذ ان تحذر غضبة الحليم.
    هناك بدائل كثيرة ولكن لا تتوفر الا اذا اوكل الامر الى اهله وليس للهتيفة والذين يعملون في الانقاذ ما عجز اعدائها ان يفعلوه.