آمال عباس

يا للبشاعة!.. ما الذي يحدث في العالم؟

[JUSTIFY]
يا للبشاعة!.. ما الذي يحدث في العالم؟

٭ اليوم تمر الذكرى الثانية عشرة لاحداث الحادي عشر من سبتمبر.. تمر الذكرى الثانية عشرة والعام الثالث عشر.. تأملت ما يدور في العالم.. اصابني دوار وغثيان دوار حد انعدام التوازن وغثيان حد التقيؤ. فالذي يدور في العالم وبفعل اميركا التي اتخذت من احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 عصا وسيفا وسوطاً.. تضرب وتقتل وتجلد في شعوب العالم المغلوبة على امرها.
٭ اميركا بعد الحادي عشر من سبتمبر تمددت في كل الارجاء وتدخلت في كل الشؤون تحت شعار محاربة وملاحقة الارهاب تارة وتارة اخرى بشعار اقامة الديمقراطية والعدالة وحماية حقوق الانسان وحماية البيئة وحقوق المرأة.. والخ شعارات الانسانية والديمقراطية وتتأهب الآن لضرب سوريا…
٭ والمواطن العادي على صعيد العالم تأكله الحيرة من فعائل اميركا ويخنقه الواقع السياسي والواقع الطبيعي فالاثنى عشر عاماً الماضية شهدت ما شهدت من الفيضانات والاعاصير وثورات الشعوب العربية.. الشعوب التي اسقطت حكوماتها والتي سرقت ثوراتها وجددتها في مصر بثورة الثلاثين من يونيو والتي اخذت تتململ في تونس.. وليبيا.
٭ كل هذه المتغيرات لم تشكل محطة لتقف عليها اميركا متأملة الذي يحدث في العالم.. بل متمادية في فعائلها وما يحدث حولنا وفي مناطق كثيرة من العالم يقف خير شاهد.
٭ تداعت الكثير من الخواطر لمقدمة ذهني وانا استرجع يوم الحادي عشر من سبتمبر 2001 قلت مع نفسي كلنا ادنا الذي حدث بل واعتبرناه عملاً وحشياً لا يمت للانسانية بصلة.. عدت الى ارشيفي لارى ماذا كتبت.. عنوان عمودي في صحيفة الحرية يوم الثاني عشر من سبتمبر كان «يا للبشاعة ما الذي يحدث في العالم» وجاء كالآتي:
٭ صباح الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر 2001 ذهل العالم عن آخره بكل قطاعاته وذهل الانسان الاميركي اكثر وكان الذهول حد الكف عن التفكير.. الذي حدث في نيويورك وواشنطن فوق التصور.. فوق تصور الانسان الاميركي الذي ما كان يتخيل مجرد التخيل ان ما حدث في اميركا بكل استحكاماتها الامنية.. والانسان في العالم استعصي عليه فهم ان يحدث هذا في اميركا وبهذه الدقة والفعالية.
٭ في مركز التجارة العالمي وفي البنتاغون وفي الكونغرس وفي البيت الابيض وعن طريق اربع طائرات مخطوفة يا للهول!!.
٭ لكنه حدث واحدث الصدمة الكبرى والدهشة الميتة من الدهشة الاذاعات والفضائيات تردد انه يوم الفزع الاكبر.. انه يوم الارهاب الاسود.. انه يوم قيامة اميركا.. كثرت التكهنات والاشارات والاتهامات وكثرت التساؤلات.. من هؤلاء.. اهم المافيا؟ اهذه جماعة اسامة بن لادن.. اهذا؟ اهذا؟.
٭ ومنذ صباح الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر الذي يشكل علامة فاصلة في خارطة السياسة الاميركية والسياسة العالمية.. عمدة نيويورك وحده قال:
ان عدد الضحايا يصعب علينا احتماله.. والعالم يفور ويمور بكل وسائل اتصاله ولكن وسط هذا الفزع والهلع والدماء والدموع والنيران شمخت حقيقتان.
٭ الاولى حقيقة اهتزاز الضمير الانساني لبشاعة الحدث ورفضه كوسيلة للتعبير مهما كانت طبيعة القضية المعبر عنها. جميع الحكومات والشعوب والزعماء رفضوا وشجبوا قتل الابرياء وتخريب العمار.
٭ الثانية: بعض الاخبار التي اثارت ردود افعال حدثت في بعض معسكرات ثوار فلسطين قالت انهم ابتهجوا ورقصوا بالرغم من عدالة القضية وبالرغم من الاعتراف بالدور والموقف السلبي للسياسة الاميركية الا ان المشاعر الانسانية السوية لا تقبل التجزئة ومشاعر الشماتة تجاه الموت الجماعي الذي شمل ابرياء قد يكونون من انصار الشعب الفلسطيني.. هذه الاشارات لاقت استهجاناً ورفضاً عند الكثيرين فالشعوب شيء وسياسات الحكومات شيء آخر.
٭ التعزية الحارة للشعب الاميركي تجاه هذه الكارثة التي لم تشملهم وحدهم وانما هزت الضمير الانساني السوي في عموميته.

[LEFT]هذا مع تحياتي وشكري [/LEFT] [/JUSTIFY]

صدي – صحيفة الصحافة
أمال عباس