فاروق أبو عيسى: نعم كبرت.. لكن لن أعتزل
حسه السياسي وتجربته التاريخية تجعله يقول الكلمة ونقيضها كما يتضح في مجريات هذا الحوار دون أن تهتز موضوعيته بصورة صارخة.
فاروق أبوعيسى تحدث في هذه المقابلة التي تمت في يومين مختلفين -نسبة لكثرة زواره في المنزل- عن الحوار الوطني وإطلاق سراح الصادق المهدي، متوقعا إطلاق سراح إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني قريبا، واتهم المؤتمر الوطني بكسب الوقت للوصول إلى محطة الانتخابات. كما تحدث عن علاقة التجمع الوطني بالجبهة الثورية وتمسكهم بخيار إسقاط النظام، ولعل اللافت هو اعترافه بالفشل في المسعى حتى اللحظة، بيد أنه يرفض الإفصاح عن رغبته في اعتزال العمل السياسي.
في الجوانب الشخصية من المقابلة تحدث عن زواجه، مذكّراً إيانا بأنه كان “راجل حبّيب”، لم نغادر خلال الحوار تفاصيل ميوله الرياضية حيث عمل مستشارا قانونيا لنادي الهلال أثناء فترة الرئيس عبود. وقال إن وجدانه محتل بصوت حسن عطية ودوزنة الكابلي وتطريب نانسي عجاج.. ودّعناه في ختام محطات المقابلة وهو يهيء نفسه لمغادرة البلاد نحو قاهرة المعز، التي حطّ فيها قبل يومين، بغية الخضوع لكشوفات طبية والعلاج، وابتهلنا إلى الشافي الكافي أن يردّه إلينا سالماً ومعافى.. ***********************
* مرحباً، ندلف من آخر محطات الحدث السياسي؛ قلت من قبل إن الحوار دفن باعتقال الإمام، والآن خرج المهدي من معتقله. نبدأ بمصير الحوار الآن؟
– نعم أنا أول من قال إن الحوار دفن، والآن خروج الصادق يجعلنا نتفاءل بأن تذهب الحكومة في هذا الطريق إلى الآخر، طريق التعاون مع الآخرين لأجل حل أزمة البلاد. نحن مع حل أزمة البلاد لأن الطريق الأقل تكلفة لحل هذه الأزمة هو الحوار. آملا من الوساطة التي جرت لإطلاق سراح الصادق -والتي لم أكن بعيداً عنها- أن تفتح الباب لتصرفات عقلانية من المؤتمر الوطني في التعامل مع الحوار وإرجاعه إلى منصة الوطنية وليس الحزبية، وأن يكون طريقا لحل أزمة الوطن، ونحن نتهم المؤتمر الوطني بأنه يريد الحوار لحل أزمة الوطني وهي أزمة عميقة لن أتحدث في تفاصيلها لأنها معروفة للجميع، وقدر ما ينكر قادة الوطني أنهم ليست لديهم أزمة وأن حزبهم متماسك، ولكن واضح للعيان أن الحقيقة غير.
* ما هي الأزمة التي يعاني منها المؤتمر الوطني؟
– في السنة الأخيرة خرجت منهم سبع مجموعات كل واحدة أقوى من الأخرى، خرج منهم في الأول قوش وود إبراهيم وآخرون، وخرج منهم غازي صلاح الدين وجماعته، وكذلك خرج علي عثمان ونافع، وقبل ذلك خرج السائحون، ونحن نعلم أن هناك كثيرا من المجموعات ستخرج.
* هل لديكم معلومات حول من سيخرج؟
– لا داعي للحديث نحن نعرف ذلك ومثلما لديهم أجهزة لمعرفة العندنا، أؤكد أن لدينا كمان وسائل وأدوات لمعرفة ما لديهم.
* تقول بأن نافع وعلي عثمان خرجا من الوطني، ولكن حسب علمنا أنهما خرجا بموجب تعديلات في الحكومة، وموجودان الآن في الحزب، وخروجهما ليس بالشكل الذي تتحدث عنه؟
– هذا رأيك الشخصي. أما ما أعرفه أنا أو ما هو شائع فليس كذلك، وما أعرفه أن الذي حدث هو انقلاب، وهذه المجموعه بالذات في مسار الوطني هي مجموعه مهمة ومازال لديها نفوذ داخل المؤتمر الوطني إذا هم اختاروا أنه لم يحدث انقلاب أنا بحترم اختيارهم.
* أنت جزء من اللجنة التي سعت إلى إخراج الإمام الصادق المهدي من السجن، هل هناك أيضا مساع لخروج إبراهيم الشيخ؟
– نعم أنا منذ اللحظة الأولي أقحمت بشكل أو بآخر في هذا العمل وأتفق أن الاهتمام بإطلاق سراح الإمام مهم لكن يبقى إذا أطلق سراحه لوحده وإبراهيم الشيخ بقي في السجن بعده وهو الذي قبض بنفس التهم يبقى هناك خيار وفقوس مع قادة الأحزاب لذلك ومنذ اليوم الأول طالبنا وقلنا لابد من إطلاق سراحهما الاثنين فكانت هناك استجابه وأنا في تقديري أنه سيخرج حسب ما لدي من معلومات إلا إذا حدثت انتكاسة.
* هناك اتهام بأن التحالف بين التجمع والجبهة الثورية قائم على إسقاط النظام بحيث يقود التجمع المعارضة السياسية بالداخل والجبهة الثورية تقود المعارضة من الخارج.. أليست هذه انتهازية سياسية؟
– ليس لدينا اتفاق على أنّنا توحدنا في توزيع الادوار؛ هم لديهم قضاياهم التي جعلتهم يحملون السلاح تاريخيا، ونحن من اليوم الأول للإنقاذ كنا نقوم بعمل جماهيري ضدها باعتبارها انقضاضا على الدستور والنظام الشرعي وحريات الناس، وتصفية للآخرين، لكن أثناء مسارينا التقينا لأننا وجدنا هدفنا واحدا وهو إسقاط النظام واستبداله بنظام جديد، كما أننا لم نبدأ سويا كما أن اتهام تقسيم الأدوار ليس صحيحا لأن بعضهم لما كان يشارك في الحكومة نحن كنا معارضين.
* إذاً، لماذا قاطعتم مؤتمر هيرمانسبورغ الأخير وقد أكد جبريل إبراهيم أنه تم الاتفاق على تنسيق العمل السياسي والعسكري بين التجمع والجبهة؟
– أفتكر أن هناك خلطا في قصّة اجتماع ألمانيا أرجو أن أزيله؛ الذي يتحدث عنه جبريل وآخرون من الجبهة الثورية شيء آخر غير الذي تم في 3 مايو بألمانيا، هو اجتماع دوري ينعقد كل سنة بدعوة من المنظمات الأوروبية في ألمانيا تحديدا، ومن منظمات مجتمع مدني، ويختارون موضوعا معينا لمناقشته، وهذا العام كانت الدعوة للمؤتمر تحت شعار السلام للفصائل الحاملة السلاح العضو في الجبهة الثورية، ونحن لسنا طرفا في هذه القصة.
* ذكرت لنا من قبل أنّكم تبحثون عن المال لتمويل مؤتمركم للتنسيق ودمج وثيقة الفجر الجديد والبديل الديمقراطي في وثيقة واحدة.. لماذا لا ترغب الدول الخارجيّة في استضافة هذا المؤتمر؟
– نعم هذا اللقاء سيتمّ بممثلين من الجبهة الثورية وممثلين من قوى المعارضة لاستكمال الوثائق، ويتم اتخاذ كافة الإجراءات “لتظبيط شغلنا” وتدعيمه، ونضالنا من أجل إسقاط هذا النظام.
* وماذا عن مكان انعقاد هذا اللقاء؟
– المشاورات ماتزال جارية ولكن لم يتحدد حتى الآن المكان والزمان.
* إذاً، لماذا لا تريد الدول الخارجية استضافة هذا المؤتمر؟
– ما زالت المشاورات جارية لمعرفة كيفية تمويله وعمله.
* هذا يعنى أنكم لم تتفقوا مع دولة ما لاستضافته ومتى تتوقّعون التئامه؟
– في دولة لكن لم نتفق بعد وهناك كثير من الترشيحات لكن لم نتوصل بشكل نهائي لاختيار الدولة، إذا تم الاتفاق فسيعقد مباشرة يمكن بعد شهر أو ساعة.
* أعلنتم كثيرا عن قرب سقوط الحكومة منذ أكثر من عقدين، ألا يؤكد ذلك أن تقديراتكم خاطئة؟ هل من اعتراف بالفشل؟
– هذا تعبير عن أن النظام فاشل ومتهالك وفقد مقومات صلاحيته للبقاء لكن يسقط متى؟ هذه عند رب العالمين.
* ألا تعتقد أنكم أيضاً فشلتم؟ ليست لديكم القدرة حتى على العمل على التغيير.. باختصار الكل يتحدّث عن ضعف المعارضة!
– في السياسة مافي زول بقول أنا ضعيف، الناس كلها بتكره النظام، ولكنه ليس كفاية، ونحن لسنا ضعفاء؛ نحن أقوياء.
* أقوياء وفشلتم.. لماذا لا تريد الاعتراف بذلك؟
– نحن فشلنا نعم لأنّنا لم نستطع حتى الآن أن نسقط النظام، ولم نستطع بناء الآليات والجسور التي تمكننا من إسقاطه.. القوة والضعف ليست بالعدد. الأحزاب السودانية بتركيبتها لا تستطيع حشد ناسها بالصفارة، لأن الناس متفرقون ومافي حزب عندو عضوية منضبطة.
* إذاً، شعاركم مجرد حديث للاستهلاك السياسي فقط؟
– أنا من أوائل الناس الذين رفعوا شعار إسقاط النظام، وكان الناس مستهجنين ذلك لكن اليوم كل الناس منتظرة إسقاطه، نحن أقوياء لأننا نعبر عن ضمير الشعب ويمكن الناس يستنكروا هذا التعبير، وأنا مقتنع بأن أي سوداني الآن يتمنى ذلك، والصعب هو تهيئة الأجواء المعارضة لإسقاط النظام، لكن عملية الإسقاط ليست صعبة، وستتم.
* حسناً، خرج الصادق المهدي، وتقدّم الحوار إلى الأمام، ربّما، هل ستغيّرون موقفكم وتشاركون في العملية التي رفضتم الانضمام إليها؟
– من الذي قال إننا نرفض الحوار؟، نحن راغبون في المشاركة.. بالنسبة لنا نحن الحوار هو الوسيلة الأقل تكلفة، لحل أزمة الإنسان السوداني من انعدام الصحة والتعليم والمعيشة وإلى آخره، لكن نريده أن ينجح ما يكون حاجة يتغنى بها الناس ساي من غير عروس.. نحن نريد عروسا، نريد من الحوار أن ينتج اتفاقات تفيد أهل السودان وتخرجهم من هذه الحالة.
* على ماذا تتفقون؟
– نتفق على ما هو المقصود من الحوار وفي ماذا نريد أن نتحاور، نريد أن يكون الموضوع كاملا.. نظام المؤتمر الوطني فاشل في السياسة والاقتصاد والحفاظ على سيادة الوطن وغيرها، نريدهم أن يطلقوا كافة المعتقلين بمن فيهم المعتقلون في أحداث سبتمبر وأن يرفعوا أيديهم عن الصحافة وأن ترجع الصيحة ويوقفوا مسألة مصادرة الصحف، لو فعلوا كل هذا يكونون فتحوا شهية الناس للحوار.
* في وجهة ما من التحليل يقال بأن اعتقال الصادق المهدي كان في مصلحتكم، باعتبار أن الحدث شكك في جدية الحكومة في الحوار وهذا ما كنتم تردّدونه؟
– لا أريد أن أقول اعتقال الناس في مصلحتي.
* لماذا أقصيتم المؤتمر الشعبي وحزب الأمة من التحالف؟ هل تريدونه يساريا صرفا دون مشاركة أحزاب ذات خلفية دينية؟ أم أنكم لا تثقون في الترابي والمهدي؟
– نحن لم نقص أحداً، وحزنّا لذهابهما.. أحدثك بالجد: أنا حزنت، لكن نحن لم نتخل عنهم.. هم الذين تخلوا عنا، نحن كنا مصرين على أنه لا دخول للحوار إلا بصيغتنا المعروفة، وهم تخلوا عنا وقالوا من غير شروط ذاهبون للمؤتمر الوطني، فيهم من قال ندمنا، العمل الديمقراطي لا نتدخل فيه كله عمل اختياري، ولا يحدث إقصاء إلا وفق أسس تلزمها لوائحنا، فهم خرجوا من خطنا وذهبوا للمشاركة في الحوار، فكيف يأتون للجلوس معنا؟ لأننا مثلاً لدينا أسرار، فما هو الضمان لأن يجلس معنا واحد من هذه الأحزاب وهو شغال في اتجاه تاني؟ هناك اعتبارات كثيرة لبقائهم بعدما اختلفنا في مسائل أساسية ليست فرعية، لكننا لم نبعد ولم نطرد أحدا فأي واحد منهم ذهب لوحده، وهي ليست وكالة الواحد يخرج منها ويأتي إليها ساي، العمل السياسي يتطلب الجدية لأنها مصالح وطن ولابد أن يكون هناك فهم لخروجه ورجوعه.
* كأنك تخشى من تقارب الشعبي والوطني وعودة وحدة الإسلاميين؟
– يتوحّدو على كيفهم، أنا لا أدري لماذا الناس خايفين من إنهم يتوحدوا؟ أنا لست منزعجا لأن هذا شيء طبيعي.. إذا لم يتوحدوا اليوم فسيتوحدوا بكرة، أنا أتمنى للاتحاديين أن يتوحدوا، وكذلك اتمنّى للأمة الذين لديهم ستة أحزاب أن يتوحدوا في حزب واحد.. من مصلحتنا ومصلحة الوطن أن تصبح الأحزاب موحدة وقوية وعددها قليل، نحن داخلين في مرحلة جديدة ومعقدة.
* هل تنوي الترشح في الانتخابات القادمة؟
– نحن مقاطعين ولدينا قرار في التحالف؛ أي حديث عن دستور وانتخابات من قبل هذا النظام وتحت أمرته نحن لا نشارك فيه، كفاية تجربة مرة أخذناها من انتخابات 2010، (وأنا رجل كبير بعرف هم بعملوا في شنو).. القصد من هذا أنهم الوصول إلى محطة الانتخابات ويريدون شراء الزمن وفعلا استطاعوا اللعب بالزمن والآن هم اغلقوا الحوار، يريدون انتخابات.
* هناك حديث لإبراهيم غندور يقول إما الحوار أو الانتخابات؟
– غندور رجل ظريف ومتعلم قالها بطريقته المعروفة والظريفة، لكن هناك مسؤول سياسي في ولاية الخرطوم قال: نحن خلاص بدينا التحضير للانتخابات، بعد يومين جاء غازي صلاح الدين في بيانه، الذي على ضوئه وقفوا نشاطه من الحزب، قال الحكومة وضعت قانون الانتخابات على طاولة البرلمان، ذهبنا وجدنا هذا الحديث صحيح ستتم مناقشته، وقلنا مع هذا سيفتحوا (البندورة بوكس) بتاع الدستور، تاني قالوا لا للحوار، الآن سيغلقوا الحوار، ويقولوا انتخابات، وحتشوفي دا؛ في المرحلة القادمة كل الحديث سيكون حول الدستور والانتخابات، ونحن على علم أن أجهزتهم القيادية قالت خلاص مافي حوار.
* واعتقال الصادق وإبراهيم الشيخ وفقاً لتفسيرك تصلح كظواهر للتديليل على التخلي عن الحوار؟
– نعم اعتقالهما ومنع الجمهوريين من أن يكون لهم حزب، وعملوا موضوع بلا موضوع في قصة البنت المرتدة، شنو بنت ارتدت ولا قعدت في قضايا أهل السودان هم يريدون شرعية جديدة؛ سيحكموا أربعة أو خمسة أعوام فليستعد أهل السودان.
* حسناً، نسترسل معك في المنطق والتحليل؛ ربّما كانت تقديرات الوطني هي الصائبة، فالمعروف أن لغة صندوق الاقتراع هي أفضل لغة لدغدغة مشاعر الغربيين السياسية.. أعني أن تمام ما يرجوه المجتمع الدولي في أي دولة هو الاحتكام للشعب وقيام الانتخابات، والحال كذلك يبدو الوطني هو الرابح؟
– إذا قصدوا بالحديث عن الدستور والانتخابات انهم يخاطبون الخارج يكونوا اخطأوا لأن الخارج أو ما يسمي بالمجتمع الدولي وتجاوبه مع الانتخابات الماضية.. نحن طعنا في دستور 2005 لأنه كان لفتره انتقالية وبشراكة بين جون قرنق والبشير، والآن الجنوب انفصل والفترة الانتقالية والشراكة انتهت صحيح انهم واضعين مادة أخرى لكن كلام ساي ولا يمكن الاستمرار بدستور عشرة سنين وهو فقد الصلاحية، والمجتمع الدولي ركز على الانتخابات الماضية لأنه كان يريد الاستفتاء، والمجتمع الدولي حضر الانتخابات وشافوا بعيونهم التزوير؛ ناس كارتر، وانا قلت لكارتر في كرسيك الإنتي قاعدة فيهو دا: إنت فقدته مصداقيتك، والآن لا يوجد استفتاء ولا غيرو خلاص انتهينا.. الآن المعطيات التي جعلتهم يتحمسوا للانتخابات موقفهم الآن من الحاصل في السودان تحت قيادة الوطني، بيان الترويكا الاخير كان واضح، الآن الغرب مجنون بالحوار ويريد للحوار أن يصل إلى نتيجة.. هم أحيانا يفتكروا اننا نريد عزل الوطني، نحن لسنا مع عزل أي سياسي، لأنه منفوخ بالسلطة واليوم الذي يتركون فيه السلطة لن نسأل فيه.
* إذن ربّما ومن هذا المدخل يمارس الغرب ضغوطا عليكم للمشاركة في الحوار؟
– لا يوجد أحد يستطيع الضغط علينا. رغبة الشعب هي التي تفرض نفسها ولا يوجد من يفرض رغبتو علينا، ويفرضها مقابل شنو.
* أنت رمز من رموز فشل المعارضة.. متى ستعتزل العمل السياسي؟
– ليه عايزاني اعتزل، فاروق صحي كبر، وإنتي بتفتكري اننا فشلنا ولم نعمل أي شيء؟
* وقفنا عند هذه الجزئية واتفقنا قبل قليل أنكم فشلتم في تحقيق الشعارات التي رفعتموها ولم تحقق المعارضة حتى الآن شيئا؟
– قبل أن ندخل في التحالف هل كان هناك حزب يتحدث عن إسقاط النظام؟ هل كان في ناس بطلعوا مظاهرة ويعملوا ندوات سياسية ويدعوا لإسقاط النظام؟ لا يوجد.. نحن بنينا حركة جماهيرية تطالب بالحقوق.
* لكنها مجرد ندوات للحديث فقط؟
– في السياسة مافي حاجه اسمها 1+1 يساوى 2.. نحن بنعمل تعبئة قد تطول وقد تأخذ سنتين ثلاثة، كلو وارد، ونحن أقوياء لأن المجتمع الدولي يهتم بمعرفة موقفنا من الأشياء قبل معرفة موقف الحكومة، وبعد ذلك الناس يقولوا خرج منهم الصادق والترابي وضعفوا.. الآن المجتمع الدولي يهتم بنا أكثر منهم والآن لدينا حليف أقوى منهم وهو الجبهة الثورية، وكل أطروحاتنا صادقة تعبر عن الناس، ووالله نحن لو ما اشتغلنا النظام ده سيأتي يوم ويمرق.
* لم يتقدّم أبو عيسى حتّى اللحظة بنقد ذاتي لمشاركته في نظام مايو.. لماذا؟
– هذا غير صحيح.. أنا نقدت نفسي بقدر مشاركتي.. أنا لم اكن فردا إنما عضو في الحزب الشيوعي، الذي بدوره قرر المشاركة لذلك شاركت، وعندما قرر الحزب أن يخرج من مايو أنا خرجت، ومايو استمرت 16 سنة وانا استمريت فيها سنة ونصف، والفترة التي عملنا فيها لم يكن فيها فساد.. ماهية الوزراء القبلنا كانت 360 جنيه.. أول حاجه عملناها قلنا كل واحد يتنازل عن مئة جنيه.. العربات الطويلة قررنا إرجاعها النقل، كلنا كنا متعلمين قادمين من منظمة الأمم المتحدة، كانوا يأخذون آلاف الدولارات في الشهر خلوها لا ياخذوا 260 جنيها.. كانوا يرتدون بدل نحن فرضنا عليهم ألا يرتدوها.. لا يوجد احد سكن في بيت حكومة أو أخذ بدل سكن، ومافي زول قيل عنه إنه مد يده طيلة السنة والنصف التي كان فيها تحالف بين الشيوعيين وضباط الجيش.. والحزب الاتحادي ايضا كان لديه ممثلون وهو الحزب الوحيد الذي كان هناك إصرار من بعض أطراف مايو عليه، لكن رفضوا حزب الأمة. بالتالي لا توجد حاجة غلط طيلة هذه الفترة اتعملت في حق الشعب.
* بالعكس الغلط كتير ومحكمة التاريخ لا تنسى تأميم الصحف وانتهاكات حقوق الإنسان لدرجة أن ما جرى في الجزيرة أبا مثلا عصيّ على التصنيف تحت أي بنود القسوة يمكن إدراجه؟
– الجزيرة أبا كانت لها ظروفها لكن لم يكن هناك اعتقال.. وأنا أقول لك التأميمات كانت خطأ لكن لم يفعلها الحزب، صدرت بقرار من مجلس الثورة نحن لم نستشر.. صحينا الصباح وجدناهم أمموا الجرايد.. بالنسبة لفترتي في الخارجية حتى أنا وجدت نفسي أنني أسافر مع وزير الخارجيّة.. كان لديه فوبيا من السفر ويرجف في الطيارة، ولا يتحدث مع أحد.. ده مرض طبعا، ومرة وصلنا الأمم المتحدة قضينا هناك يومين كان لا ينام من هذه الحالة، أنا بقيت أسافر كتير وأنا وزير شؤون رئاسة لأن وزير الخارجية لا يتحمل السفر.. ولهذا أقول أنني لم أكن أشارك بصورة كبيرة، أغلب الوقت بقضيهو في السفر، نسبة للحالة التي شرحتها لك.
* طيب، السؤال بصيغة تانية؛ كنت وزير خارجية في نظام دكتاتوري أتى بانقلاب عسكري تحت راية اشتراكية، هل أنت مؤهل سياسيا بعد المشاركة في نظام دكتاتوري لاستعادة الديمقراطية؟
– أيوة.. طبعا تلك تجربة ومرحلة في تاريخ حياتي أخطأت فيها في نواح ما، فهذا لا يعني أنني أكون باستمرار مع النظام الشمولي، فكله حسب الظروف والأجواء، الفترة التي عملت فيها في اتحاد المحامين العرب أمينا عاما وارتبطت بالعمل في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وحقوق الإنسان فتحت عيوني على كثير من القيم والمثل والأخلاقيات أكثر من الفترة الكنت موجود فيها كمثقف عادي في الحركة السياسية السودانية.. عرفت أنه من المهم احترام الرأي والرأي الآخر، وعدم مصادرة الرأي، ، وأنا ساهمت في بناء المؤسسة السودانية لحقوق الإنسان عبر نقابة المحامين.
أميرة الجعلي- صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]
من المهد للحد……………….
يا صحيفة اليوم التالى اقلب الصفحه انتو ما عندكم موضوع دا اخر ما توصلتوا ليهو
نحن فشلنا نعم لأنّنا لم نستطع حتى الآن أن نسقط النظام، [HIGHLIGHT=#FFFF00]ولم نستطع بناء[/HIGHLIGHT] الآليات والجسور التي تمكننا من إسقاطه
إذا طيلة 25 عاما لم تستطع أن تبني آليات (لهدم) النظام، فأنت من باب أولى أعجز من أن (تبني) نظاما جديدا، لأن الهد أسهل من البناء
يا أيها الكهل احترم كهولتك وكفاية أذى للشعب السوداني