فدوى موسى

بلع «المرارة»

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]بلع «المرارة»[/ALIGN] التصريحات السالبة في هذا الظرف العجيب تدلل على أن القادم من الأيام يحمل الكثير من الاختراقات التي ربما تتجاوز المعارضين إلى الآخرين داخل نطاق «الموالاة» وحولها، وليس من المستبعد أن يكون هناك من يحمل أفكاراً وآراءً من شاكلة ما يذهب إليه البعض هذه الأيام- إذن إذا لم يتخلّى الكثيرون خاصة أصحاب التأثير النافذ من مثل هذه المشاحنات «الشخصية»، فربما يدخلون البلاد إلى أنفاق أكثر عتمة، من الأنفاق «الوافدة».فالتشفي و«فش» الغبينة ليس محلهما مقدرات الوطن ومقتنياته. والأولى الوقوف إلى جانب البلد في الأزمة القادمة، فكل من كانت لديه مآخذ عليه ألاّ يجعل مكان تصفيتها تراب هذا الوطن. وفي هذه المرحلة ليس المطلوب الأشخاص أو المؤسسات الحزبية، بل المقصود أمر المواطن واستقراره، والذي ربما يترتب وضعه بعد قيام الانتخابات، وهكذا فليتفضل أصحاب المرارات بابتلاع مرارتهم حتى لا تكون المساحة العامة للبلاد أرضية للعب غير النظيف، والذي تكون أساسياته غائبة في ظل المقبل من التداعيات، وهنا يعول على المواطن الكثير من المواقف الصلبة القوية ولو على حساب تقديراته الشخصية ومظالمه الملحة، ونحن نرى ما يجري داخل العالم في النطاقات الساخنة والنيران المستعرة تجارب قاسية ومرة، وإن لم يصمد المواطن السوداني فإن إضافةً للتجارب الأخرى ستحدث، فدوره في المرحلة القادمة على الرغم مما يعانيه من ضغوط في الحياة الصعبة، أن ينظر هذا «البسيط» المرهق بالرسوم والجبايات إلى قيمة الأمن التي يعوزها الكثيرون. نعم هناك كثير من الظلامات، فكم من علماء تحت وطأة الظروف الاقتصادية امتهنوا مهناً لا تليق بما توصلوا إليه من درجات علمية، وكم من معاشي قاسى وعانى بعد أن ذهب شبابه في الخدمة الطويلة الممتازة، وكم من مرض اتخذ من أعضاء البعض موطناً دائماً وهم لا يقدرون على توفير ثمن العلاج له، ورغم ذلك يفضلون الأمن والاستقرار اللذين إن ذهبا فسيعصفان بالصالح والطالح، وتخلو الأرض للأجندة «المواربة».. فالخوف على التراب والبلاد لا بد أن يكون هم كل مواطن. نعم تذوق المواطن البسيط عذابات كثيرة في سبيل استمرار الحياة وإدارتها على حدود الكفاف والعدم، ما بين صعوبات التحرير والخصخصة وزيادة متطلباته الضرورية، وكثرة الجري واللهاث خلف لقمة العيش وصراع مغالبة الأمراض وتعليم العيال، ولكن كل هذا البحث والسعي إن لم يجد فيه المواطن الأمن والاستقرار لكان كل هذا الجهد ضرباً من ضروب العدمية واللا وجود، إذن التعويل على توافر الأمن أتاح له هذه المقدرة المذهلة على موازنة حياته، بين ما هو متوافر ومأمول، والإحساس بقيمة الأمن والاستقرار والإيمان بالله الذي يرفع الضرر ويزيد الاحتمال والصبر.
آخر الكلام: المواطن البسيط هو الذي يدفع دائماً «تصاريف» هذا الوطن في الخير والشر، رغم أنه قد لا يكون تذوق الحلوة التي ذاقها الآخرون.
سياج – آخر لحظة -العدد 882 [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. اقطعواراس الحيه الترابى هو راس الفتن وبلاوى السودان اتخلصوا منه وريحوالسودان من بلاؤيه