تحقيقات وتقارير

شارع المعارضة بين أعتذارين الأمام وابراهيم الشيخ

اثار اطلاق سراح الأمام الصادق موجة واسعة من الأرتياح وسط منسوبيه وأحزاب المعارضة الأخرى التى كانت قد علقت بدورها الحوار مع الحكومة بحجة ان اعتقال السيد الصادق المهدى ردة عن مناخ الحوار الوطنى الذى من المفترض ان يكون حرا وديمقراطيا ، لكن فرحة المعارضة لم تكتمل بعد صدور بيان عن حزب الأمة يؤكد فيه ان زعيمه قدم اعتذارا للحكومة ولقوات الدعم السريع عن مهاجمته لها ، وان اطلاق سراحه كان بناء على قبول الحكومة لهذا الأعتذار ، فى ذات الوقت رفض زعيم حزب المؤتمرالسودانى الأستاذ ابراهيم الشيخ والذى هو رهن الأعتقال الآن رفض الأعتذار عن مهاجمته لقوات الدعم السريع وقال : لو يبقى فى السجن 100 عام لن يعتذر .
وبحسب محللين فأن موقف رئيس حزب المؤتمر السودانى اضعف موقف الأمام وحزبه فى الوقت الذى ارتفعت فيه الأسهم النضالية لزعيم حزب المؤتمرالسودانى .
اعتذار مكتوب :-
أبدت العديد من الشخصيات المعارضة اسفها على نهج زعيم حزب الأمة الأعتذارى ووصفت ذلك بأنه منهج انبطاحى لايرتقى لمستوى الحزب وتاريخه فى النضال الوطنى ، وقد ضجت مواقع التواصل الأجتماعى بموضوع اعتذار الصادق المهدى واعتبرته تراجعا عن ارادة الجماهير فى الشارع وداخل الحزب ، ويواجه الصادق المهدى انتقادا غير مسبوق افقده التعاطف الذى وجده عندما كان قيد الأعتقال والذى بدأ حزبه بالفعل فى استثماره بأعلانه لمقاطعة الحوار الوطنى والعودة الى تحالف المعارضة ومواصلة النضال لأسقاط النظام ، وبحسب محللين فأن اللأمام عاد بالحزب الى نقطة الصفر وأن ذلك من شأنه ان يدخل الحزب فى نفق أزمة جديدة مع كوادر فاعلة فى الحزب .

الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الإشتراكي الأستاذ محمد ضياء الدين وصف بيان حزب الأمة الأعتذارى بالهزيل وغير الموفق .
وقال محمد ضياء الدين فى تصريحات صحفية أن البيان الذي نشر مزيلاً باسم المحامي (قيلوب) محبط ولا يعبِّر عن الحالة التعبوية لجماهير الأنصار وحزب الأمة بعد اعتقال الحبيب الإمام، مؤكداً بأن البيان أصبح مثار سخرية وسخط جراء التناقض بينه وبين البيان القوي للأمة عقب إعتقال المهدي وايداعه سجن كوبر.
لكن يبدو ان قيادات فى الحزب شعرت بالحرج من البيان وحاولت التنصل منه خاصة وان هذه القيادات هى من ملأ الفضاء ضجيجا بأن الحزب قد غادر محطة الحوار وان الحوار نفسه تجاوزه الزمن ، الدكتورة مريم كريمة الأمام انكرت البيان الأعتذارى وقالت انه غير صادر عن الأمانة العامة ، ولكن بحسب مراقبين فأن البيان حقيقى ويعبر عن حقيقة موقف حزب الأمة والبرهان على ذلك خروج الصادق من السجن ونجاته من المحاكمة بتهم تصل عقوبتها حد الأعدام والسجن مدى الحياة ، ولذلك يصفون حديث مريم بأنه مجرد رفع للحرج عن الحزب وقادته.
رفض الأعتذار :-
على النقيض من موقف الأمام يقف رئيس حزب المؤتمرالسودانى الذى رفض أن يعتذر عن تصريحاته لاكتابة ولا شفاهة مؤكدا انه على كامل الأستعداد لتحمل مسؤلية مواقفه ، ومن المعروف ان زعيم الحزب السودانى يواجه ذات التهم التى كان يواجهها الأمام وانه قيد الأعتقال حتى كتابة هذه السطور .
وخلال مؤتمر صحفى بالخرطوم اول أمس رفض حزب المؤتمر السوداني مبادرة هئية الشخصيات الوطنية لإطلاق سراح رئيسهم إبراهيم الشيخ، وعزا الحزب رفضه لجهة مطالبة الهئية للحزب تقديم اعتذار مكتوب للنائب العام الأمر الذي رفضه الشيخ وقال إنه يفضل السجن مدى الحياة من أن يعتذر أو أن يتراجع عن أي كلمة أو موقف صدر منه مطالباً بمحاكمة عادلة معتبراً أن قضايا الحريات العامة وحرية العمل السياسي وحرية القيادات السياسية في التعبير عن رأي أحزابها حقوق أصيلة لا تحتاج لاعتراف من جهة كونها محصنة بالدستور .
أثر الموقفين على شارع المعارضة :-
بحسب مراقبين فأن موقف رئيس الحزب السودانى اسس لمبادىء جديدة ونهج يمكن ان تتبعه المعارضة للحوار الوطنى والتى تصر على اسقاط النظام عبر الوسائل السلمية ، وقد ضخ هذا الموقف القوى دماء جديدة فى شرايين المعارضة ، والتى ارهقتها مواقف حزب الأمة الرمادية وهرولته بين شارع المعارضة وشارع الحزب الحاكم ، وبحسب محللين فأن موقف ابراهيم الشيخ كسب الشارع الى حد كبير فى الوقت الذى خسر فيه حزب الأمة رغم تبريرات زعيمه بأن بديل الحوار النار والفتنة .

تقرير / منى البشير