( كومون)..التمرد على الرتابة..!!
** ( تعهد وإلتزام غير قابل للنقض..بهذا اتعهد بأن أكون حضوراً في أمسية كومون التي ستقام في التاسعة مساء السبت بقاعة الصداقة، كما أقر و إلتزم بالآتي : ألا أعتذر مطلقاً، ألا أبعث ممثلاً، ألا أسمح لأي مناسبة – خاصة أو عامة – أن تحول دون مشاركتي..صدر تحت توقيعي وبناء على موافقتي النهائية وغير القابلة للتغيير، التوقيع ….)، هكذا كان نص التعهد المدهش المرفق لبطاقة دعوة الأخ يوسف محمد الحسن، المدير العام لمجموعة كومون..ومندوب كومون كان حريصاً على إستلام التعهد بعد التوقيع، أي كما يفعل الشرطي المكلف بأمر تبليغنا بحضور جلسة تحري أو محكمة عبر وثيقة صادرة من نيابة الصحافة أو محكمتها.. وبالتأكيد، دعوة بهذه الدهشة التي تؤكد حرص صاحبها على موافقتك، (جديرة بالتلبية) ..!!
** كومون – التي إحدى شركاتها تمد الناس والصحف بالأخبار وإستطلاعات الرأي العام – إحدى شركات القطاع الخاص.. والحديث عن هذا النوع من الشركات في الصحافة دائما محفوف بالمحاذير.. فالثقافة العامة – وغير الصائبة – في بلادنا هي أن تنتقد الصحف وتهاجم الشركات أوتمدحها بمقابل مدفوع الثمن (إعلاناً أو رشوة).. وتحت وطأة تلك الثقافة الخاطئة، تتجنب الأقلأم عكس إشراقات ونجاحات جديرة بالإحتفاء.. ولكن، عندما تصنع عقولاً وسواعد سودانية نجاحاً، علينا – كصحافة و مجتمع أن نتبناها بالرعاية، حتى ولو كان النجاح نجاح (شركة خاصة)..فالدول العظمى – في جوهر إقتصادها الناهض – ما هي إلا حزمة (شركات ناجحة) ..ثم إشراقات القطاع الخاص كما السحب، أينما هطلت نفعت (الناس والبلد)..!!
** وإحتفال كومون، مساء السبت، كان مدهشاً للغاية .. أبكر عبد الله، كان صبياً بلا مهنة قبل خمس سنوات، وكان يأتي فجراً إلى الصحيفة ثم يجلب الشاي والقهوة إلى الزملاء، ويرجع بعد المغرب إلى منزله بجنيهات يجود بها الزملاء .. تفاجأت بهذا الصبي يصعد إلى منصة الحفل ويستلم – من وزيرين و مدير كومون – جائزة وشهادة حسن سير وسلوك وآداء ك (أفضل سائق)..أي إستوعبته مجموعة كومون ثم أهلته بحيث يتحول من صبي بلامهنة إلى سائق مشهود له بحسن السلوك وإتقان القيادة.. وهذا هو المعنى بأن نجاح القطاع الخاص كما المطر ينفع الناس جميعاً.. لم تدهشني جائزة وشهادة أبكر وحدها، بل أكثر من مائة وسبعين شابا سودانيا هم الذين يصنعون النجاح بمطار الخرطوم وأمكنة أخرى حين وفرت لهم كومون ( مناخ النجاح)..!!
** أكبرهم سناً تجاوز الثلاثين بقليل، والسواد الأعظم منهم تجاوز العشرين بقليل، هؤلاء هم الذين يصنعون نجاحاً كما نجاح ( شباب نفير وصدقات)، أوهكذا لمح الدكتور عصام أحمد البشير، وكأنه يريد أن يقول : (آن الأوان بأن يكون الرهان على الشباب)، وقالتها قاعة الصداقة بصخب حين عرضت شاشاتها ( أفكارهم وإنجازاتهم)..على سبيل المثال، صالات كبار الزوار، قبل شباب كومون، كانت تقريبا (غرفة وبرندة ومروحتين وشوية كراسي)، ولكنها اليوم لوحة مشرقة تُسعد وتُشرف أي سوداني (سليم القلب والعقل)..وكذلك هم الذين سبقوا وكالة السودان للأنباء في بث نشرات الأخبار عبر شاشات (الهواتف السيارة)، فاقتدت بفكرهم سونا وغيرها .. و ..على كل حال، الأفكار الملهمة والمبادرات الناجحة و السواعد المعطاءة ( شبابية).. ليست في تجربة شباب كومون فقط، بل في كل تجارب الدنيا والعالمين المشرقة.. ولكن، من يقنع أجدادهم الذين عاهدوا أنفسهم بألا يغادروا صفوف القيادة إلا إلى ..( أحمد شرفي) أو (التيجاني الماحي) ..؟؟
[/JUSTIFY]
إليكم
[email]tahersati@hotmail.com[/email]