قبل أن يكون القلم ..(فيصلاً)
** ( كل عام وأنتم بخير، تقبل الله صيامكم وقيامكم، لاتنسوا إخوانكم المتضررين من السيول والأمطار، ادعموا حملة نفير بتحويل الرصيد الي الرقم 0918660866)، هكذا كانت رسالة التهنئة الخاصة التي أرسلها الأخ فيصل محمد صالح – قبل شروق شمس الخميس – لأهله والأصدقاء و الزملاء والمعارف.. وليس في الأمر عجب، إذ كل لحظات الحياة، وأمانيها العامة والخاصة، كانت -ولاتزال وستظل – تشكل ( هماً عاماً)، يؤرق خاطر الأخ فيصل محمد صالح ..نموذج سوداني أغبش يعيش لأجل (الناس والبلد )، بتجرد ونكران ذات، وبهدوء صادق لايثير صخباً أو ( إدعاء)..!!
** و بيتر ما كلير، الصحفي الأمريكي الذي ترأس تحرير وكالة فرانس برس بأمريكا الشمالية، تخصص في علم النفس ليخدم به الأطفال، وخدمهم ثم إنتقل إلى عالم الصحافة ليخدم البشرية .. لم يكن ماكلير متميزاً فقط في تغطية الأحداث الساخنة، ولكن تميز أيضاً في إلتزامه بثلاثة مبادئ أساسية، وهي : (حبه العميق للصحافة ، وإخلاصه لأصدقائه وزملائه، ثم عشقه لمساعدة الصحفيين الشباب وتدريبهم) .. وتلك هي مزايا فيصل محمد صالح أيضاً..قبل (كمتا شر سنة)، نصحني أحد الأساتذة بالنص القائل : إذا أردت أن تنجح في هذه المهنة، فلاتشغل ذهنك بغيرها في كل الأوقات، بما فيها (أوقاتك الخاصة)..حياة فيصل محمد صالح تجسد لي تلك النصيحة ( بياناً بالعمل).. حتى ( مجالس الأنس)، يحولها فيصل إلى محاضرة – أو مادة – صحفية، بلغة سلسة وسرد ممتع وتواضع نبيل..!!
** وكذلك الإخلاص للأصدقاء والزملاء صفة مشتركة بينهما (ماكلير وفيصل)..عندما تغلق الأقدار دور الصحف وتشرد الصحفيين، تصبح أحوال الزملاء ما بين مطرقة الحاجة وسندان ضيق فرص الإستيعاب، وهنا تظهر معادن الرجال، ويكون قد توسطهم – أو تقدمهم – معدن الأخ فيصل محمد صالح..ولن أسهب في مواقف فيصل محمد صالح والحاج وراق وفتحي الضو وآخرين عند شدائد الأصدقاء والزملاء، وهي مواقف بسعة مجلد وليست زاوية، رغم انهم من الذين لايملكون خيلاً للإهداء ولا مال..ولكن، بكريم الخصال – وشهامة أهل السودان- يشاطرون الزملاء أوجاع القهر ويقاسمونهم (نبقة الفقراء).. ولهذا، لفيصل الإنسان منازل من الحب والوفاء والتقدير في قلوب الزملاء، وتلك منازل أرحب من ( بيت الإيجار) المزين بآمال عريضة وعزيمة تقهر الضنك بلسان حال قائل ( بكرة أحلى)..!!
** جائزة بيتر ماكلير التي تكافئ الشجاعة والنزاهة في عالم الصحافة هي التي توشحت بالأخ فيصل محمد صالح هذا العام، وليس الحدث كما قالت الأنباء ( فاز فيصل بجائزة بيتر ماكلير)..فيصل محمد صالح مدرسة في قيم الإنسانية وفضائل الحياة، وما الشجاعة والنزاهة إلا جزء من تلك (القيم والفضائل).. ونظلم فيصل لو إختزلناه فقط في المعايير المهنية لتلك الجائزة أو لو سجناه فقط في بلاط السلطة الرابعة..وكما كان بيتر ماكلير يعشق مساعدة الصحفيين الشباب وتدريبهم، لايزال فيصل أيضاً يتخذ مكتبه المتواضع – بمركز طيبة برس – ملاذاً للباحثين عن التدريب وعوناً للراغبين في التأهيل..ولم يعد مدهشاً أن أكثر الأمكنة والأزمنة التي يتواجد فيها فيصل محمد صالح، ليست مؤتمرات السادة ولا مجالس السلاطين، بل هي تلك الأمكنة والأزمنة التي يحفها شباب الصحافة بمناشطهم وبرامجهم، ويكون معهم في تلك اللحظات ( زميلاً ومعلماً).. وهذا هو معنى أن يكون الإنسان إنساناً، قبل أن يكون القلم ..( فيصلاً)..!!
[/JUSTIFY]
إليكم
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
كسار ثلج بمرتبة الشرف … أكيد حيعينك رئيس تحرير في جريدته القادمة أبشر
السلام عليكم
(ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله)
والشهادة في حق الرجال فلاح فجزيت خيرا اخي الطاهر
وآفة السودانيين أنهم لا يعطون أهلهم حقهم و(يوم شكرك مايجي ولا كرامة لنبي
في قومه) ومن هذه الشاكلة من الكلمات التي تعمق القيم السلبية, ولو كان هذا التكريم لصحفي في اي دولة كالشقيقة مصر مثلا لامتلأت الفضائيات بالتكريم والأحتفاء المبالغ به فأرجو علي الأقل أن يذكر حق الرجل ولا يضام.
الشكر لك أخي الطاهر ولتكن مبادرة لنفض الغبار عن علماء بلادي كمحجوب عبيد وعبد الله الطيب وعبد الملك محمد عبد لرحمن وسند وكل الجميلين منهم, عندها سيجد شباب بلادي قدوتهم ودافعهم وستقل المخدرات والتفسخ الأخلاقي وهذا الضياع,
جائزة فيصل ليست قطعة ورق ولا ذهب يحتفي بها ولكنها بارقة ضوء لعلها تهدينا قليلا في هذا الظلام.