تحقيقات وتقارير
الوجع في الجوف شديد: النساء يدفعن ثمن عدم مسؤولية الرجال
موسم الطفشة إلى الدهب :
تزوجته وهي تبلغ من العمر (15) عاماً كانت صغيرة لا تعي، نشأت في أسرة فقيرة تركت المدرسة في سن مبكرة لأن أسرتها لا تعترف بتعليم الفتيات، وبعد زواج دام (28) عاما أنجبت من زوجها (9) أبناء ثلاث أولاد وست بنات جميعهم في سن الدراسة كان زوجها لا يملك عملاً ثابتاً، يحتمون داخل راكوبة، فقررت أن تساعد زوجها وتعمل بائعة شاي، فكانت تدر دخلاً لا بأس به، وأصبح زوجها عاطلاً عن العمل معتمداً عليها، تشقى طول نهارها، وهو جالس بالمنزل، وعند عودتها في أحد الأيام من رحلت عملها المضنية لم تجده بالمنزل تأخر على غير عادته، وعندما اتصلت في هاتفه لم يرد عليها، وأصبح بالها مشغولا. مرت الأيام والشهور، ولم يأت، وقلق أبناؤها عليه قلقاً شديداً ودائماً.. يطرحون عليها أسئلة لا تملك لها أي إجابة كانت متبعة المثل المصري الذي يقول (ضل راجل ولا ضل حيطة)، ولكن منزلها لا يحتوي على حيطة لتستند عليها، وبعد طول انتظار وبحث عن زوجها الذي ذهب ولم يترك وراءه أثرا مخلفاً وراءه زوجة لاحول لها ولاقوة تعول أبناءه دون أن يترك لهم ما يحميهم به علمت من أحد اقاربها أنه رآه بمنطقة الذهب، وكان هذا اللقاء منذ ثلاثة أعوام، ومنذ ذلك الحين أدركت بأن هذه المعركة يجب أن تخوضها وحدها في وجه الزمن، فضاعفت ساعات عملها حتى ساعات متأخرة من الليل في السوق تبيع الشاي والزلابية، وساعدتها ابنتها الكبرى في فتح مشروع صغير تدر منه ربحا من خلال عمل الأكلات الشعبية للموظفين في المكاتب ورأفة بابنتها كانت لا تسمح لها بالعمل إلا في الإجازة، لأنها كانت متفوقة في دراستها وشجعتها على التعليم الذي حرمت منه، وكانت تردد لي لن يعاني أبنائي نفس قدري الذي عشته ومع مرور الوقت تعلم أبناؤها وتفوقوا واستطاعت أن تحول الراكوبة إلى منزل به حيطة تحتمي بها هي وأبناؤها التسعة وحدهم دون رجل .
لسان الحال غلب :
تتوسد ذكرياتها مع أبيها قبل النوم هاجعة تستيقظ من النوم تصرخ (أبي)، هكذا هو حالها بعد أن (طفش) والدها متناسياً آمالها الصغيرة المتعلقة به هذا هو حال الطفلة زينب، قالت كنت أضرب في تلفونه يومياً دون يأس على أمل أن يرد علي في لحظة وأسمع صوته.. كانت تتمنى أن يكون كابوساً عابر، ولكنه أصبح واقعا يجب أن تتعايش معه، ولكن أملها سيظل متقداً بأن تلتقي والدها وتخبره بأنها متفوقة في دراستها وتم تكريمها في المدرسة والكثير من التفاصيل التي لن يعيدها الزمن ليحظى بها حتى وإن عاد من جديد .
كلمة أخيرة :
يوجد الآلآف من النساء يقعن ضحايا رجال عديمي المسؤولية مما ينعكس سلباً على الأسرة ويصبحون عبئاً على زوجاتهم، ومن ثم (يطفشون)، ويصبحون عبئاً على أبنائهم الذين يدفعون ثمن هروب آبائهم طوال حياتهم، فهؤلاء النسوة يفتحن بيوتاً بالجد والكفاح والرزق الحلال نساء يلعبن دور الأم والأب في آنٍ واحد متوشحات بالصبر والصمود في وجه الزمن العبوس راضيات بقضاء الله ومتمسكات بمسؤوليتهن التي لم يخلقن لمثلها، ولكنهن أتمنها بأكمل وجه دون التهرب منها مثل ما يفعل الرجال.
صحيفة اليوم التالي
أ.ع
الزواج قسمه ونصيب ولكن الأختيار الصحيح والمسؤل يجنب من الوقوع في مثل هذه المتاهات ويجنب الزوجه الأنتظار وضياع شبابها وذبولها من الحزن والمسؤليه يجنب الأطفال الأبرياء النشوء في اسره الام وحدها هي من تتحمل كل شي اي نعم الام اساس كل شئ ولكن الأب ركن البيت القويم…..