* لذلك عندما اصدرت محكمة الاستئناف قرارها بخفض الغرامة وكان قد تبقت لنا بضع ايام من فترة السجن قررنا دفع الغرامة المطلوبة منا ومن الصحيفة رغم انتقادات البعض لموقفنا الاخير الذي مازلنا نرى انه صحيح بل اننا نعتقد اننا حققنا سابقة قضائية لصالح الصحافة والصحفيين.
* لكن تظل القضية الاساسية التي تهمنا في كل ما يجري في الساحة الصحفية هي تعزيز مناخ الحريات وعدم حبس الصحفيين في قضايا النشر خاصة وان سيف عقوبة الغرامة مازال مصلتاً على الصحفيين كما في قضية د.لام اكول ضد الصحافة وعادل الباز والحاج وراق.
* اننا لن ندخل في تفاصيل هذه القضية وان كنا ناخذ على الدكتور لام اكول تمسكه بتنفيذ حكم الغرامة على الزميلين عادل الباز والحاج وراق وهو السياسي الذي نحترم تاريخه في العمل السياسي ونقدر اسهاماته في الساحة السياسية وليس في الحركة الشعبية وحدها.
* كما قال شاعر الانتفاضة مع التعديل (القصة ما قصة قروش) لان المال يمكن ان يُدبر ولكننا ننظر لها من جانب العلاقة بين السلطة والصحافة وكيف ان مثل هذه الممارسات من الممكن ان تفسد هذه العلاقة التي نرى انها علاقة تكاملية دون ان يعني ذلك ان تتنازل الصحافة عن حقها في ابداء الرأي والملاحظات حول الاداء والسياسات العامة بعيدا عن مثل هذه الضغوط المادية السالبة.
* عندما نعلن تضامننا مع زملائنا الصحفيين فاننا لا نبرئهم ولا نبرئ انفسنا من الخطأ الوارد، خاصة في عمل الصحافة اليومي وجل من لا يخطئ، ولكن ما ندعو إليه اولا استغلال حق الرد المشروع والواجب التنفيذ على الصحف والصحفيين دون حرمان المتضرر من حقه في الشكوى سواء للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات او لدى القضاء إذا استوجب الامر.
* والعقوبة- اية عقوبة- ليس القصد منها التشفي او الانتقام او الاذلال وانما هي وسيلة لاخذ حق الشاكي ورفع الظلم او الاذى عنه.. وفي مجال الصحافة ليست هناك عداءات شخصية او استهداف مقصود لمسؤول او لمسؤولين، وانما تظل الشخصية العامة عرضة للنقد والتقويم والباب مفتوح امام هذه الشخصية للرد الشافي عن كل ما ينشر وتصحيح ما نسب إليه من معلومات يراها مضللة.
* ما كنا في حاجة لملء هذه المساحة في هذه القضية المعروفة للقاصي والداني، خاصة وان هناك تحركاً صحفياً لتغطية الغرامة المادية، ولكننا اردنا ان نقول ان القضية ليست قضية مال وانها ليست قضية الباز او وراق وانما هي قضية تمس الصحافة والصحفيين نتناولها من هذا الجانب.
* ولا نريد لمثل هذه الممارسات ان تعمق الشقة بين المسؤولين والصحفيين في وقت تزداد فيه الحاجة لتكثيف الجهود الرسمية والشعبية من اجل مجابهة التحديات الماثلة والكامنة وحلحلة المشاكل القائمة سياسيا بدلا من القاء المزيد من الزيت على نار الساحة السياسية.[/ALIGN]
كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1144- 2009-1-19