فما طَربَ الغَباءُ لقولِ شعرٍ وما عَبِءَ الزمانُ بشانئيهِ
فرَوضُ الشعرِ فَواحٌ شَذيٌّ به ألقُ الخَليلِ وسِيَبويهِ
يمازجُ حُسنُهُ رَوحٌ وراحٌ تَجودُ به العقولُ لعاشقيهِ
يَدينُ المَلْكُ للصّعلوكِ فيه ويُسبي سِحرُهُ لُبَّ الفقيهِ
فقد سُرَّ النبيُ لقولِ شعرٍ وطابَ هديةً في بُردتيهِ
وإنَّ بَيانَه سحرٌ حلالٌ يَشيءُ بحكمةٍ في مبدعيهِ
ومِنْ قَبلِ النبوّةِ كانَ علماً كقدس الدينِ حُرمةُ شاعريهِ
وكَمْ دارتْ به الأزمانُ شدواً يرنُّ بقيمةِ الإنسانِ فيهِ
وكَمْ أفضتْ له الدُنيا قُلوباً وكادتْ أنْ تقدّسَ قائليهِ
رحابُ الفنّ يا صَاح مِراحٌ لأهل الذّوقِ والعقلِ النَبيه
بديعُ الشّعر في الدنيا خلودٌ فكم خَلدتْ أوابدُ عَبْقَريه
فلا تحلو الحياةُ بغير فنّ يزيّنها ويزهو مزدهيه
شعر الدكتور/ هاشم البشير محمد