لا تزال نساؤها يحملن الحطب على رؤوسهن.. قرية مكنون.. تفاصيل (فزعة) بين الحواشات

[JUSTIFY]قادتني قدماي لزيارة إحدى القرى النائية جنوب منطقة (جبل موية) غرب سنار والتى يطلق عليها الأهالي اسم (مكنون)، وأول ما لفت نظري كان بساطة أهل القرية ونقاء سريرتهم التي تجلت في تعاملهم الجميل واستقبالهم الكريم لشخصي، بينما لقطت أذناي وأنا بالداخل مناداة النسوة لبعضهن البعض وذلك استعدادا لجلب الحطب الجاف من الوديان البعيدة بما يسمى بـ(الفزعة) من أجل إعداد وجبة متواضعة من الطعام البسيط لأهل المنزل.
الحواشات والأوقاية
قررت أن أذهب معهن، فحملنا معنا حبال متينة وقطعة قماش تسمى (أوقاية) توضع على الرأس ومن ثم يضع الحطب عليها، وبالفعل ذهبت معهن ونحن نقطع المسافات الطويلة من (الحواشات) التي تقع شرق القرية حتى وصولنا المكان المعني المليء بالأعشاب الجافة. وضعنا الحبال على الأرض بشكل طولي وقمنا بجمع الحطب ووضعناه عليه ثم أحكمنا ربطه وحملناه على رؤوسنا مغادرين ناحية القرية.
حياة القرية
بالرغم من التطور والمدنية التي اجتاحت أغلب القرى النائية على امتداد مساحات السودان الشاسعة، إلا أن هناك بعض القرى البعيدة التي لم يخلع أهلها عن أنفسهم رداء حياة القرية البسيطة المتواضعة والنساء يجبن (الحواشات) و (المزارع) من أجل (الفزعة) وهي ظاهرة الاحتطاب من الاشجار المختلفة المترامية في (الخلاء) وجمعها في أكوام كبيرة ومن ثم حملها على الرأس والمضي بها على الأقدام لمسافات طويلة مابين القرية والمكان المقصود.
ضروريات عمل
يتم جمع الوقود بعد الحصاد مباشرة ويخزن في مكان ما بحوش المنزل، وفي فترة الخريف تتضاعف ساعات الجمع خوفا من أن يبلله ماء المطر فيصعب إشعاله لإعداد الوجبة، كما أن حطب الوقود من الضروريات لمعظم نساء القرى التي لا تتعامل مع وسائل المدنية في الطبخ، مثل (البتوجازات) او على الأقل الفحم.

صحيفة السوداني
خ.ي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version