أهم بنود عقد السيسي الاجتماعي لحكم مصر”الجديدة”

[JUSTIFY]قدّم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للمصريين ما يُشبه وثيقة عقد اجتماعي لحكم ما أسماه “مصر الجديدة” تطرّق خلالها إلى كيفية معالجة القضايا الداخلية والخارجية لمصر.

جاء ذلك خلال خطاب ألقاه السيسي بقصر القبة الرئاسي (شرقي القاهرة)، مساء أمس الأحد، بمناسبة حفل تنصيبه، استغرق 55 دقيقة، بحضور 1200 من الشخصيات العامة وممثلين عن مختلف طوائف الشعب المصري، بالإضافة إلى وفود أجنبية، ونقله التلفزيون الرسمي للدولة.

وقوطع خطاب الرئيس المصري الجديد بالتصفيق 35 مرة، أي بمعدل فاصل تصفيق كل دقيقة ونصف الدقيقة تقريبا.

ووصف الرئيس المصري ما تضمنه الخطاب بأنه “عقد اجتماعي يتطلب التزامًا من طرفين لا يقتصر على طرف واحد”، مضيفًا: “سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة منهجًا لتطبيق عقدنا الاجتماعي”.

وفيما يلي رؤية السيسي لإدارة الدولة بحسب نص ما جاء في خطابه:

أولا: أسس عامة:

(أ) أسس حكمه الرئاسي

“عصر يكرّس للقوة وليس للقمع، وصيانة للسلام وليس للعدوان، ودفاعا عن دولة القانون والحق والعدل، يؤسس للقضاء على الإرهاب وبث الأمن في ربوع البلاد مع صيانة الحقوق والحريات.. يدعم اقتصادًا عملاقًا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة والقطاع الخاص واستثمارات مباشرة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء ومحدودي الدخل وتنمية المناطق المهمشة”.

(ب) مفهوم الحرية

“إن الحرية قرينة الالتزام وتظل مكفولة للجميع ولكنها تتوقف عند حدود حريات الآخرين، تتسم بالنقد، ولكن بموضوعية دون تجريح ودون ابتذال، أما ما دون ذلك فهي أي شىء آخر.. هي فوضي وحق يراد به الباطل”

(ج) محاربة الفساد

“أؤكد أن مواجهة الفساد ستكون مواجهة شاملة ضد الفساد بكافة أشكاله، لن أقول إنه لن يكون هناك تهاون مع الفاسدين وإنما لن تكون هناك رحمة مع أي ممن يثبت تورطهم في أي قضايا فساد أيا كان حجمها”.

(د) المواطنة

“مفهوم المواطنة، وهو المبدأ الحاكم لحياتنا على أرض هذا الوطن، فلا فرق بين مواطن وآخر في الحقوق والواجبات سيكون التميز والكفاءة والإيجادة هي المعايير الحاكمة للحصول على الفرص المناسبة لنعطي كل ذي حق حقه”.

(هـ) التصالح والتسامح

“أتطلع إلى عصر جديد يقوم على التصالح والتسامح من أجل الوطن، تصالح مع الماضي وتسامح مع من اختلفوا من أجل الوطن وليس عليه، تصالح ما بين أبناء وطننا باستثناء من أجرموا في حقه أو اتخذوا من العنف منهجا”.

(و) الشهداء (الضحايا)

“أوجه تحية إجلال لأرواح كل شهدائنا، شهداء ثورتينا وشهداء قواتنا المسلحة وجهاز الشرطة ، إن أرواحهم التي تنعم في الفردوس الأعلى ستظل تطالبنا بحب هذا الوطن والتضحية من أجله والعمل سويا لصياغة مستقبله”.

” أنا هقول (سأقول) كل شهداء مصر وبنقف (سنقف) عشان (لكي) نقول لأهاليهم .. إحنا (نجن) مش ناسيينكم (لن ننساكم) وموجودين هنا بدم أبنائكم”.

ثانيا: مشاريع كبرى وتعهدات:

أ – التعهدات

سياسيا:

“أحترم الدستور والقانون، دستورنا الجديد، دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني”.

” إنني رئيس لكل المصريين لا تفريق بين مواطن وآخر .. وأحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه”.

“أعاهد بأنني سأسهر على احترام السلطة التنفيذية بكافة نصوص دستورنا هذا، كما أعاهدكم أيضًا على إنجاز استحقاقنا الثالث (الانتخابات البرلمانية/لم يتحدد موعدها بعد) وفقا للجدول الزمني لخارطة المستقبل”

صحيا:

“سيتم تخصيص نسبة من الإنفاق العام تتصاعد تدريجيًا لصالح قطاع الصحة ووضع هيكل عادل لأجور العاملين فيه وإضافة مرافق طبية جديدة، والتركيز على توفير الرعاية الطبية المتميزة لكبار السن ولذوي الاحتياجات الخاصة”

تعليميا:

“تطوير قطاع التعليم الذي يتعيّن أن يشمل كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية)، بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية، والارتقاء بالتعليم الفني ودعمه وربط التعليم باحتياجات سوق العمل”.

ثقافيا

“تنمية ثقافية يساهم في إحداثها مبدعو ومثقفو وإعلاميو وفنانو مصر” من خلال:

(أ) “دور يصحح الفكر الخاطئ ويرتقي بإحساسهم، يحفزهم على المزيد من العمل والإنتاج، ويصوب الذوق العام للشعب المصري، يعيد للآداب والفنون المصرية رونقها”

(ب) تدشين عمل وطني ملحمي عالمي: “استشعرت غيابا لعمل وطني ملحمي يؤرخ لثورتين مجيدتين، ويعد بمثابة أيقونة فنية تطوف العالم وتخلد ذكرى شهدائنا وذلك على غرار الأعمال الفنية الكبرى ذات الطابع العالمي”.

ويقصد بالثورتين (25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك) و(30 يونيو/حزيران 2013 التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي)

ب – المشاريع الكبرى

1- “مشروعات وطنية عملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس (شمال شرق) وإنشاء محطة الضبعة (شمال غرب) للطاقة النووية وتعظيم الاستفادة من الطاقة الشمسية لإنتاج هائل من الكهرباء”.

2- “إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تحقق انتشارا أفقيا في المناطق المحورية، ويوفر مدخلات بسيطة في مختلف مراحل العملية التصنيعية بما يوفر العملات الصعبة وينهض بالمناطق المهمشة والأكثر فقرا”.

3- “مشروع ممر التنمية (مشروع يفتح آفاقا جديدة للامتداد العمراني والزراعي والصناعي والتجاري) وما سيوفره من أرض صالحة للزراعة في إطار التنمية الزارعية”.

4- “إعادة تقسيم المحافظات المصرية وخلق ظهير زراعي لكل محافظة واستحداث نظام الصوب في الزراعة مما سيضاعف من إنتاجية الفدان، ويوفر فرص عمل جديدة فضلا عن الاعتماد على الأساليب العلمية للري ومعاجلة المياه”.

“سيتم العمل على إنشاء محافظات جديدة وتوسيع البعض الآخر وربط المحافظات بحدودها الجديدة بشبكة طرق داخلية فضلا عن إنشاء شبكة طرق دولية، كما سيتم إنشاء عدة مطارات وموانئ ومناطق حرة وإقامة عدة مدن ومراكز سياحية جديدة”.

التنمية الاقتصادية:

“مقبلون على مرحلة التنمية الصناعية والزراعية، فهذان القطاعان هما جناحا التنمية الاقتصادية”

و”يتعيّن النهوض بقطاع الصناعة عصب الاقتصاد المصري، لا سيما من خلال تشجيع إقامة الصناعات كثيفة العمالة”.

و”لن نغفل الاستثمار في الثروة المعدنية والمحجرية لمصر، وسنعمل تدريجيًا على وقف تصدير المواد الخام التي تتعيّن معالجتها وتصنيعها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق العائد المناسب، إضافة إلى تدوير المخلفات واستخدامها لتوليد الطاقة الحيوية”.

كما “سنعمل على إصلاح المنظومة التشريعية لتحفيز قطاع الصناعة وتيسير حصول المستثمرين على الأراضي والتراخيص لإقامة المشروعات الصناعية”.

“يجب أن نعمل على تحقيق طفرة حقيقية فيما تقدمه الدولة من خدمات للمواطنين، إلا أن الدولة لن تنجح في ذلك بطبيعة الحال إلا إذا زاد عملنا وإنتاجنا”

دور رجال الأعمال:

“المرحلة المقبلة تتطلب دورًا وطنيًا لرجال الأعمال الوطنيين الشرفاء الذين ستعمل الدولة على توفير المناخ اللازم لازدهار أعمالهم وتنمية استثماراتهم”.

ثالثا: دور مؤسسات الدولة

” إن تلك المؤسسات يتعيّن عليها أن تدرك ما هي أدوارها التي أنشئت من أجلها فتلتزم كل مؤسسة بدورها الوطني ولا تسىء استخدامه”.

و”لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما أعنيه ذلك من أثر وانعكاسات هدامة على الاثنين معا، قيادة مصر واحدة فقط”.

1 – الدين ومؤسساته:

الأزهر

“دوره تجديد وتصحيح الخطاب الديني، وأن يستمر في جهوده لنشر صورة الإسلام الحقيقية المعتدلة السمحة”

الكنيسة

“دور فعال في نقل صورة حقيقية للنسيج الوطني الواحد في مواجهة الذين يروجون بنوايا خبيثة للفتن والانقسام بين أبناء هذه الأمة”.

تجديد الخطاب الديني

“تجديد الخطاب الديني فإن أهميته التي تنطوي على تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي تشمل أيضا الحفاظ على الصورة الحقيقية المعتدلة لديننا الإسلامي الحنيف”

2- المؤسسة العسكرية:

“سيظل الجيش المصري من الشعب وللشعب يؤمن بأن عطاءه ممتد حربًا وسلامًا وسيسجل التاريخ لقواتنا المسلحة دورها الوطني العظيم في الحفاظ على الوطن مصانا وعلى الشعب موحدا”.

3- الشرطة:

“سنعمل على تطوير جهاز الشرطة ومضاعفة قدرته على تحقيق الأمن وإقرار النظام، وتحكمنا مبادئ القانون وصون الكرامة واحترام الحرية”.

الأمن والأمان

“لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، ومن يريدون تعطيل مسيرتنا نحو المستقبل الذي نريده لأبنائنا، لا تهاون ولا مهادنة مع من يريدون دولة بلا هيبة.. أعدكم بأن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها”.

“تحقيق التنمية الشاملة بمختلف صورها وشتى مناحيها يتطلب بيئة أمنية مواتية تطمئن رأس المال وتجذب السياحة والاستثمار وتؤمن للمشروعات الصناعية مناخها المناسب”

4- المؤسسة التشريعية:

“إننا بحاجة ماسة لمجلس نواب جديد (برلمان) يساهم إسهاما جوهريا في إحالة نصوص دستورنا الجديد إلى قوانين ملزمة تترجم ما فيه من حقوق وحريات إلى معانٍ وواقع يمارس عملا لا قولا”.

رابعا: السياسة الخارجية:

“سنعتمد الندية والالتزام والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية كمبادئ أساسية لسياساتنا الخارجية في المرحلة المقبلة”.

1- عربيًا :

“إننا بحاجة إلى مراجعات شاملة لكافة أوجه آليات العمل العربي المشترك، لا نجتمع ونتحدث بل نتخذ القرارات الكفيلة بتحقيق أمننا العربي المهدد في العديد من دوائره”.

(أ) دول الخليج

“أما منطقة الخليج العربي فإحنا (نحن) قلنا مسافة السكة”، هي عبارة ذكرها السيسي في لقاءات تليفزيونية سابقة، تعبيرًا عن رفضه لأي تهديد يوجّه إلى دول عربية، في إشارة إلى تحريك الجيش المصري فورا لمواجهة هذا التهديد.

(ب) القضية الفلسطينية

“تظل القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى وملفا من ملفات السياسة الخارجية المصرية .. وستواصل مسيرتها لدعم وجود دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو(حزيران) عام 1967، دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية”.

2- أفريقيا :

“مصر أفريقية الوجود والحياة، ومصر بوابة العالم إلى أفريقيا ونافذة أفريقيا على العالم”.

(أ) سد النهضة

” لن أسمح لموضوع سد النهضة أن يكون سببا لخلق أزمة أو مشكلة أو أن يكون عائقا أمام تطوير العلاقات المصرية سواء مع أفريقيا أو مع إثيوبيا الشقيقة، فإن كان السد يمثل حقها في التنمية، فالنيل يمثل لنا حقنا في الحياة”

وشهدت الأشهر الأخيرة، توترًا للعلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، مع إعلان الأخيرة بدء بناء مشروع سد النهضة، الذي يثير مخاوف داخل مصر، حول تأثيره على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.

3- دوليًا :

(أ) العلاقات

“علاقاتنا الدولية المقبلة فستكون علاقات ديمقراطية متوازنة ومتنوعة لا بديل فيها لطرف عن آخر .. منفتحة على الجميع لا تنحصر في اتجاه ولن تكتفي بتوجه ولقد مضى عهد التبعية في تلك العلاقات”.

(ب)- الاتفاقيات والمعاهدات

“أجدد التزامنا بتعهداتنا الدولية واتفاقياتنا التعاقدية التاريخية منها أو الحديثة والمعاصرة، وما سيكون من تعديل فيها إن استدعى الأمر فسيتم بالتشاور والتوافق بين الأطراف المتعاقدة وبما يحقق المصالح المشتركة”.
[/JUSTIFY]

[FONT=Tahoma] وكالة الأناضول
م.ت
[/FONT]
Exit mobile version