لا أدري لم أتوجس خيفةً على بلدي من الأفكار المتطرفة والأناس المتطرفين.. وتنتابني حالة من الهلع على مستقبل بعض الشباب الذين تستقطبهم جهات متطرفة.. فتدير عقلياتهم بإنحرافٍ كبير عن الوسطية الهادئة.. وكم أنزعج من فكر تكفير البعض للآخرين دون خوف أو وجل.. هذا الغلو والتطرف مرضاً وابتلاءاً للبلاد لا يقل في تأثيره من تأثيرات المتفلتين وحملة السلاح والمتربصين وقائمة الاستهداف الاخرى.. أكاد أتميز غيظاً كلما اتسعت رقعة هؤلاء وسط شباب يعول عليهم مستقبلاً في قيادة دفة البلاد والانعتاق بها من وحل الأزمات ورعونة النائبات ليصبح ذات الشباب مشكلة وقضية في ظل التطرف.. نعم للدين جوهر ومظاهر ولكن الاسلام دين يستوعب الزمن ويحفظ الاركان والتفاصيل بصورة مثلى وما شاد الدين احد إلا غلبه.. فلا يعقل ان يكون التطرف للحدود التي تجعل الكل في خانة الكفرة الفجرة الزنادقة.. ما هذا الإتجاه الغريب ؟ كيف يصبح بعض الأبناء بذرة لفتنة المقاوم؟؟؟؟
وفي اتجاه آخر أخشى ايضاً إلْبَاس الدين لكل عمل حاد.. وقفت لمثلي والكثيرون على خبر تشكيل جماعة تدعي شعارات دينية الخبر الذي نقلته صحيفة «الاهرام» مفاده الجماعة انها وليدة الظروف الامنية والاقتصادية الحالية مع اشارة للدور الذي يقوم به الغرب عبر الجنوب.. وهو باب من أبواب المداخل للاعلان عن نشاطها غير المعروف.. واخشى بصورة شخصية دائماً (الملثمين) فمن خاف اظهار وجه خلقه الله فماذا سيكون وجهه الآخر.. «اللهم لطفك».
المُلَّتحي!كما أتهيب بعض الاخوة والاخوات الذين لهم طابع معين من الإلتحاء واللباس والشكل.. ليس لأنهم غير مواكبين ولكن لأن لمظهرهم دلالة كافية على ما يمور داخلهم من اضطراب..! فالشخص الذي يراعي وقع نظر الناس اليه بالخير يكون دائماً في موضع الأجر.. لأن التبسم في وجه الأخ صدقة وأجر.. هذا لا يعني أن الإحتشام الزائد مشكلة بل بالعكس هناك من يرتدي الغطاء والنقاب باحترام ووقار ومهلة…. إذن هناك حالة نفسية يشعر بها البعض تجاه تطرف المظهر الذي قد لا يكون كما الجوهر والدلائل كثيرة.. ففي صغري كنت أظن ان الصورة الكاملة للإنسان الملتزم مظهرياً تعني انه ملاكاً من السماء.. ولكن هيهات فقد رأيت بأم عيني تصرفات لبعض النموذج المظهري هذا تُخِّل وتقل من تلك النظرة.. ولا أخفيكم قرائي الاعزاء سراً إن قلت لكم أحياناً تصيبني رهبة من أمثال هؤلاء المتطرفين مظهرياً !! مخافة ان لا أعرف كيف أتعامل معهم دون ان يكون هناك هواجس مختزنة من قبلهم أو العكس.. فالبعض منهم نلاقيه في المواصلات عندما يرانا يتعامل معنا كنسوة شياطين..! ما أصعب ان يسمعك البعض الاستعاذة بالله لتحس إنك أنت المعني بها.. فبعضهم يرى المرأة والشيطان صنوان لا فرق بينهما.. ثم تراهم يتأففون مع نسائهم المرافقات طبعاً لا تعلم مدى القربى لهم ولكن طريقتهم المظهرية تجعل الواحدة منهن كأنها منقادة بلا وعي ولا عقل فتنتهر وتسب وتلعن ولا تدري ما ردة فعلها من تحت الستار الذي تقبع فيه.. ربما كان الرد قاسياً وصعباً.
آخر الكلامالإتزان والوسطية هما المناجاة من وحل الولوغ في وحل المثل القائل «إنْ فَاتْ حدُّو إنْقَلب ضدو».. كثيرون وكثيرات يلتزمون بالأزياء الشرعية والآداب العامة دون ان يكون مصدر إزعاج وقلق للآخرين فمتى يكون البعض مثلهم.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]