كشفت اليوم تقارير صحافية بريطانية النقاب عن أن المحادثات التي أجرتها شركة آي.بي.إم لصناعة أجهزة الكمبيوتر علي مدار الأيام القليلة الماضية لشراء منافستها الحاسوبية “صن مايكروسيستمز” في صفقة قدرت بنحو سبعة مليارات دولار قد تعرض للانهيار، ولم تكلل بالنجاح. ونقلت صحيفة التايمز اللندنية عن بعض التقارير أن شركة آي.بي.إم قامت بحسب عرضها بعد أن ألغت صن مايكروسيستمز سلطتها الخاصة بشراكتها التفاوضية الحصرية.
وأكدت الصحيفة علي أن انهيار تلك المفاوضات سوف تصيب الأسهم الخاصة بشركة الصن علي الأرجح لأن تلك الصفقة كانت تعتبر خطوة إيجابية للشركة التي يوجد مقرها في وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا، وهو الذي بات يمثل العاصمة التقنية للكرة الأرضية بفضل العديد من الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة المنتشرة هناك. ويتردد أن مسؤولي شركة صن لم يكونوا راضين عن العرض الذي تقدمت به شركة آي.بي.إم والذي كانت تبلغ فيه قيمة السهم 9.40 دولار أو أقل. ولم تضح اليوم إذا ما كانت تلك المحادثات ستستأنف مرة أخري أم لا. وأشارت الصحيفة إلي أن الأسهم الخاصة بشركة صن مايكروسيستمز قد تضاعفت قيمتها تقريبا ً ووصلت إلي تسعة دولارات، بعد أن طفت علي السطح الأنباء الخاصة بتلك الصفقة قبل أسبوعين.
وأوضحت الصحيفة أن الصفقة سوف تعزز علي الأرجح فكرة ظهور حالة من التحدي لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة لأن الصفقة التي كانت تسعي آي.بي.إم لإبرامها مع صن كانت ستستحوذ علي حصة نسبتها 42 % من سوق الحاسوب. من جانبها، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن أن شركة صن مايكروسيستمز طلبت الحصول علي ضمانات من شركة آي.بي.إم بأنها ستلتزم بالصفقة في مواجهة التحديات التنظيمية، خوفا ً من أن يترك العرض الذي تقدمت به آي.بي.إم مساحة للتراجع والانسحاب من الصفقة.
وتحدثت النيويورك تايمز أيضا عن أن شركة آي.بي.إم كانت قلقة بشأن حجم المدفوعات التي سيتلقاها كبار مسؤولي ومهندسي شركة صن في ظل اتفاقات “تغير القيادة” الخاصة بها. وترمي تلك الاتفاقات إلي تعويض الموظفين إذا فقدوا وظائفهم عندما تباع الشركة لآي.بي.إم. وبحسب ما أفادت به صحيفة التايمز، فإن آي.بي.إم قد ناقشت مع مسؤولي الصن بيع السهم بقيمة تتراوح ما بين 10 إلي 11 دولار، ثم خفضت تلك القيمة إلي 9.55 دولار ثم قللتها نهاية عطلة الأسبوع الماضي إلي 9.40 دولار. وهو ما تسبب في قيام شركة الصن بإخطار آي.بي.إم بأنها أنهت المفاوضات بينهما، ومن ثم قامت آي.بي.إم بحسب عرضها. من جانبه، قال بيتر فالفي، أحد خبراء التكنولوجيا :” تعد صن الآن نوع من أنواع البضائع التالفة. وإذا واصلت آي.بي.إم طريقها ولم تحب ما شاهدته، إذن فماذا يعني ذلك بالنسبة لباقي المشترين المحتملين ؟ “.
المصدر :ايلاف