في الصباح كالعادة عند غدوي للعمل أصادف بعض الرجال الذاهبين لأعمالهم.. معظمهم مستأجرين بالحلة.. جاءوا من بعض الولايات للعمل بالعاصمة.. رغم أنني صاحبة ملك وأسكن في اقطاعية من ورثة جدي لأمي إلا أن واحداً منهم لم يفطن لهذه المنطقة والتي تعني أنني «عروس مناسبة لأحدهم» أقلا هأنني سوف أخرج به من دائرة الإيجار وأخفف عليه هذاالبند.. أقابل يومياً اثنين منهم.. «أستاذ الرشيد» و«السيد حسن» الأول يعمل معلماً بمدرسة خاصة، والثاني يقولون عليه «لافي في السوق».. المهم في الأمر أنني وضعت «الاحتمالين» في رأسي طالما لم يقدم أحد من الموظفين العاملين معي على محاولة الاقتراب مني.. بدأت اتحين الموضوعات التي يمكن أن تكون طرف الخيط مع «أستاذ الرشيد» مثلاً بداية العام الدراسي.. الاجازات.. قضايا التعليم.. الإجلاس ومشكلة توفر المعلم والكتب.. كل تلك الموضوعات أجرجره اليها عندما انتظر المواصلات في محطة «خمسة».. وعندما أحس بحالة يأس منه اتحرك لمحطة «ستة» وأصادف ذلك «اللافي في السوق» السيد حسن والذي يبدو أكثر انفعالاً واستجابة للأخذ والرد، فتدور المناقشات حول السلع والبضائع والغلاء والاستثمارات.. عندما أسمع أطراف حديثه اتخيل أنني أحادث رجل مال وأعمال، والشاهد الله أنه «دعي».. ملابسه بسيطة ويمتطي المركبات العامة.. ورغم ذلك أحس بأنه يفهم ما أخفي، ولكنه يتعامل معي بلغة السوق اي أنه يترك باب الأمل موارباً على نظرية «يفتح الله وإن فيها خير».. وأظل هكذا انتقل يومياً ما بين محطة خمسة وستة الى أن أصل للعمل، وأقوم بدراما معاداة «سعاد» الموظفة الرفيقة بالمكتب لما أراه من إعجاب بها في عيون حتى الذين يأتون لطلب خدمة من المؤسسة.. المهم أنني لا أصل لما أريده حتى الآن.. فمازال «أستاذ الرشيد» ذلك الرجل الكلاسيكي التقليدي الذي يعطي نموذجاً لمعلم السبعينيات ذو القسمات الصارمة والكلمة وغطايتها.. أما «السيد حسن» صرت الحظ أنه أحياناً يأتي الى محطة «خمسة»، وبدأت آفاقه للونسة تنفتح بيننا، الى أن قررت يوماً قفل الباب «وأن أجلي الزول دا عدييل».. ففي ذلك اليوم اقترب مني «السيد حسن» وأنا انتظر «بص الوالي» وصبح علي وتجاذب معي أطراف الحديث وركب بالقرب مني داخل البص.. ثم طلب مني شيئاً جعلني أفهم ما يخطط له «الحسن».. «يا أستاذة سكينة إنت ماهيتك كم؟».. «عادي زي مواهي خلق الله ديل».. «يعني داير اقترح عليك موضوع شراكة واستثمار مضمون.. انتِ بالمال وانا بالعمل».. «مشروع شنو يا سيد حسن».. «انتي بس عليك توفري عشرين مليون وتديني ليها والباقي خليهو علي.. خلال شهر تشوفي شوف يا ست الحسان لحدهن..» لم أحس أن الأمر سيئاً.. الى أن وصلت المكتب ودورت الموضوع في رأسي.. وفتحت الجريدة وقريت خبراً عن نصاب احتال على الفتيات ونهب اموالهن وممتلكاتهن باطلاق وعود بالزواج منهن.. «طق» الموضوع وقع لي في رأسي وقلت لنفسي «بورة مدنكلة ولا عرسة مجهجهة» ثم فارقت محطة خمسة وستة.
آخر الكلام:- مازلت أبحث هنا وهناك عن مدخل.. كما أنني مازلت أحقد على البنيات الحليوات البتكبكبوا عليهم الشباب والرجال، وأخص بالحقد سعاد زميلتي في المكتب.. خاصة وأنها هذه الايام تعيش فترة الخطوبة من مدير الشؤون المالية والإدارية.. قال شنو عايز يتعدد /بعد الله ما فتحها عليه.. هسه أولى أنا ولا سعاد.. [/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]