يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر يوليو 2013، ومن عادتي أن أطوف بمعظم القنوات الإخبارية يوميا لأعرف أحوال العالم الملتهبة، ولكنني وفي هذه اللحظة بالذات أي في الساعة الثامنة والنصف من مساء هذا اليوم كرهت سي ان ان وبي بي سي وفوكس وكل قنوات الخواجات، لأن خيرة مراسليها يقفون الآن في مدخل مستشفى سنت ميريز في لندن في انتظار خروج السيدة كيت ميدلتون حرم الشاب وليم بن شارلس ولي عهد بريطانيا حاملة مولودها الأول مما يعكس حالة الهبل الوبائي التي اجتاحت بريطانيا والولايات المتحدة بسبب قدوم هذا المولود، وكانت وسائل الإعلام الغربية قد ذبحتنا على مدى الأيام القليلة الفائتة بأخبار اقتراب موعد مولد الولد الفلتة: شوهدت كيت والألم بادٍ على وجهها.. هناك تقارير شبه مؤكدة أن «ماءها انكسر».. وقد رأيت كاميرات تلك المحطات تتحرك في كل الاتجاهات لتنقل وجوه عشرات الآلاف من البريطانيين البلهاء والبلهاوات يحاصرون المستشفى لنيل «بركة» إلقاء نظرة على البيبي الملكي وأمه تخطو به خارج المستشفى، وألقيت نظرة على الشريط الإخباري في أسفل شاشة سي إن إن فإذا به سطر يقول: العالم في حالة ترقب لرؤية المولود الجديد، وشاءت سي إن إن أم أبت فأنا جزء من العالم وليست لدي أي رغبة في رؤيته رغم علمي أن الصحف ستذبحنا بدورها بصوره وهو في ذراع والديه ثم بعد أشهر وهو يحبو ثم يركب المراجيح ثم يحضر سباقا للخيل.
ولو كنت والد ذلك الطفل لما خرجت به من المستشفى إلا فجرا ومن الباب الخلفي تفاديا للحشود التي تحاصر المستشفى والذي لا شك بأن بينهم من يحمل فيروسا أو جراثيم من نوع أو آخر.. قالوا إن الاحتفاء بقدوم الولد الأول للأمير وليام هو أن ترتيبه الثالث على عرش بريطانيا، هذا كلام سخيف لأن من يحتل المرتبة الأولى في ترتيب مترقبي الجلوس على العرش، وهو الأمير تشارلس بلغ الشيخوخة بعد أن ظل يحمل لقب ولي العهد طوال أكثر من 55 سنة وأمه الملكة مازالت متشبثة بالكرسي رغم تجاوزها الثمانين.. يعني لو فاز ولي العهد الشرعي وهو الآن مكعكع ولو لحق جلس على الكرسي فسيصبح مثل سميرة سعيد: مش حتنازل عنك أبداً مهما يكون، وعلى بال ما يجيء الدور على ولده وليم والد المولود الجديد سيكون وليم قد أصيب بالزهايمر ولن يدري ما إذا كان ولي عهد بريطانيا أو زيمبابوي.
الخواجات لا يخافون من العين، وزواج والدة وليم الليدي ديانا من تشارلس كان منقولا على شاشات التلفزة وشاهده مئات الملايين، وانتهى الزواج بالفشل، ثم انتهت ديانا نفسها في حادث مروري أسفل جسر في باريس مع عشيقها عماد الفايد، وإلى يومنا هذا مازال بعض العرب يقولون إن ملكة بريطانيا دبرت مقتلها لأن عماد كان يخطط لاعتناقها الإسلام، بدليل أنه – غفر الله له – ما ظهر في صورة معها إلا وهما بملابس الاستحمام أو يشربون عصارة النبيذ المخمر.
وربما سر حقدي على سي إن إن وأخواتها أن أيا منها لم تشر ولو إشارة عابرة الى مولدي، ولا مولد أحد من عيالي رغم أنهم مكافحون وتبهدلوا في المدارس والجامعات ونجحوا والحمد لله من دون أن تشرف على تربيتهم دادة ودون ان يعيشوا عالة على دافعي الضرائب.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]