تانكر وبرميل

[JUSTIFY]
تانكر وبرميل

لا أعرف ما هو سر الارتجال في حياتنا العامة.. خاصة عندما تحتدم أزمة أو مشكلة أمامنا تجدنا لا ننظر إلا للحلول القريبة جداً والتي مظهرها السهولة، وإن كان جوهرها عكس ذلك.. هذه الأيام والخرطوم العاصمة الحضارية مشغولة ببرنامج قطوعات وعكورة الموية، تتفتق عبقريات الحلول عند البعض بحلول أقل ما توصف أنها ارتجالية أو ربما محدودة الاسعاف الصحف تقول إن عبقرية القائمين على أمر المياه بالولاية ارتأت تخصيص أكثر من خمسين تانكرا احتياطياً حلاً لضائقة المياه.. ذات العقلية التي تعاملت مع استهجان مواطني الولاية لموقف شروني وخلوه من أي معينات، فما كان من الجهات المسؤولة إلا أن قامت بتوفير براميل ماء قامت بربطها مع إشارات تسمية الخطوط.. إذن لن تخرج حلول المشكلة من مصاف الحلول المؤقتة «أها مشكلتنا توفير المياه بتحلوها بالتناكر والبراميل العكورة دي حتعملوا ليها شنو خلال يوم»

موية العاصمة

لا أعرف لماذا تنفتح عقلية ولاية الخرطوم على حل المشاكل الأساسية دون تجزئة، الأمر أولاً واستباقاً لا يعقل أن تقوم مظاهرات أو تعلو المطالبات بتوفير المياه، لعاصمة بلد تتمتع بمدخور مائي ما شاء الله عليه، ويغذيها النيل بياضاً وزرقة.. نعم قد يقول المسؤول الكبير بالولاية «إنها مشكلة موروثة وقديمة» ولكن يبقى السؤال قائماً ما هي الحلول التي تعتمدون عليها في هذا الشأن لا أخفيكم قولاً إن موضوع توفير الماء لا يفوت على فطنة أي مقدم خدمة في هذه الأرض بصورة متواصلة، فما هي حقيقة تكرارها وعودتها بهذه الصورة المزعجة، ثم أن اي إصلاح أو عمل على تلاقي الأعطاب التي تعتبر حالات متفرقة تأخذ زمناً أكثر من اللازم.. خذ مثالاً إذا حدث و«طرشقت» ماسورة في الشارع لا يتم التعامل الفوري من قبل الجهات المختصة إلا بعد أن تتسبب هذه الماسورة في غرق شارع رئيسي وجانبي وتصبح أزمة» يا أخوانا خلونا من الكلام السمح والوعود الفضفاضة وابقوا مارقين للحلول، وخلوا النقة والأماني والأشواق.

مظاهرة البرلماني العطشان!

حكومة الولاية لا تستشعر الخطر ولا تنظر لموضوع القطوعات والعكورة بالشكل المطلوب.. وليس بالمدهش أن ينتقد عضو برلماني عدم توفر المياه وعكورتها، ويضمن في حديثه عدم الالتفات لحل المشاكل إلا بالتظاهرات.. فهل يا ترى ستخرج جماهير الولاية التي تعاني من القطوعات والعكورة في مظاهرات ضد الوالي الذي يجتهد في اللقاءات والزيارات الميدانية.. أليس عيباً في حق ولاية الخرطوم أن يسجل أكثر من ثمانية آلاف بلاغ في منتصف الشهر لقطوعات المياه، وحتى لا نشكل تياراً قاسياً على جانب تحريك حل الخدمات المستعصية، نتمنى أن تتوفر للولاية كل عوامل حل هذه المشكلة عاجلاً دون أمر آخر باعتبار القضية ذات أولوية قصوى وعاجلة.

آخر الكلام:-

لا نتمنى أن نرى في العاصمة نظام «البئر المعطلة والقصر المشيد» بل نطالب بالتوازن في ترتيب الأولويات دع عنكم الزخم السياسي والخطابي.. حلوا جوهر المشاكل والأزمات وقولوا يا لطيف..
[/JUSTIFY]

[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version