* ما إن اقترب نفاذ مهلة الشهرين التى اعطتها حكومة السودان لحكومة جنوب السودان للإلتزام بعدم دعم المتمردين والجبهة الثورية وإلا فانها ستغلق انبوب النفط، حتى بدأت حمى تصريحات اعضاء الحزب الحاكم وحكومته ترتفع، فلقد قرأنا خلال يومين العديد من التصريحات فى هذا الشأن منها تصريح وزير النفط الدكتور عوض الجاز بان السودان لن يغلق انبوب النفط إذا وجد إلتزاما من الجنوب ..!!
* وقال رئيس القطاع التنظيمى بالحزب الحاكم حامد صديق للصحف بأن كل القيادات السياسية والتنفيذية متمسكة باغلاق انبوب النفط بدون ان يسهب أكثر انتظارا للتعليمات .. ولكن ليس هذا هو المهم ..!!
* المهم هو.. هل سيغير غلق او فتح انبوب النفط شيئا فى واقع البلاد المرير؟!
* للإجابة على السؤال دعونا نعود قليلا الى الوراء .. الى ما قبل انفصال الجنوب عندما كان بئر النفط نفسه فى جيب حكومة السودان، وكان كل عائد النفط يصب فى الخرطوم !!
* حسب الاحصائيات شبه الرسمية وتقديرات الخبراء فان عائد النفط خلال العشر سنوات الأولى من بداية التصدير فى عام 1997 كان حوالى (110 ) مليار دولار أمريكى، بواقع (11 ) مليار دولار سنويا كانت تذهب كلها للشمال ثم بواقع (5 ) مليار للشمال بعد اتفاقية السلام ..!!
* نتساءل الآن .. ماذا كانت الثمرة التى جناها السودان من تلك العائدات الضخمة واين ذهبت؟! .. إن مبلغا بهذه الضخامة كان يكفى تماما لجعل السودان جنة ورافة الظلال ..!!
* دعكم من حكاية جنة هذه، فلنقل كان يكفى ليكون السودان سلة غذاء العالم، فعلا لا قولا، إذا تم توظيف عائدات البترول توظيفا صحيحا، ولكن الحقيقة المرة هى ان السودان صار (سلة دموع العالم) بدل سلة غذائه، بل ان مشروع الجزيرة الذى راهنا به فى يوم من الايام ليضعنا فى مقدمة دول افريقيا انهار تماما وتحول الى اشلاء، كما يعرف الجميع .. فاين ذهبت عائدات البترول ان لم يكن لتنمية الزراعة فى بلد مهنته الاساسية هى الزراعة .. او بالأحرى كانت الزراعة، قبل ان تصبح البيع الجائل والتسكع فى طرقات الخرطوم ..!!
* قد يتذاكى البعض ويتفلسف .. ” اولا ترى سد مروى الذى يقف عملاقا شاهدا على انجازات الحكومة”، وأجيب بسرعة كبيرة .. سد مروى يا سيدى لم يشيد من عائدات النفط، بل من قروض ربوية بفوائد مركبة ستظل تقصم ظهر السودان عشرات السنين ..فأين ذهبت الـ (100 ) مليار دولار ايها المتذاكى .. دعك من الكسور والبواقى ؟!
* وقد ينبرى أحد الباشكتبة من حملة دكتوراة التطبيل والنفاق بالقول ..”وشوارع الأسفلت التى تتمخطر وتتبختر فى الخرطوم، وكورنيش النيل ألا تراهم أيها الجاحد ؟”
* ولا اعتقد اننى فى حاجة الى الرد على هذا المنافق الذكى وعلى من اعطاه زورا وبهتانا دكتوراة النفاق .. فأى أسفلت يا هذا واى كورنيش يساوى ( 100 مليار) دولار .. حتى ولو بلطوا كل السودان ومعه قرعتك الفارغة .. فاين ذهبت مليارات النفط ؟ وأقسم بالله اننى جادى جدا فى السؤال، ولكننى أناشد اصحاب الشأن ان يكلفوا احد الاغبياء بالرد فلقد سئمنا من إجابات المنافقين الأذكياء ..!!
* أغلقنا الأنبوب ام فتحناه ايها السادة فالنتيجة واحدة .. لا تزعجوا انفسكم بالتصريحات ..!!
[/JUSTIFY]
مناظير – زهير السراج
[Email]drzoheirali@yahoo.com[/Email]