ولكن رغم هذا فإن صورة ليبيا في الذهن السوداني صورة تحتاح إلى وقفة ليست في تعاملها مع الشأن السوداني فقط وإنما في كثير من المواقف والأزمات والقضايا الدولية.
ليبيا حاضرة في الحديث عن كثير من ملفات مثل ملف الإمام موسى الصدر وملف نيكاراجوا وملف الطوارق وفي تشاد وغيرها.
وليبيا دائما حاضرة في الشأن السوداني وأصابعها واضحة دوما هي مع طرف ضد طرف وفي مواضيع وقضايا سودانية ساخنة منذ طائرة بابكر النور وفاروق حمد الله وفي دعم هجوم المعارضة السودانية على الخرطوم في يوليو 1976م.
هذا الهجوم الذي أرسى في الذهن السوداني قضية (قرش القذافي) بعد ضغط السودان ومطالبته بسداد أموال ومن ثم الطائرة الليبية التي هاجمت الإذاعة السودانية.
وليبيا هي التي دعمت الحركة الشعبية لتحرير السودان أول نشأتها بسلاح كثيف وفتاك وسمعت بأذني من الشهيد أروك طون أروك أن ليبيا وفرت لهم في الحركة الشعبية لتحرير السودان سلاحا بقيمة تقارب المليار دولار أمريكي.
وفي الذهن السوداني فإن المغترب في ليبيا هو صاحب أدنى منفعة من سنوات الغربة وأكثر مشكلات تقابله في غربته.
وليبيا ليست بذات حظ وافر في مشروعات كبرى في السودان ومن مشروعاتها طريق الزعيم القذافي وهو طريق أضاع على البلاد والعباد سنوات لتعبيد طريق أصبح اليوم يعبد وتسير فيه السيارات في أيام قلائل ودون ضجيج وبإمكانيات لا تذكر.
لمصر جامعة في السودان وللإمارات إستثمارات زراعية ومصرفية والكويت حاضرة في سكركنانة والسعودية في كثيرمن المشروعات والبحرين في الإتصالات.
ليبيا ليست لها مشروع يخاطب الوجدان السوداني لها برج كبير أصبح من علامات العاصمة الخرطوم ولكنه بطابع بعيد عن فائدة وأثر يمكن أن يبقى في الذهن السوداني.
مصر أرسلت أطباء وفنانين لدعم دارفور ووصل دارفور عون وأطباء من الهلال الأحمر السعودي وصلتها طائرات محملة من الإمارات ومن قطر ومن غالبية الدول العربية.
لم يحضر إلى دارفور مساندا وداعما من ليبيا لا أطباء ولا فنانين ولا صحفيين ولا رجال مجتمع مدني.
ربما تكون العلاقات الليبية فاترة كما قال السفير الليبي ولكنها هذا الفتور لن يرفع حرارته زيارة وفد زراعي وصل بين يدي إتهامات كبيرة تساق هذه الأيام في المحافل السودانية.
المسألة أكبر وتحتاج إلى جهد أكبر وليس خطوات مهما كانت ذكية ولكنها لن تغيب عن المواطن السوداني الذي يتطلع لجار يحبه ويحترمه ليرعي حق الجار ويؤسس لعلاقة لا تنسرب بين القوى السياسية معارضة أوغيرها لتقف مع هذا ضد ذلك ولتدعم بوسائل ربما لا تكون مناسبة لتطوير علاقة يجب أن تكون متطورة وراقية.
ولكن من نخاطب في ليبيا الحكومة أم الصحافة أم المجتمع المدني؟
راشد عبد الرحيم: smc[/ALIGN]