أسئلة تعسفية وأجوبة عائمة.. لسه ما جاك عريس؟

مالك ماعرستي، لسه ما خطبوك؟، أسئلة فضولية ومستفزة نقذفها في وجوه الفتيات غير المتزوجات غير مكترثين لمشاعرهن وخصوصياتهن وكأنما هو حق طبيعي مباح لكل من هب ودب أن يعرف لماذا لم تتزوج المعنية حتى الآن وكأنما هي مطالبة أن تشرح للناس لم تأخر نصيبها ولم تحصل على عريس بعد، فتيات كثيرات ممن إستطلعناهن أكدن تذمرهن وإمتعاضهن من التعاطي مع مثل هذه الأسئلة والأثر الذي يتركه السؤال على نفسياتهن حتى وإن أبدين ظاهرياً عدم إكتراثهن بالموضوع.
الجامعية رؤى محمد (محاسبة) قالت: لاحظت رغبة البنات في الزواج تبدأ بعد التخرج مباشرة، بينما تتم خطوبة البعض وزواجهن أثناء الدراسة خوفاً من ضياع الفرصة. وتضيف: رؤى البنات ما عندهن مشكلة لكن المشكلة فى المجتمع الذي يرى أن البنت مهما حققت من إنجازات ولم تتزوج فهي ناقصة ومسكينة وبما أنها لم تحظى بعريس في سن معينة فهي بايرة بلا شك. وإن إخترعت الذرة، لذا أصبح طموح معظم البنات هو الحصول على عريس حتى لو لم يكن بالمستوى المطلوب لذلك أصبح الزواج مصدر قلق.
سناء إبراهيم (خريجة) قالت: «حتى لو أبديت عدم إهتمامي للسؤال فهذا ليس حقيقياً وصادقاً نحن البنات (بنقول حاجة وجوانا شيء آخر) وأردفت هذا السؤال يثير القلق والتفكير ويؤثر في نفسية الفتاة خاصة لو تزوجت كل من في سنها وتستطرد نحن في أسرتنا الزواج هو الهم الأول رغم أن بنات الأسرة جميلات لكن دائما هن قلقات من عدم ظهور عريس وفي تقديري البنات (البقروا والما بقروا) همهن واحد بس يتزوجن ويتخارجن وتختتم حديثها، السبب الرجال الذين يميلون للزواج من المراهقات والأصغر سناً منهم بمراحل، مما جعل الفتيات يتخوفن من فقدانهن للفرصة ودخولهن في منافسة غير متكافئة لذلك يزددن قلقا كلما تأخر العريس وكلما واجهن السؤال.
نفت عائشة ( أولى جامعة ) أن تكون قلقة على مستقبلها لذلك آثرت الموافقة على إبن عمها حتى تضمن فرصتها وأضافت بالعكس أشعر بأني تسرعت في الموافقة وكان الأجدر بي الإنتظار والتريث وإكمال تعليمي الجامعي وقتها سأكون أكثر نضجاً ووعياً.
لا يمثل الزواج لإيناس معتصم (جامعة الإمام الهادي) هماً كبيراً أو هاجساً كما أوضحت، خاصة أن لديها طموحات لا حصر لها تنوي تحقيقها والعريس في المرتبة الأخيرة كجزء مكمل لحياتها التي تصورتها بشكل معين.
بينما للجامعية هناء موسى التي تصف الأسئلة التي على تلك الشاكلة بالغياظة والسخيفة، تكتيك خاص تتعامل به، مع مثل تلك الأسئلة، مثل السخرية والإستخفاف مثلا زي عندكم لي عريس جاهز، لو قال لا حأقول ليهو طيب بتسأل مالك؟ وفي بعض الأحيان الإجابة على السؤال يعتمد على الشخص فهناك من يريد إيصال رسالة معينة (نظام مغرزة) بينما هناك من يريد الإطمئنان على أخبارك بحكم علاقته بك وهنا تختلف الإجابة . وردة الفعل.
نفت غادة إدريس العباس (طبيبة) 26 عاماً قلقها رغم إقترابها من الثلاثين من كونها لم تخطب حتى الآن وعن رأيها وطريقة تعاملها مع السؤال التقليدي (لماذا لم تتزوجي حتى الآن ) أجابت غادة : بالفهم السوداني الحياة عبارة عن 1-2 -3-4 مراحل ، تدخل المدرسة، تخش الجامعة، تشتغل، تتزوج، تموت، أما عن أشيائك الأخرى وعالمك وإهتماماتك فهى لا إعتبار لها في حساباتهم، وتزيد غادة قائلة البنات يدخلن الجامعة كي يتزوجن فقط وبذلك يفقدن إستمتاعهن بتلك المرحلة الجميلة، أما أنا نصيحتي لكل فتاة ألا تستهلك نفسها في العلاقات بحثاً عن صاحب النصيب وعندما تتزوج لا تستطعم الحياة الزوجية مع زوجها وعليها أن تدخل أية علاقة بفهم ولو كانت لا تضمن أن تتزوجه 100% مافي داعي لإستهلاك المشاعر والوقت والرصيد ، وتختتم غادة حديثها أغلب الفتيات اللاتي تزوجن بلا فهم ودراسة عندهن نفسيات وزهجانات ببساطة لأن هدفهن كان (العرس) فقط وبأية صورة بينما من المفترض أن يكون الزواج هدفا أوسع مثل تكوين أسرة والإستقرار.
هاجر إبراهيم (صيدلانية) التي إتفقت مع صديقتها غادة في وجهة نظرها قالت بثقة أنا عاوزة أصل سن الثلاثين دي وأردفت أنا مطمئنة ولست خائفة كون النصيب تأخر أو لم يأتِ حتى الآن فكل شيء بأوانه ولا أزعم رفضنا للفكرة أو عدم رغبتنا في الزواج لكنها لا تمثل كابوساً بالنسبة لنا وحتى يحين وقتها سأمضي قدماً في حياتي وسأحقق كل ما أصبو إليه ولن أتوقف كي أندب حظي، وعن موقف الأسرة من الموضوع تجيب هاجر في الغالب الأخوان أكثر قلقاً على إخواتهن ربما بدافع الخوف عليهن والرغبة في الإطمئنان عليهن وتضحك هاجر وهي تقول (ما جاك عريس وما أتخطبتي) أسئلة روتينية تصادفك يومياً من الأهل والمعارف حتى الصديقات ما أن تلتقيهن بعد غيبة حتى ياتي السؤال: ها جديدك شنو مافي عريس؟.

تقرير: فائقة يس- حكايات

Exit mobile version