وأردف فشلت الأحزاب في كل ذلك ولكنها فشلت فيما هو أهم من كل ذلك ، فقد فشلت في تجديد نفسها ودمائها ، عجزت وعلى مدى ربع قرن من إكتشاف ضعفها والاعتراف به والعمل على معالجته وإصحاحه وهاجم أحزاب الأمة والإتحادي واليسار قائلاً : أصبح الحزب الإتحادي مثل الهاتف السيار معلقاً في عنق السيد في إشارة لزعيمه السيد محمد عثمان المرغني ، وفي حزب الأمة تكاثر الأنساب وكبر الأبناء والبنات فاحالوا الحزب إلى مناسبة أسرية مغلقة ، قد يدعى إليها بعض المقربين المرغوب فيهم على حد قوله ، وعن أحزاب اليسار كتب منتقداً بشيء من الاحباط ( انقسمت حركات اليسار وخرجت حق من الحزب الشيوعي ، ولكن لم يتعاف الحزب وظلت حق تدندن في شجن ( لاقدرت من غيرك أكون ) .
وقال إسماعيل : أحياناً كنت أقول في بعض المنتديات وورش النقاش المغلقة إن الإنقاذ لو ذهبت في إجازة طويلة وسلمت مفاتيح البلاد لهذه الأحزاب بشكلها هذا لمانجحت في الحفاظ على كهربة القصر الجمهوري مضيئة . على حد قوله
والجدير بالذكر أن الأستاذ حسن إسماعيل ظل يتحدث في العديد من المنابر والتجمعات السياسية بضرورة إسقاط نظام الإنقاذ والعمل على ذلك بكل ما في وسعه ، وجاء مقاله السبت محبطاً ويائساً من أحزاب لن تقوم لها قائمة وإن ذهبت الإنقاذ وسلمت لها مفاتيح السلطة لن تفلح حتى في إضاءة كهربة القصر !
محمد عمر ـ سوداناس