صور: مجلس وزراء من الأطفال يخطط لقيادة السودان

بملامحهم الوضيئة، وعيونهم التي تشع ذكاءً، جاء إلى إرض المعارض ببري صباح أمس المئات من أطفال السودان الأذكياء (ليخطفوا) بطاقات التأهل للمسابقة العالمية وتمثيل السودان في ماليزيا. حيثت أخذوا مواقعهم في القاعة الوسيعة التي أُعِدت بشىء من الترتيب. وبعد العديد من الكلمات قبل إنطلاق الدورة السابعة من المسابقة القومية لليوسي ماس، ساد المكان هدوء إرتفع معه القلق إلى أعلى مستوياته لدى الأطفال الصغار، ثم هجموا على الأوراق التي وضعت أمامهم بعد سماع الصافرة ليقوموا بحل المسائل المعقدة فيها وهى بين (150-200) مسألة في أقل من ثمانى دقائق. كانت تلك بعض ملامح المسابقة القومية السابعة لليوسي ماس التي أقيمت أمس وسط أجواء احتفالية.
رئاسة جمهورية الأطفال
في الحفل الذي سبق إنطلاق المسابقة، قال صديق محمد توم وزير الشباب والرياضة إنه بوقوفه أمام الأطفال المبدعين اليوم يشعر أنه يقف أمام برلمان ومجلس وزراء بل ورئاسة جمهورية السودان في المستقبل لجهة أنهم يمثلون أنموذجاً لجيل قادر على تجاوز كل المخاطر والتحديات والمرارات في المستقبل. وقال موجهاً حديثه لأطفال اليوسي ماس: (نستطيع أن نحقق الكثير بالإيمان وعلو الهمة والإرادة). وأضاف وزير الشباب والرياضة إن المسابقة القومية السابعة لليوسي ماس هى إبراز للقدرات العقلية النادرة الكبيرة لهؤلاء الصغار واكتشافها كي تجد منا الدعم والرعاية. ووعد بنقل تجربة اليوسي ماس المتفردة لمجلس الوزراء.
شهادة وزير التربية
وكشف عبد المحمود النور وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن أنهم في وزارة التربية والتعليم بالولاية كانوا شهوداً على ميلاد هذه تجربة اليوسي ماس التي وصفها بالرائدة والمتفردة، لافتاً إلى اتصافها بصفات عديدة جعلتهم يواصلون رعاية البرنامج. وأكد أنها تجربة إنسانية تعمل على تنشيط الذهن بالحساب وإعمار الفكر والعقل الذي أمرنا الله بإعماره. وقال عبد المحمود إن اليوسي ماس تُفرِخ لنا عقولاً نيرة وتشحذ عقول وهمم أطفال السودان الذين استطاعوا رفع علم السودان عالياً في المسابقة العالمية بماليزيا. ودعا الباحثين والدارسين لإجراء المزيد من الدراسات وتقديم الرؤى من أجل التفاكر ودعم الإيجابيات وتفادي السلبيات إن وجدت في هذا البرنامج.
تغطية جميع الأطفال
خالد محمد أحمد الهلالي، المدير العام لليوسي ماس بالسودان، أوضح أن الوصول للمسابقة القومية السابعة إنجاز عظيم أتى عبر عمل دؤوب ومنظم استطعنا فيه تقديم أرقى الخدمات التعليمية التي تسهم في بناء القدرات لكوكبة من أذكى أطفال السودان، وأشار إلى أن الـ(600) طفلاً الذين جلسوا للمسابقة القومية هذا العام جاءوا من ولايات السودان المختلفة بهدف المنافسة للوصول للمسابقة العالمية في ماليزيا ديسمبر المقبل، والتنافس على كؤوس يوسي ماس للمستويات العشرة. وأكد سعيهم لتغطية البرنامج لجميع أطفال السودان نسبة لأهميته الكبيرة لأطفال السودان، وشكر خالد الجهات التي درجت على تبني المشروع وهي شركة زين والبنك الإسلامي السوداني وشركة كابو وشركة ديجتك، فضلاً عن المدربين الذين قاموا بإعداد هذه المسابقة على الوجه الأكمل.
شركاء اليوسي ماس
وخاطب المسابقة ممثل شركة زين الأستاذ أحمد إبراهيم والأستاذ فتح الرحمن محمد أحمد العمري مدير إدارة التسويق بالبنك الإسلامي السوداني، مؤكدين على مواصلة الشراكة الذكية بين موسستيهما واليوسي ماس، وتم تدشين مشروع المحفظة الإليكترونية ذات الفوائد المتعددة للطلاب بأطفال اليوسي ماس لتنداح خدماتها بعد ذلك للجميع. وفيما شهد حفل المسابقة تكريم شركاء الرعاية والنجاح، فقد كان لافتاً تكريم البروفيسور دينو ونق مكتشف البرنامج للأستاذ خالد الهلالي بدرع اليوسي ماس العالمي نظراً لجهوده المتصلة في نشر البرنامج بالبلاد.
إنصهار الطلاب
أكثر ما ميّز هذه المسابقة القومية من اليوسي ماس هذا العام هو مشاركة الطلاب من ولايات المختلفة، فقد جاءوا من أم كدادة ومن الفاشر ومن القضارف والرهد أبو دكنة ومن الخرطوم وولاية الجزيرة، فحدث بينهما تواصل نادر حد الإنصهار ودارت بين الصغار حوارات عديدة وعبروا عن أمنياتهم في نيل شرف تمثيل السودان في المسابقة العالمية ورفع علمه ليخفق هناك بين أعلام الدول الكبرى التي تهتم كثيراً بهذه المسابقة العلمية.
فلاش باك
برنامج اليوسي ماس للحساب الذهني أكتشفه البروفيسور الماليزي دينو ونق، وهو نظام يعتمد على استحدام العداد حيث يستخدم اليدين لتحريك خرزات العدَّاد مما يجعل عملية التوازن في عملية الجانب الأيمن للمخ سهلاً، وهو يؤهل الأطفال للقيام بالعمليات الحسابية بسرعة ودقة كما أنه ينمي مهارات الإبداع والإبتكار والتذكر والمهارات المرئية وغير المرئية. فهو برنامج تعليمي ذو مهنية عالية يهدف لإكتشاف وتنمية وزيادة ذكاء الأطفال منذ مرحلة مبكرة في تنشيط مهارات التركيز والفهم والذاكرة والسرعة والدقة ومهارات الإستماع والإبداع والتخيل والثقة بالنفس والإعتماد عليها في الفترة من (4- 14) سنة.
فوز عالمي
يذكر أن أطفال السودان سبق لهم المشاركة أكثر من مرة في المسابقة العالمية وصعدوا لمنصات التتويج في بلاد الملايو لرفع علم السودان هناك بعد أن تفوقوا على أطفال العالم ممن تتوفر لديهم إمكانات مادية كبيرة لا تتوفر لأطفال السودان، ولكن تتوفر لهم العقول النظيفة والإرادة على رفع علم السودان في المحافل الدولية، وينتظر أن تكون مشاركة السودان في المسابقة العالمية بماليزيا ديسمبر المقبل هى الأكبر من نوعها بفضل الجهود الدؤوبة التي تمت في سبيل الترتيب للمسابقة التي تصعد بالصغار عن منصات التتويج.
الخرطوم: حكايات
Exit mobile version