بإذن الله.. مرات كثيرة يتجلى للواحد منا مع نفسه… في ذلك اليوم هممت بالتوجه إلى وسط الخرطوم وأنا أعلم أنه بمثابة المستحيل الوصول للجهة التي كنت أقصدها بلا إمتطاء أكثر من مركبة على أكثر من خط مختلف… ولكني تفاجأت بتلك (الحافلة) التي نادى حاديها على أنها متجهة إلى قلب الوسط.. فما صدقت.. أذني… وهمهمت لنفسي.. ( خلاص ضمنت الوصول).. ولكن على أعتاب (الحافلة) قلت (يابت قولي بإذن الله.. هسه الضمان شنو أني أصل)… عبرت الحافلة منطقة أركويت ودلفت إلى شارع المطار ورغم أنني كما قلت لنفسي (أنني ضمنت الوصول خلاص.. إلا أنني كنت أحس بأن ذلك الوصول منقوص فاردفت (بإذن الله)).. وعلى طريقها تواصل العربة السير إلى أن حدث ذلك التوقف المفزع في كسر من ثوانٍ (تل), كأنما قصف جوي لعين أصاب المركبة وكلنا على مدخل (الحافلة) نتزاحم للفرار بالنفس مع تعرضنا للإصطدم بعربة هايس وجدت نفسي أقول (بإذن الله.. بإذن الله).. وحقيقة لأبد من تقديم المشيئة قبل كل شئ… وبعد إذنه ومشيئته إنتقلت بعد (حمولة السلامة) إلى مركبة أخرى, وهكذا تعدد الإمتطاء على الخطوط المتعددة, (وبرضو كلو بإذن الله).. إذن بإذن الله نبدأ يومنا بعد نهارات اللهث الدائمة نعمل العلينا والباقي على الله.. لا نتعدى على حق (زول) ولا نحتال على أحد فعين الله ترقبنا ومشيئته بين المخير والمسير دائمة..
وفي اليوم التالي هممت بركوب الترحيل.. مددت اليمنى وأثنيت عليها بتقديم المشيئة.. (فالحديد) ببأسه الشديد غير مضمون العواقب..
آخر الكلام: لحظات التجلي قد تراودنا ونحن في وسط (المعمعة) واللهاث القاصر عن كمال الإدراك للمعاني.. و(كلو بإذن الله).
سياج – آخر لحظة -العدد 878 [/ALIGN]