وابرزت مجلة (التايمز) وصحيفة (الديلي ميل) البريطانيتين قضية الطبية وتعمدت الاشارة اليها بإسم (مريم) الذي اختارته الطبية في مرحلة لاحقة من حياتها كما بينت التحريات معها قبل ادانتها بالردة.
ونشرت (التايمز) في صفحتها الأولى موضوعاً تحت عنوان (انقذوا مريم)، تناول ردود الفعل الدولية التي تصاعدت بعدما تبين أن الأخيرة انجبت طفلتها الأربعاء الماضي بسجن النساء.
ولفتت المجلة التي وضعت أبرار وزوجها المسيحي في صورة الغلاف، لفتت إلى أن المولودة ستظل في حضانة أمها لمدة عامين قبل أن ينفذ حكما بالجلد والإعدام بحق الوالدة لإدانتها بالزنا والردة.
ووصفت (التايمز) الظروف التي تعيشها أبرار (مريم) التي ولدت لأب مسلم، لكنها بحسب إفادتها أمام المحكمة نشأت على المسيحية بعدما تركها الأب.
وذكرت الصحيفة إن زوج مريم الذي يعاني مرض ضمور العضلات ويستخدم كرسياً متحركاً لا يُسمح له بزيارة زوجته وابنيه سوى لعشرين دقيقة بمعدل مرتين أسبوعيا، مضيفة أنه لا يعرف كيف سيتمكن في ظل ظروفه الصحية من العناية بابنيه بعد تنفيذ حكم الإعدام ضد أبرار.
ورأت التايمز أن صدور حكم الإعدام على بسبب الديانة يعكس تزايد التعصب الديني في بعض الدول العالم، مشيرة الى الإعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في العام 1948 ويكفل في بنده الثامن عشر حرية التفكير والاعتقاد والدين.
وختمت المجلة بالقول إن الوقت حان لتجعل الحكومات الغربية تفعيل الإعلان العالمي لحقوق الانسان هدفا لسياستها الخارجية وشرطا لتقديم المساعدة والدعم.
في السياق، نشرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية ما قالت انه أول صور لمريم وزوجها المريض مع طفلتيهما الوليدة، وركزت على ما أسمته المأساة التي تعيشها هذه الأسرة، وفشل السفارة الأمريكية في الخرطوم في التحرك لإنقاذ مواطنيها.
يذكر ان ممثلين من منظمات المجتمع المدني الوطنية السودانية زارت أبرار أمس الأول في غرفتها بسجن أم درمان التي وضعت فيها إبنتها بإشراف طبي من مستشفى الشرطة، وأكدت أبرار وفقاً لزائريها، بأنه (لم يتم التعامل معها بأي تمييز داخل السجن، ولم تتعرض لأذى أو تعذيب ولم يتم فصلي عن باقي النزيلات، إلا بعد وضوعي لابنتي).
واستنكرت أبرار الشائعات التي تتناقلها الوسائط الإعلامية وقالت: (يقولون أشياء كثيرة عني، منهم من يقول إني حبشية، ومنهم من يقول إني طبيبة، ولا أعرف من يأتي بهذا الحديث).
ونقل نائب رئيس شبكة شموس، الشفيع محمد علي الذي زار أبرار في غرفتها، أنها في صحة (ممتازة)، واستحسنت المعاملة التي تتلقاها داخل السجن، والرعاية الصحية المتوفرة لها، وأكدت بقولها: (ما محتاجة لأي شيء.. جردلي مليان مديدة).