* ارتفعت أصوات العقلاء في مصر تحت مظلة مبادرة (لم الشمل) وبناء المصالحة الوطنية وعدم إقصاء أي طرف من القوى السياسية الفاعلة من المشاركة في صنع مستقبل الحكم في مصر، وهذا ما ظللنا نبشر به وندعو له منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر التي أتت بالرئيس السابق في ظروف مشحونة بالاستقطاب بين قوى التغيير والحرس القديم.
* لا نريد هنا تقليب الأوراق القديمة التي أسفرت نتائجها لصالح قوى التغيير رغم اختلاف أحزابها وبرامجها؛ فهنالك واقع جديد في مصر يحتاج أكثر إلى (لم الشمل) وبناء المصالحة الوطنية لحقن دماء المصريين واستكمال ثورة التغيير الديمقراطية بعد إكمال الفترة الانتقالية التي نحرص على أن تنجز مهامها بسلام.
* مرة أخرى نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لمصر؛ ولكننا نحرص على أمنها واستقرارها وأن تجاوز حالة الاستقطاب الحادة القائمة الآن، بتداعياتها الخطيرة التي تهدد ليس فقط النسيج الاجتماعي المصري وإنما مستقبل السلام في المنطقة بأسرها.
* بذات القدر ننظر بأسف لما يجري في سوريا من نزاعات ومعارك يدفع ثمنها الشعب السوري في دوامة جهنمية مازالت مستمرة حتى في هذا الشهر الفضيل الذي فرض الله علينا صيامه لحكم روحيه وإنسانية تهدف للسمو بالنفس خاصة في تعاملها مع الآخر؛ نسأل الله أن يهديهم لصيغة تصالحية توقف نزيف الدم السوري وتفتح المجال أمام حل سياسي سوري تتراضى عليه كل الأطراف السورية.
* نحن أيضاً في حاجة ماسة للإنتباه إلى الإنسان السوداني الذي صبر على الخلافات السيلسية والنزاعات المسلحة التي استمرت حتى بعد انفصال الجنوب بلا طائل، وظل يدفع وحده ثمن كل هذه الخلافات والنزاعات في حياته اليومية ومن جيبه المستنزف من كل الجهات.
* إننا ننتهز فرصة إشراقة شهر رمضان المبارك وندعو الفرقاء في بلادنا وفي مصر وسوريا إلى التنادي بإخلاص وتجرد للاتفاق على كلمة سواء بينهم تبدأ بحقن الدماء ووضع القضايا الخلافية على مائدة مستديرة يجتمعون عليها، بهدف الوصول إلى اتفاق قومي حول القضايا العقدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، والخروج بأجندة قومية يتنافس على الالتزام بتطبيقها المتنافسون ديمقراطياً بعد دفع استحقاقات التحول الديمقراطي، حتى نخرج أهلنا وبلادنا من هذه الدائرة الجهنمية التي تهدد البناء الاجتماعي الداخلي ومستقبل السلام في بلادنا وفي المنطقة من حولنا.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني