نعم، تبتْ يدُ المستحيل في الخرطوم التي طال ليلها، تالله لو أطلقتم يده من الأغلال لاشترى شِبْلُكم غسّان فريق مازيمبي بطائرته، ولاعبيه وطاقم مدربيه..! فمن يستكثر عليه الـ 48 مليار، وهو: عدّادُو رامِي مِنْ يومْ قالْ واي، بما مقداره 2 مليار في العام، عدا الأرباح، وعدا الأصول الثابتة والحسابات الأخرى غير المرئية..!
كنا نقرأ في زواهر أيامنا، مثلاً إنجليزيا يقول: «إن فلاناً وُلِدَ و في فَمه ملعقة من ذهب»، وكنا نضرب مثلاً لذلك بأولاد المراغنة وأولاد أبو العلا، و نُسودِنُ الحِكمة الإنجليزية بأنها مأخوذة من كتاب ثقافتنا الشفاهية، الأدق تعبيراً: «قامْ مِنْ نومو، و لِقَى كومو».. لكن حكاية الشِبْل غسّان، أثبتت أن شِبْلَهمْ هذا لا يعرف النوم،، فـ«الجنّا، عدّادُو رامِي من زمن.. وما تَعَرِفْ، متين الشويفع دا لِحِقْوا دخلوهو الروضة، وقرأ ثمان سنوات في مدارس الأساس وثلاث سنوات ثانوي، والتحق بالكلية سِتْ الاسمْ وتخرّج بدبابيره وعمره 20 سنة..!
متى التحق الشِبْل غسّان بعِزة السودان، و أين قضى الخدمة الإلزامية، وكيف اهتدى إلى مكتب الوالي، وبأي شهادات خبرة استوعبه نبي الله الخِدِرْ..! أغلب الظن أن ثروة الشِبْل، لم تهبط عليه خلال أربع سنوات، ولو صح هذا الافتراض، فمعنى ذلك أن شِبْلَهمْ كان دخله خلال الأربع سنوات 48 ملياراً، أي أن عدّاده يرمي في العام، بمتوسط مقداره 12 مليار، أي أن راتبه الشهري بحساب الورق المطبوع هو مليار جنيه، كأعلى راتب داخل الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية، بما في ذلك الرواتب المُعلنة للرؤساء والوزراء..!
بس المشكلة في مثل هذا النوع من الحسابات، هي أن الشِبْل غسّان لم يكنْ رئيساً ولا وزيراً، بل كان موظفاً عادياً، فوق ليهو ناس تانين، وفوق رئيسو نبي الله الخدر ناس تانين ..!!
هذا من حيث الحساب البسيط للمال السائل المُعلن عنه.. أما في مجال الشُغلْ في الميدان ، فإن ما يُقلِق مضاجع المراقبين، هو أن الشِبْل غسّان ، 24 عاماً، كان يجدُ متسعاً من مشاغله المليارية ليأتي إلى مكتبه في الدوام اليومي، و يجوب الطرقات مع المستشمرين، ويعاين على الطبيعة، الدكاكين الناصية والمزارع والعربات.. وإن ذهب خيالك معي إلى الافتراض الثاني، بأن الشِبْل غسّان كان يعمل قائداً لفريق عمل محترف، فهذا يعني أن ذاك الفريق المُحترفْ، به أشبال وشنابلة، وكلهم لديه من هامش المليارات ما يقيم أوده..!
والحق لله، فإن هذا الافتراض الأخير معقول، لأن هيئة الشِبْل غسّان، تؤكد على أنه ما بيحوم في الحر ..! فهو لم يُرسِل بعدُ، شارباً كثاً أو دقناً، وربما يكون الشِبْل غسّان، قد ادّخر دقنه الدائرية لكم في الأيام التالية..! لكن ما يبدو لي في لحظة تأمُل، أن الجنّا دا، التّقول زول.. وحتى لو كان كوزاً في حُلل البريق، فينبغي علينا الاعتراف بمهاراته الفائقة..! علينا أن نختلف جذرياً عن ناس الوِلاية: الجنّا يتعب ليكم التعب دا كلو، جمع ليكم القروش دي كلها، وفي النهاية تدخلوهو في سين وجيم..؟
ألمْ يُصلِي الصبح حاضراً معكم؟!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]