فلو أفرغت تلك الأجهزة «الغبية» كل ما تحوي لانتهُكت أعراض وهُدمت أسر وشُرد أطفال وتفكك مجتمع. وقدر هؤلاء الشباب أنهم انضموا لأعظم مؤسسة سودانية مشهود لها بالانضباط والوقار، فالشرطة التي خرَّجت الأفذاذ من خيرة أبناء الوطن وعمرها زاد عن مائة ورحمها ما زال ولوداً فإنها قادرة على حسم أي مظهر غير لائق، فقد اتخذت الشرطة إجراءات صارمة وحاسمة ضد منسوبيها الذين رأت أنهم تصرفوا تصرفاً لا يليق رغم أن التصرف المحدود لا علاقة له بأي عمل شرطي يمس أمن أو حق المواطن، وتتجه بعد فصلهم عن الخدمة لإحالتهم لمحاكمة عادلة.
بالشرطة رجال يأكلون النار وهذه ليست صفة نطلقها على عواهنها، فشاهدها بلاغ رسمي لحريق اندلع بمنطقة الفتح عندما وصلت دورية النجدة قبل الدفاع المدني، فقام أحد الجنود عندما سمع صراخ أطفال بتغطية جسده النحيل ببطانية واقتحم ألسنة اللهب وخرج عارياً يتلظى باللهيب وهو يحمل طفلين داخل بطانيته، المشهد على روعته أبكى الحضور وأطلق الزغاريد وسط الكارثة، ولكم تنشيط الذاكرة عندما استشهد العقيد محمد عبد العزيز وغيره من الكرام، نذكر بذلك عندما يحاول البعض خذلان الشرطة ومعاقبتها بمجموعة مارست خصوصيتها داخل ثكناتها. فـ «الشرطة» سادتي، جزء من مجتمعنا الكبير المبتلي بكثير من الظواهر السالبة، ودونكم مراجعة اليوتيوب لرؤية رقصة الطالب الجامعي الذي يقارب عمره لأولئك الأفراد ولقبه «الشيطان» وهو يرقص في محفل عام وأمام ناظري والديه والكثير من الخريجين، وفي الذاكرة أيضاً تلك الطالبة التي دخلت المسرح على أنغام شاكيرا وهي ترتدي «شورت»!!
أفق قبل الأخير
محاكمة هؤلاء الشباب وفصلهم من الخدمة فقط أمر منقوص، ويتوجب متابعته لمعرفة من انتهك هذه الخصوصية وحاول طعن الشرطة في مقتل.
أفق أخير
الفارق كبير بين الرقص بزي شاكيرا والميري.
صحيفة الإنتباهة