والأسوأ من ذلك أن ما رشح في الأخبار بخصوص الانتخابات المصرية الهزيلة هذي هو أن من لم يصوّت يُحكم عليه بدفع غرامة قدرها خمسمائة جنيه مصري، وطبعاً هذا المبلغ الكبير ينتظر من العدد الكبير الذي صوت لمحمد مرسي والذي يقاطع الآن الانتخابات «الاستهبالية» هذي.. ترى ما هو رأى شيخ الازهر في هذا القرار؟! واذا لم يدفع هذا المبلغ الذين انتخبوا دكتور مرسي الرئيس الشرعي المنتخب، ماذا سيحدث؟! وهل جاءت فتوى شيخ الأزهر بأن التقاعس هو عقوق لمصر لتضفي شرعية على قرار الغرامة؟!
أما العالم العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، فهو بكل موضوعية واضحة جداً يعتبر أن الانتخابات التي تجرى الآن في مصر ليست إلا خدعة للناس، والمراد بها اقناعهم بأن مصر دولة ديمقراطية. وهذا ان كان يراه شيخ الازهر في قرارة نفسه فهو لا يدرجه في تصريحاته الرسمية لسبب معروف طبعاً. فاذا كانت تصريحاته حول الاستهبال الانتخابي شبيهة بتصريحات القرضاوي فهذا يمكن ان يكلفه منصبه.. ولكي يحافظ عليه كان لا بد من هذه الشطحة السياسية. فمصر بعد إطاحة مرسي الرئيس المنتخب وتقويض الحياة الديمقراطية ما عادت وطن الحقيقة. هذه الانتخابات المضحكة التي تجرى فيها الآن ليست حقيقية، ولا توجد انتخابات حقيقية أصلاً، فكل الذي يريده الانقلابيون هناك ومن يقف خلفهم كرهاً في الإسلاميين هو ألا يقال أن إبعاد الاسلاميين يعني ابعاد الديمقراطية.. نعم هذه هي الحقيقة فإن إبعاد الإسلاميين في مصر من الحكم يعني ابعاد الديمقراطية. لقد وصلوا إلى السلطة بالديمقراطية ومعهم ذهبت الديمقراطية. إن الديمقراطية المصرية مسجونة مع مرسي. أليس هو الرئيس المنتخب؟!
أو ليس السيسي سيكون الرئيس المنقلب وليس المنتخب بدليل فشل العملية الانتخابية لدرجة فرض غرامة على المتقاعسين على التصويت واتهامهم بممارسة عقوق الوطن؟! أية دولة في العالم تعاملت مع رافضي التصويت كموقف لهم كما تعاملت معهم الدولة المصرية الحالية ومؤسستها الدينية «الأزهر»؟!
مازال الشعب المصري يتأثر بالشخصية الكارزمية دون أن يفحصها تماماً.. واكتشف أخيراً ان عدوه عبد الناصر والسادات وسوف يكتشف ان السيسي ايضاً عدوه لأنه قوَّض ديمقراطية شعب مصر.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش