موجز تفصيلي
تحدث أحمد هارون بداية بتقديم موجز تفصيلي بعد توزيع الكتيبات على جميع الحضور، مرحباً بهم وموضحاً أن عدد سكان الولاية يقدر بحوالي «2,5» مليون نسمة، وأن الولاية تأثرت كثيراً بالنزاعات والحروب، وعدد كبير من البنيات الأساسية بها تدمرت كلياً نتيجة لذلك، فضلاً عن أن الجفاف وشح المياه جعل عدداً كبيراً من السكان والشباب يهجرونها للعمل في مناطق وحقول التعدين. وامتد التأثير على الرعاة، ما اضعف من إنتاجية الثروة الحيوانية. الولاية تعاني من عدد من الإشكالات اولها مشاكل شح المياه، فشبكات المياه والابار في المدن تغطي «58%» من احتياجات السكان، اما الحضر فشح المياه كان له الاثر السلبي على اكتر من «60% » من السكان. اما معوقات التنمية الثانية التي واجهها الوالي فتمثلت في تهالك المستشفى وعجزه عن تقديم العلاج للسكان، خصوصاً مرضى الفشل الكلوي بالولاية، اضافة الى ذلك عانت الولاية من وعورة الطرق والبنى التحتية.
انطلاقة المشروع
مبادرة نفير شمال كردفان بدأت بعزيمة وارادة قوية من ابناء المنطقة، وبدعوة اطلقتها رئاسة الجمهورية للنهوض بالولاية وهو التزام وعهد اطلقه الرئيس في لقائه بابناء كردفان بعاصمة الولاية الابيض، حيث التزم بان يقابل الجنيه بأربعة جنيهات على ان ينصب الدعم في سبيل تحقيق نهضة الولاية بالتركيز على توفير مياه الشرب والصحة والطرق كاولويات للنهضة، بدأ تنفيذ مشروع نهضة شمال كردفان بان ألزمت الولاية جميع الدستوريين واعضاء المجلس التشريعي بالتبرع شهرياً ب«25 %» من المرتب الشهري للوالي والدستوريين و «20 الى 10 % » من مرتبات اعضاء اللجان، ومرتب يوم للعاملين ونصف يوم من العساكر، وان يتم تحصيل رسوم تتراوح بين الجنيه الى نصف الجنيه عن كل جوال دقيق ومحصول زراعي، كما شارك طلاب المدارس بجنيه شهرياً حتى أمهاتنا وبائعات الشاي ممن يعملن في الوظائف الهامشية التزمن بان يتبرعن بثمن كوب شاي لصالح النفير. وهكذا وفرت الولاية ما يربو عن المليار جنيه شهرياً لصالح النفير. كما تبرع احد الخيرين السعوديين بمبلغ خمسة ملايين دولار لصالح تأهيل مستشفى الابيض وتوفير ماكينات غسيل الكلى للمستشفى.
مشروعات قيد التنفيذ
هارون أكد أن أهم المشروعات التي بدأ العمل بها هي مشروع مسجد الابيض العتيق، الذي أسس قبل اكثر من مئة عام، فتم تأهيله واكتملت تقريباً أعمال الصيانة به بحيث بات بامكانه استقبال ستة آلاف مصلي. اضافة الى التوسع فى إنشاء وتحديث شبكات المياه القديمة واستبدالها وحفر اكثر من « 18» بئراً للمياه بالتعاون مع ادارات المياه ووزارة التخطيط العمراني والبنى التحتية. وشملت اعمال الصيانة تأهيل وتوسيع عدد من الطرق الداخلية والتي قدرت مساحتها بحوالي «30» كيلو متر تقريباً . اضافة الى تأهيل استاد الابيض ورعاية الفرق الولائية «هلال الابيض ومريخ ام روابة».
اهتمت الولاية و-الحديث لهارون- بمشروع النفير بتأهيل المدارس وصيانتها وتوفير الاجلاس والكتاب المدرسي لآلاف الطلاب بالمدارس الابتدائية والثانوية. جميع هذه المشروعات التي نفذت وجاري العمل في بعضها، استعرضها أحمد هارون أمام البرلمان تفصيلاً بصور توضح الموقف الآن والتواريخ اللازمة لاكتمال المشاريع، واختتم الوالي حديثه بتقديم الشكر للجميع ممن ساهم وشد من أزر الولاية للنهوض اقتصادياً وتذليل المعضلات.
تصفيق من الحضور
في ختام حديث الوالي هلل الحضور وكبروا وصفقوا جميعاً، تعبيراً عن الرضا التام والسعادة البالغة بتجربة النفير والانجازات التي تمت بالولاية، فأتت مشاركة الاعضاء البرلمانيين في امتداح الفكرة والمشروع، وقسَّم رئيس الجلسة الفرصة للمشاركة وفي الصفوف الامامية للمنصة أتيحت الفرصة للنائب الاول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه، فتحدث مادحاً التجربة وقائلاً للحضور هذا هو ابن الإنقاذ أقولها لكل من انتقد وهاجم الإنقاذ إن الإنقاذ غرست وقدمت نهجاً ونماذج كثيرة للوطنيين ومنهم ابننا الشاب أحمد هارون، وما يحدث مفخرة لنا ونتمنى أن يحذوا الجميع هذا الحذو. ورد بهدوئه المعهود وذكائه الحاد بتهذيب على حديث عواطف الجعلي التي طالبت خلاله بمنع استضافة المجلس للوالي، بأنه من المفترض بالقانون وروح القانون المساعدة بتقديم مثل هذه التجارب وتجاوز اللوائح العقيمة. مشاركة اخرى تحدثت فيها سعاد الفاتح عضو البرلمان مشيدة بجهود الوالي ومضيفة الى حديثه بعض المقترحات التي تدعو للاهتمام بالمرأة والطفل ومحاربة غلا المعيشة بالاكتفاء الذاتي ومشاريع التمويل الاصغر، ودعت بأن يوفق المولى عز وجل الوالي في جميع خطواته للنهوض بالولاية. وزير الإعلام أحمد بلال شارك بالجلسة مؤكداً ان مجلس الولاية يضم عدداً من المعارضين للدولة وانه كواحد من أبناء المنطقة يدعو الجميع لانتهاج هذا المنهج والعودة الى النفير، داعياً المجلس الوطني لفتح ابوابه لاستعراض تجارب أخرى ناجحة لعدد من الولاة بولايات السودان وفي مقدمتهم ولاية البحر الاحمر.
المواطن سوارالذهب
ختاماً تحدث المشير عبد الرحمن سوار الذهب معرِّفاً نفسه بانه المواطن عبد الرحمن سوار الذهب من أبناء كردفان قالها بفخر متحدثاً عن التجربة وعن استقطاب الوالي الشاب أحمد هارون له وحرصه على لم شمل ابناء الولاية وتخطى المستحيل من اجل انجاز الممكن.
رغم تجاوز الجلسة للزمن المحدد لها بساعتين الا ان بشريات الامل ودلالات الانجاز كان لها الوقع الايجابي المميز للحضورالكثيف خصوصاً من الاعلاميين فأكثر من «10» رؤساء تحرير شاركوا بالجلسة.
صحيفة الإنتباهة
تقرير: ابتهال ادريس
ع.ش