واضاف «بكل اسف الدول العربية انشغلت عن السودان ولم تعط السودان الاهتمام الكافي الذي كان يمكن ان يساعد على بقاء السودان قوياً». ووصفت الخارجية ان العلاقات السودانية الإيرانية بـ«العادية» ومن الواضح ان المرافعة فيما يتعلق حول العلاقات مع ايران بحكم انها تقف حجر عثرة في بعض علاقات السودان ببعض الدول.
وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها السودان الى تشويه صورته ونقل المعلومات الخاطئة عنه قبل عدة سنوات قامت بهذه المهمة دولة جوار وحاولت جاهدة ان تثبت ان السودان بؤرة للارهابيي،ن وظل يعض شفتيه غيظاً لانه لم يحدث ما يؤكد حديثه، وكذلك هناك من حاول جاهداً أن يشير الى أن السودان يتخذ اجراءات عنيفة ضد السودان.
الاتهام بدأ يتجدد بعد ذلك للسودان منذ المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري المعزول حسني مبارك. ولكن هناك حقيقة اخرى علينا ان لا نتجاهلها وهي ان المخابرات الاجنبية استطاعت اجتذاب بعض السودانيين ليقوموا بأدوار التطرف ما رسخ الفكرة، وآخرون علمتهم كيف يشوهون صورة وطنهم ويحاربونه بواجهات مختلفة وفي تقديرنا ومع اهمية العلاقات بين السودان ودول الخليج فهل الخارجية تكون اكثر شفافية وتقدم المعلومات،وتقوم بفضح هذه الدول التي تسعى لتشويه صورة السودان.
ويرى القيادي بالمؤتمر الشعبي والمحلل السياسي أبوبكر عبد الرازق ان سبب الازمة الحالية بين دول الخليج والسودان يتمثل في موقف السودان من دول الاقليم واوروبا وامريكا التي يصفها عبد الرازق بغير الواضحة ويشير عبد الرازق الى ان علاقة الحكومة السودانية بالاخوان المسلمين في مصر وتأييدها للحركات الاسلامية في الوقت الذي يرفض فيه العالم هذه العلاقة مع اخوان مصر، ويطالبها بتأييد واضح للانقلاب العسكري بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي على حد تعبير عبد الرازق الذي مضى في حديثه مطالباً الخارجية السودانية بأن تعلن عن نفسها ووجهتها السياسية والفكرية داخلياً وخارجياً وكذلك اطلاق باب الحريات والتي يتفق كافة المراقبون في كونها الطريق المعبد للوصول الى علاقات جيدة مع أمريكا والدول التي تقع تحت نفوذها وقال عبد الرازق إن القرارات الداخلية للحكومة تتنافر مع رغبات الخارجية في إشارة واضحة عن مصادرة للحريات وغيرها لذلك فإن البعد المحلي يلقي بظلاله على البعد الدولي. مؤكداً على اهمية العلاقات الخارجية والتي اهتم بها الإسلام في بداية دولته ودعوته واستدل عبد الرازق بذلك بالآية الكريمة «غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين» وهذه الآية تعكس مدى اهتمام الاسلام ودولته الاولى في عهدها بالسياسة الخارجية وما يدور بها.
وخالف د. إبراهيم محمد إبراهيم المحلل السياسي أبوبكر وآخرون الرأي حول ما أثير، وما يتعلق بإخوان مصر. مشيراً الى ان المعلومات الخاطئة التي تنقل عن السودان ليست سبباً في الازمة بين السودان والخليج، وان السبب الاساسي والمباشر هو علاقة السودان بإيران والتي تعتبرها دول الخليج العدو الاول مطالباً السودان بأن يتجه بعلاقاته الى حيث تتحقق المصلحة، لكن د. جمال رستم المحلل السياسي والاكاديمي يرى ان التوتر في العلاقات السودانية الخليجية بدأ منذ وقت مبكر يؤرخ لها بحرب الخليج الثانية في 1991 عند اجتياح العراق للكويت ويشير رستم انه برغم موقف السودان المحايد واعتبارات ان القضية يجب حلها داخل البيت العربي، وقوفاً الى جانب صدام حسين اضف الى ان النظام الاسلامي لحكومة السودان وعلاقاته بإيران بجانب المشاكل والحروب الداخلية التي يعاني منها السودان، واتهم رستم ما وصفه بالانقلاب في مصر بأنه كان خصماً على علاقات السودان بالخليج، وكذلك العلاقات السودانية القطرية وطالب رستم السودان بضرورة الانتباه الى الأهمية والمكانة التي تتمتع بها السعودية والامارات باعتبارهما اكبر دول المنطقة.
ومن الواضح أن المحلليين اتفقوا على أن السبب الحقيقي في تشويه صورة السودان وتوتر العلاقات بينه والخليج تتمثل في علاقاته التي وصفها البعض بالغامضة مع إيران وطالب المحللون والمراقبون الحكومة بمواقف واضحة تجاه الملف الايراني، أضافه أن السودان يتجه نحو المصلحة التي تمثل لغة التفاهم والود بين كل دول العالم التي تراعي مصالح شعوبها.
صحيفة آخر لحظة
فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY]