قلم وساعد تكتب: من الغباء وضع بيض قضية حلايب وسد النهضة والانقلاب على الديمقراطية في سلة إعلام التطبيل

مايعرفه المصريون عن السودان مشوه في أغلبه ومخلوطاً ببعض الأكاذيب المتعمدة، والمعلومات غير الدقيقة أحيانا أخري ومعظمها صادر عن أجهزة الإعلام الرسمية التي تنقل وتروج ماتختلقه أجهزة الاستخبارات المهيمنة علي الدولة وأمنها المائي منذ عهد نجيب وناصر إلي يومنا هذا. ومن بينها ملف العلاقات مع السودان باعتباره ملفا حساسا نظراً لأهميته في إدارة (الأمن المائي )المتدفق من الهضبتين الأثيوبيه والإستوائية.
وهذا العامل بالتحديد هو الذي يحكم انفراج وانقباض العلاقة بين القطرين في كثير من الأوقات إن لم تكن كلها جميعاً. فأمر إدارة ملف المياه أسند للدولة المصرية من المستعمر الانجليزي مكافأة لها في مشاركة تمويل وغزو السودان وإخضاع بقية دول الحوض الاستوائي للاستعمار!!
السؤال هنا هل استطاعت الدوله المصرية وأجهزتها من إدارة هذا الملف بنجاح واقتدار أم أنها فشلت وتعثرت في إدارته خلال القرنين الماضيين؟
الواقع يؤكد الفشل التام !!! خصوصاً والكل يعلم بأن اثيوبيا استطاعت الانتهاء من تشييد 34% من سدالألفية الاثيوبي وعجز أي طرف من الأطراف الأخري علي فعل شئ مؤثر ماعدا رفع الأصوات والثرثرة الكلامية وحملات أكاذيب (الإعلام المصري) التي طالت السودان حكومة وشعباً.
والمؤشرات تقول بتراكم الأخطاء التاريخية بعضها فوق بعض لترسم الموقف السياسي الحالي والمتأزم . فهم الذين خلقوا وروجوا الأكاذيب والإشاعات الصغيرة ومنها علي سبيل المثال لا الحصر الآتي:
1-السوداني كسول لايعمل إلا كبواب أوطباخ في قصر الباشا أو الملك المصري.
2-يعيش السودانيون بالملايين وسط اخوانهم المصرين كمواطنين.
3-مصر والسودان(حتة واحدة) لأنها كانت مملكة واحدة يحكمها فاروق.
4-حلايب وشلاتين ومساحه 380 كيلو متر شمال حلفا تابعة لمصر.
5-اسم السودان في الإعلام المصري (مؤنث) والسودانيون (اخوات).
ولاتغيب عن فطنة القارئ بأن كل هذه ترهات صغيرة وأكاذيب متعمدة ومعلومات مغلوطة لاتقدم ولاتؤخر في شئ !! لكنها بكل أسف تشاع وتبث في الإعلام والمسلسلات الهايفة والسينما المصرية لعشرات السنين,لتظهر (الدولة المصرية) كصاحبة فضل في إعاشة واحتواء ملايين السودانيين لأنهم كسالي وغير منتجين لحاجة في نفس أجهزة المخابرات وواقع الحال يقول بأن أعداد هولاء العمال في فترة تاريخية معينة كانت مصر فيها بخيرها كان لايتعدي المئات!!ووجود أغلب السودانيين بمصر دائماً (مؤقت ) وهم بمئات الألوف إما للسياحة أو العلاج أو الاستثمار ويعيشون بحر مالهم وعملاتهم الاجنبية والبقية من الإخوة النوبيين المصريين أبناء البلد (الاصليين) وأصحاب الحضارة الفرعونية لكن الأجهزة إياها مصابة بعمي ألوان يحجب عنها هذه المعلومات البسيطة ,إنها الفهلوة البلهاء.
إن موقع مصرالجغرافي هو الذي سيّر إليها الغزاة من كل مكان وزمان وآخرهم المملوك الألباني (محمد علي) الذي حكم مصر والسودان باسم الدولة العثمانية ومصر نفسها كانت محكومة باسم (الباب العالي) تركيا ومستعمرة انجليزية تماما كالسودان وإن ادعاء حكم مصر للسودان كاذب,, ومغالطة تاريخية تعكس عبط وجهل من قالوا بها. وإن عقدة العقد الأولي وقمة سنامها هي المحاولات التقليدية الفاشلة.
لإدارة (ملف المياه) من قبل الأجهزه الأمنية ، تفرعت منها العقدة الثانية وهي الحرب السرية لمنع السودان واثيوبيا من إقامة السدود علي النيل وروافده ومنع التوسع الزراعي الأفقي متغافلين عن حق الشعوب لبناء نهضتها وتوفير الغذاء للجميع.
بكلمات قليلة وبساطة شديدة فإن توزيع المياه العادل لتحقيق التنمية الزراعية وإقامة السدود والتوليد الكهرومائي للطاقة (حق) مكفول لشعوب حوض النيل يقتضي أولاً (التعاون) ثلاثي الأبعاد ، والمشاركة في تمويل وبناء وإدارة سد النهضة وإدارة ملف المياه المخزونة خلفه والمساهمة في إنشاء وإقامة النهضة الزراعية بالسودان وتمكينه من استكمال بناء سدوده وأخذ نصيبه من المياه بالإضافة إلي ديونه ومستحقاته القديمة المتراكمة علي مصر ويشكل الحل العادل والمقبول ، لأن مياه النهر كافة للجميع بالرغم من ادعاءات الفقر المائي والأصوات العالية ، فهي غير مبررة للسطو علي موارد الشعوب وإهدارها كما حدث بالصحراء الغربية.
هناك مشاكل.. نعم !! هناك مصالح ومنافع وتكامل .. نعم!! هناك اختلاف في وجهات النظر والتوجه السياسي .. نعم !! هناك رواسب وأخطاء تاريخية ومشاكل حدودية وتنافس علي المياه وإدارة ملفها .. نعم !!
لكن كل هذا وغيرها من المشاكل يمكن أن تحل بالحوار والجلوس علي مائدة المفاوضات والأخذ والرد والدبلوماسية الشعبية والرسمية بين دول الحوض. أما طريقة وأسلوب الإعلام الفهلوي فلن يقدم حلولاً بل قطعا سيزيد الطين بلة. السودان في غني عن هذا و لاوقت لدينا لإضاعته فيما لايفيد . والله من وراء القصد.
بقلم : ود نـــبــــق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2)

أما آن لهذا الجار أن يرعوي ؟!
لو كان هذا الجار ذكيا لعلم أن جاره قد وعى ، وأنه قد جاءت للدنيا أجيال لن تسكت على ضيم ، وأن سنة الله هي التغيير .
لو كان هذا الجار ذكيا لوقف وتفكر في التحدي الأثيوبي ، ولعلم أنه كما تحدت أثيوبيا فالسودان أجدر بالتحدي .
لو كان هذا الجار ذكيا لاستمع إلى الأصوات الحكيمة فيه ، ولتجاوز الإعلاميين الأغبياء أمثال هيكل وتوفيق وغيرهم .
لو كان هذا الجار ذكياً لاستفاد من مهادنة النظام المسالم الذي لايريد إشعال الفتن في هذا الوقت الحرج .
لكن يبدو أن هذا الجار نظره لا يجاوز موطئ قدميه والشواهد كثيرةٌ متضافرةٌ تدل على عجرفة غبية وأولها طريقته في حل مشكلة سد النهضة التي هي مشكلته وحده فنحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل حتى ولا دجاجة لنا فيها.
طريقة الجار في الحل طريقة عنترية ما أجدته شيئاً ، فأثيوبيا مضت فيما هي فيه .قام إعلامهم الأرعن بفبركة مكشوفة جاهلة حين أدعى أن السد سيؤثر على الكعبة المشرفة ، دون رجوع للأحاديث النبوية في ذلك ، ولا قراءة في التاريخ ، ظناً منه أنه سيستقطب المسلمين لحماية مقدساتهم ، ولكنها صيحة ضاعت في وادي العدم لأنها لم تملك سنداً تتكئ عليه . ولم ينسَ ذلك الجار كالعهد به أن يسلق السودان بلسانٍ جارحٍ ، كأنما الذي يقوم بالمشروع هو السودان على طريقة اطعن الفيل في ضله !
وشاهد آخر على رعونة المعالجة إثارة مشكلة حلايب في وقت ينتظر فيه أن يساعده السودان في موضوع السد ! فكيف بك تحتل أرضي وتصر على احتلالها وترجو مني أن أساعدك ؟! أهو غباء منه أم استغباء لغيره ؟!
أما قناعتي الشخصية فتتلخص في أن هذا الجار لم ولن يتعلم مما يمر به وأن الزمن سيتجاوزه وسيجد نفسه جزيرة معزولة في محيط من التخلف إن لم يتدارك أمره .

بقلم : د/ غريب الدارين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3)

جــار بـــلا جـــوار :
لا ادري سر ارتباط كل مايحدث علي الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو حتي السياسي بالمفاجأة للجميع علي الرغم من السيناريوهات مرتبطة ببعضها . تصاعد وتيرة النزاع حول حلايب مع الجارة مصر لانها أبدت امتعاضها من موقف السودان تجاه سد النهضة مضافاً إليه الخطاب العام للسودان تجاه انقلاب السيسي وما حدث في مصر من تغييرات في أحوالها في الثلاث سنوات الاخيرة خلال موجة الربيع العربي التي غيرت خارطتها السياسية ثم ما لبثت عادت أدراجها ، يجعل كل هذه القضايا مرتبط ببعضها البعض.
والمتمعن في تاريخ العلاقات يلاحظ أن السودان لم يصعد القضية حتي بعد اعتقال السلطات المصرية بل ووفاة رئيس مجلس حلايب السابق وفقًا لما أوردته صحيف الأهرام اليوم بتاريخ 22/4/2010 في خبر أورد نصه كالتالي :
” أبدى عدد من الناشطين من أبناء قبيلة البشاريين في حديث لـ(smc) قلقهم على مصير ثمانية من أبناء المنطقة الذين لازالوا رهن الاعتقال في السجون المصرية بعد وفاة المواطن الطاهر محمد هساي (40) عاماً رئيس مجلس حلايب السابق مؤخراً في إحدى مستشفيات القاهرة والذي تم اعتقاله قبل عامين بعد اتهامه بتهريب السلاح إليه ليصبح بذلك عدد الذين ماتوا في السجون المصرية (5) سودانيين.
والمعتقلون في السجون المصرية هم:
طاهر محمد هساي شقيق المرحوم الطاهر وتم إطلاق سراحه عقب وفاة شقيقه لكنه يتعرض للاستدعاء المتكرر، هاشم عثمان (سنتان في السجون المصرية)، محمد عيسى سعيد (6 سنوات)، محمد سليم (5 سنوات)، محمد حسين عبد الحكم (سنتان)، علي عيسى أبو عيسى (5)سنوات، كرار محمد طاهر (سنتان) ومحمد طاهر محمد صالح الذي ظل معتقلاً منذ سنتين.” ( خبر منقول ).
ولم نشهد من القيادة السياسية في البلاد تعقيباً أو شئ من اللهجة الحادة نوعاً ما في ظل التخوف من توتر العلاقات وخلق أزمة أخري مع الجارة مصر وأعتقد أن الهدوء الحذر الذي تتعامل به القيادة السودانية مرده للتخوف من تحتضن مصر الحركات المسلحة أو الاحزاب المعارضة ان أبدى السودن مجاهرةً بالعداء. بعد سقوط القذافي أحد الداعمين لحركات دارفور يتجنب السودان خلق عداوات في المنطقة لا يصب في صالح مايصبو اليه. ولكن الي متي تظل قضية حلايب معلقة في ظل عدم اكتراث الجانب المصري أوحتي خروج تصريح يفيد بالرغبة في الوصول الي نقطة التقاء ، مصر التي أوغلت في دهست الديمقراطية والحرية لن تتواني أن تتوغل أكثر ان سمح السودان لها بالولوج أكثر تصريحاً أو تلميحاً خصوصاً بعد الوعكة التي تعاني منها العلاقات .هل ياتري سنشهد تدخلاً دولياً في قضية حلاليب وسد النهضة أم ستظل القضايا تدور في المربع الأول منذ بداية الأزمة ؟! .

بقلم : فــارس عـبـدالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
– للتواصل معنا : [email]galamwasaed@gmail.com[/email] – كن عضواً فاعلاً وشارك معنا في إعداد مقالاتنا القادمة
– قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
– للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا

Exit mobile version