وكان اللاعب الأخ فهد اتصل بي ثاني يوم ليقول إنه تحدث مع الخليوي عصرا وكان قد أنهى عمله في تدريب الصغار فطلب فهد من الكابتن محمد أن يمر عليه على المكتب ولكن محمد كان يشعر ببعض التعب وقال إنه سيذهب للمشفى أو المستوصف أو أية عيادة سيجدها أمامه.. ذهب للعيادة ولم يجدوا معه شيئا فاتصل بفهد وقال إنه سيرتاح قليلا وتواعدا على اللقاء ليلا.. ولم يأت الليل بالنسبة للكابتن محمد خليوي كما لم يأت مهرجان اعتزاله الذي تأخر وتأخر وتأخر لتكون الباقة على قبره وليس بين يديه. صحيح أن من يعرفون الكابتن محمد سارعوا لنعيه والناديان اللذان لعب لهما اتفقا بسرعة على إقامة مباراة على ذكراه.. وللأمانة فقد كان المُبادر هو الأمير فهد بن خالد الذي غرد بمقترحه على تويتر ثم اتصل برئيس نادي الاتحاد المهندس محمد الفايز الذي رحب بدوره بالفكرة واتفق الرجلان لأن المبدأ نبيل والفكرة لا يمكن رفضها… ولكن ؟؟؟ يبقى هناك عشرات الأسئلة التي لم أجد لها إجابات صريحة.. وأولها لماذا لا نُقيم مهرجانات اعتزال اللاعبين بعد أيام أو أشهر من اعتزالهم وليس بعد سنوات وسنوات طويلة حين يكون جيل كامل قد نسي من هم وماذا قدموا لأنديتهم ومنتخبات بلادهم ؟ صحيح أن ذكرى البعض بقيت عالقة في الأذهان حتى لو أقيمت مهرجانات اعتزالهم بعد عقد ونصف من اعتزالهم مثل الأسطورة ماجد عبدالله الذي حضرت حفل اعتزاله في الرياض وشاهدت بأم عيني خمسة وسبعين ألفا في الملعب وأكثر من خمسة وعشرين ألفا خارجه وللأمانة ثلاثة أرباعهم لم يُعاصروا زمن ماجد ولم يشاهدوه يلعب.. ولكن ليس كل اللاعبين ماجد أو سامي الذي تم تكريمه هو أيضا بحفل اعتزال كبير ولكن ليس بعيدا عن زمن ابتعاده عن الكرة كلاعب. رحمك الله يا كابتن محمد فقد كنت خلوقا طيبا ولاعبا من طراز نادر وأتمنى أن تكون وفاته المفاجئة مناسبة للمسؤولين عن كل مفاصل كرة القدم العربية أن يُكرموا لاعبيهم بمجرد اعتزالهم وأن تكون هناك جهة أو هيئة تضمن أسرهم بعد رحيلهم وأن تكون هناك قوانين مُلزمة بإيجاد رواتب تقاعدية لكل من أفنى عمره في كرة القدم خدمة لناديه ووطنه.. حتى لو كان مُحترفا ونال أجره عما فعله.