لا بركان ولا جعفران

لا بركان ولا جعفران
[JUSTIFY] كتبت أمس عن الشاب الأماراتي عمر بركان القلا، الذي أهدته امرأة لا يعرفها سيارة مرسيدس قيمتها نحو 120 ألف دولار، لا لشيء سوى أنه وسيم جدا في نظرها ونظر آخرين وأخريات، وأعربت عن استغرابي بل استهجاني لأنه لم يحدث أن تكرمت امرأة أعرفها أو لا أعرفها بإهدائي حلقة، سلسلة، دلاية مفاتيح نحاسية، أو حتى سندويتش شاورما، رغم أن صورتي ظلت تزين كذا صحيفة طوال أكثر من عشرين سنة، مما يؤكد أن قرائي من النساء إما لا يفهمن في أمور الوسامة والحلاوة الرجالية، أو بنات ناس يفكرن بعقولهن وبالتالي لا يتصرفن تصرفات بلهاء، وإن كانت قارئاتي من الفئة الأخيرة، أي ذوات العقل فيا سعدهن وسعد من خلفوهن، ويا فرحتي بهن لأنهن لسن هايفات.
معليش يا بنات (أو يا بعض البنات)، في الحقيقة أنا دقة قديمة، واعتقد أنه من العيب أن تتغزل أنثى برجل غير (أو حتى) زوجها أو خطيبها علنا وجهرا أمام الآخرين، نعم هناك رجال على درجة عالية من الوسامة والرجولة التي تلفت انتباه البنات، ولكن هذا لا يعطي أي بنت حق المجاهرة بانجذابها نحوه بعبارات من نوع «بموت فيه».. ستموتين حتف أنفك طال الزمن أو قصر وموتك المجازي «فيه» لن يجعله يموت فيك بدوره، وبالتالي فإنه من البله والخبل وقلة العقل أن تضع فتاة على جدران غرفتها أو شاشة هاتفها صور تامر حسني أو ليوناردو دي كابريو أو جعفر عباس أو حتى شعبولا… تامر حسني يحب مين ويخلي مين؟ على مسؤليتي فإنه يحب نفسه أكثر من حبه بأي معجبة تلقي بنفسها تحت رجليه، وهذا أمر طبيعي لأنه أينما ذهب يحاصر بفتيات قليلات الأدب يتمسحن به، بل عندما ذهب إلى الجزائر قبل أعوام خرج من المطار وثيابه مهلهلة، بعد ان تسابقت المعجبات للحصول على قطع من قميصه (هل في قميصه بركة؟)، وبحمد الله أفلت بنطلونه من الفتك لأنه كان من الجينز الأصلي، ودي كابريو شخص منضبط جدا في حياته العامة والخاصة، وعينه غير زائغة، وحتى لو زاغت عينه فلن تقع على واحدة من جماعتنا، وجعفر عباس متزوج وليس من أنصار التعدد حتى بنظام المسيار أو العرفي، وقد مارس في مراهقته الحب الأبله وتعلق بسعاد حسني ثم نبيلة عبيد، ولكنه لم يعلق صورة أي منهما على جدار غرفة أو حمام أو حملها داخل محفظة (ربما لأنه لم يكن يملك محفظة في ذلك الزمان).
عند هذه النقطة ستصيح أصوات نسائية: يعني اسم الله على الرجال، هم لا يتهافتون على حسناوات لا يعرفوهن ويقدمون هدايا ذات قيمة مادية عالية لنساء لا تربطهم بهن صلة.. يا بناتنا ويا نساءنا والله سمعت عن رجال قدموا هدايا بالملايين لممثلات ومطربات، من ذوات القلوب الفندقية أي التي بها غرف كثيرة تتسع لعشرات المعجبين وليس مثلي ومثلك بطينين وأذينين.. قرأت عن ثري عربي عرض على شابة رآها في فيلم خليع ثلاثة ملايين دولار نظير ان تجلس معه على مائدة العشاء.. ورفضت الشابة العرض لأنها أدركت أن دعوة العشاء ستنتهي بدعوة تمس «العرض».. وهذه فتاة تمثل في أفلام وسخة، ولكنها رفضت الأسلوب «الوسخ».
بلاش هبل يا جماعة وبلاش تفتكروا «إذا عشقت اعشق قمر» حديثا قدسيا، فهو كلام فارغ وسخيف، والقمر في واقع الأمر مكان موحش وقبيح يستمد ضياءه وبهاءه من الشمس، يعني جمال القمر مستعار مثل جمال العجرمية المجلوب بالعمليات الجراحية.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

Exit mobile version