وقال كرتي، في برنامج لقاءات، الذي بثته “الشروق”، يوم السبت، إن هنالك عدم تركيز على ضرورة الاهتمام بالسودان من قبل بعض الدول العربية، مبيناً أن السودان يؤكد دائماً أنه يتعرض لمؤامرة من أطرافه الجنوبية لم تتأكد إلا بحدوث انفصال الجنوب.
وأضاف: “بكل أسف الدول العربية انشغلت بأطراف أخرى خارج المنطقة، ولم تعط السودان الاهتمام الكافي الذي كان يمكن أن يساعد على بقاء السودان موحداً”.
واعتبر كرتي أن مساعدات العربية في البنى التحية للسودان ليست كافية، لأن السودان يتعرض لحصار اقتصادي من دول غربية، مبيناً أن الاستثمارات العربية في السودان لم تصل إلى مستوى يمكن أن يقنع الإنسان أن الدول العربية جادة في الاستثمار في السودان.
مراجعة القرارات
وقال: “توجد لدى بعضهم قناعات وتوهم أن حالة الأمان في السودان ليست كما ينبغي، ولا ألوم العرب، ولكن أدعوهم لمراجعة قراراتهم في الشراكات الاقتصادية مع السودان”.
وذكر كرتي أن السودان يطالب العرب بالنظر بإيجابية أكثر للاستفادة من موارد السودان عبر شراكات أكبر، وإبعاد الشكوك والظنون.
وأضاف: “علاقاتنا مع إيران عادية مثلها مثل أي دولة أخرى وليس هناك تميز في علاقة السودان بإيران، وليست هناك مصالح كبيرة مبنية على هذه العلاقة، وهنالك مصالح محمودة في جوانب عسكرية معروفة لدى الجميع ومعروفة حدودها”.
واتهم كرتي الولايات المتحدة الأميركية بأنها أكبر المتنصلين عن وعودها بالسودان عندما قالت ستزيل اسم السودان من اقائمة الدول الراعية للإرهاب، وستساعد في رفع الديون عن السودان حينما يوقع الأخير على اتفاقات السلام في نيفاشا وأبوجا.
طائفة المصالح
وأضاف: “أميركا لا تحكم نفسها بل تحكمها طائفة من المصالح التي لا تتفق مع وجود السودان في قائمة الدول الصالحة للحياة، وأميركا بكل ثقلها هي المتنصل الأكبر، وهناك دول تتأثر بسياساتها”.
وأكد أن للسودان مصالح يسعى لبنائها مباشرة مع الدول ، وقد أفلح في ذلك، منها سياسة التوجه شرقاً والتوجه نحو أفريقا وأوروبا في بناء علاقات اقتصادية تتحرك بأكثر مما كنا نتوقع.
وقال كرتي إن حرب الجنوب جعلت الآلاف من الجنوبيين يلجأون، مبيناً أن إنتاج البترول قد توقف في حقل بانتيو تماماً، وهناك تهديديات على الحق المتبقي.
وأضاف: “نأمل أن لا يكون البترول مكان صراع لأن احتياجات الحقول تتأثر بأمان الحدود”.
وأشار كرتي إلى أن السودان رغم شكواه باستضافة الجنوب للمتمردين السودانيين إلا أن الخرطوم لم تتوقف في جهودها للسلام بالجنوب عبر الوساطة الأفريقية وفتح الحدود لمساعدات الإنسانية.
شبكة الشروق