د.حسن حميدة : العنف ضد الأطفال والإعتداء علي براءتهم

[JUSTIFY] أكتب هنا تجاوبا مني مع أحد القراء الكرام “السفير”، والذي ورد في رده الكريم علي تعليق لي، وكان محتوي نصه في الرد هو اللآتي: “سوءال يادكتور حسن: بتكتب بالألمانية ولا بالعربية ؟ أكتب توجيهات للاطفال لسلامتهم ومع من يتعاملون، وكيف يتعاملون فى الاماكن العامة ومع الغرباء لأن مجتمعاتنا أصبحت لا تعرف البراءة والرحمة… وفقك الله”.

وهنا أرد علي أخي السفير وأقول له، بأنني أكتب مقالات تعني بالصحة وقصص للأطفال والناشئة باللغة العربية، يترجم شيء منها للغات أخري. وتجاوبا مني مع الأطفال والناشئة، وإستجابة لطلب الأخ “السفير”، سوف أقوم في الشهور القادمة بكتابة سلسلة توجيهات للأطفال وذويهم، تعني بسلامتهم من العنف والإعتداء بشتي أنواعه، وكيفية التعرف عليه وتجنبه. وللتمهيد لذلك، أنشر مقدمتي لهذا، والتي أتت عن طريق الصدفة، ومن بعد قراءة التقرير المؤلم، الذي رصد كحالة واحدة فقط من حالات الإعتداء علي أطفالنا، والذي كتب بقلم الأخت مني عبدالله، بعنوان: “تفاصيل مأساوية في قضية اغتصاب ومقتل الطفل عز الدين”. تابعوا معي في الشهور المقبلة. وهنا أدناه نص ما نشر من قبلي من تعليق بهذا الشأن كمقدمة:

عندما تدعو النفس صاحبها للإعتداء علي براءة طفل، يتوجب أن يتحسس الشخص نفسه، وعما إذا كان يحمل قلب وعقل في جسده. وعندما تأمر النفس صاحبها لإغتصاب طفل، يجب علي الشخص أن يسأل نفسه، ما معني العيش والحياة بعد فعل شنيع.

وعندما تشرع النفس في قتل طفل من بعد إغتصابه، يجب علينا جميعا ألا نسأل أنفسنا من بعدها، ما هي الرحمة، من أي باب تأتي الرحمة، ولماذا تظل أبواب الرحمة موصدة أمامنا. نسأل الله تعالي أن يتقبل هؤلاء الأطفال الأبرياء عنده، وأن يجعل سلفهم للجنة، ويلزم أسرهم المكلومة الصبر فيهم وفي فقدهم الحار. ومن هنا لا تنفع الكلمات شيء، وإنما يتوجب في البداية توفير الحماية الكافية لمن تبقي من الأطفال. كما يتوجب ملاحقة المعتدين علي الأطفال وبراءتهم في مخابئهم وأوكارهم، لكي يجري القانون مجراهه وبنزاهة. وللتذكر فقط، معظم هؤلاء الأطفال يعيشون حياة مليئة بالعذاب، بحيث تتم مطاردتهم ومالحقتهم من أشخاص راشدين، قبل أن يأخذ منهم هؤلاء المعنيين أخذ عنيف لا ينتمي للإنسانية والأخلاق بشيء.

وللعلم تنتشر هذه الظواهر الشاذة، كالإعتداء علي الأطفال بكثرة في الدول المسلمة، عن غيرها إذا ما قورنت. ومن آخر الصيحات في بلادنا، والتي كان يشار إليها بالبنان من بين الدول، الإعتداء علي براءة الأطفال في الخلاوي ودور الذكر. وماذا تفعل الدولة في المقابل: تتستر وتغطي علي ما يقع علي أطفال صغار وأبرياء، عاجزين عن حماية أنفسهم من كبار معتدين. والإعتداء علي الأطفال يأخذ في الغالب مجريات أخري، ويمارس علي الطفل من عدة أشخاص، مما يجعل من حياة الطفل جحيم لا يطاق، تتأثر به نفسية الطفل، ويتأثر به آداءه المدرسي وشعوره بعدم الإنتماء للمجتمع بشيء “مجتمع يعتدي عليه”. وحينها يفضل كثير من الأطفال، رغم صغرهم في السن، الموت عن حياة مليئة بضروب العذاب.

ومن المؤشرات الأولي لعنف الممارس علي الطفل، فقدان الطفل الشهية، عدم الرغبة في تناول الغذاء والعذوف عن المشاركة الأسرية في المناسبات أو الذهاب إلي الروضة أو المدرسة أو المرسال مثلا. وهذا عندما يصبح الطريق من البيت للدكان أو الفرن، أو الطريق من لروضة أو المدرسة للبيت، طريق طويل وشائك، تحفه العقبات والمتاعب.

وعندما يصبح الطفل البريء في بال صديق الأسرة أو الجار القريب أو أحدالأقرباء، وعندما تنحط النفوس. ويكون الطفل “الأطفال أذكياء جدا” علي علم بأنه موجود، لا محالة علي مائدة سبع مفترس، والذي يفرد فكيه، ويتربص بالصغار، منتظرا لفرصة مواتية. ووقتها يعجز الطفل عن حماية نفسه بنفسه، والتي يلزم أن يوفرها له حينئذ الكبار قبل كل شيء، وليس في المقابل الإعتداء عليه بدنيا أو جنسيا. وهذا بغض النظر عن أهم الجوانب الأخري، وعلي ما يترتب علي الطفل من المعاناة النفسية، هذا حتي من بعد تخطي مراحل الإعتداء والإغتصاب والعنف الممارس عليه، والتي ربما ترافقه ذكرياتها مدي الحياة.

سؤال منطقي: أين دور القانون في الدولة؟

د. حسن حميدة، كاتب للأطفال والناشئة المانيا

تابع في الشهور المقبلة “الإعتداء علي الأطفال وطرق حماية الطفل منه”

العنف ضد الأطفال والإعتداء علي براءتهم
د. حسن حميدة كاتب للأطفال والناشئة المانيا

النيلين
[/JUSTIFY]

Exit mobile version