زهير السراج : رحماك ربى أنظر الى اين وصل بنا الحال

[JUSTIFY]فى لقاء مع اعضاء الحزب الحاكم بالجريف والمنشية وفى خطبة رنانة ليس لها طعم او لون، او طحين (او حتى طحين بدون طاء)، حذر والى الخرطوم عبدالرحمن الخضر المعارضة من استغلال اجواء الحريات واللجوء الى المناكفات، وقال سيادته لا فض فوه ومات حاسدوه :” فتحنا الحريات وليس هناك داع للمناكفات والضرب تحت الحزام”، غير انه لم يكمل الحديث ويقل “وإلا” .. ولكنها مفهومة بالطبع والمثال هو الامام واالزعيم السياسى الصادق المهدى الذى تجرأ بانتقاد قوات شبه حكومية فألقى فى السجن (لحين صدور قرار العفو) رغم انه كان حليف النظام طيلة الاربعة عشر سنة الماضية والمدافع الأول عنه، فما بالك بآخرين ظلوا شوكة حوت فى جوف النظام منذ اغتصابه للسلطة قبل ربع قرن من الزمان، انتهى فيها كل شئ جميل وساد كل قبيح .. ولكن ليست هذه هى القضية ..!!

* القضية هى هذا السيد المبجل الذى يقول انه وهبنا وفتح لنا الحريات .. (استغفرك يا الله واتوب اليك)، رحماك ربى أنظر الى اين وصل بنا الحال حيث يتجرأ أحد عبيدك ويفتئت عليك ويقول انه هو الذى وهب الحريات .. لطفك يا لطيف ..!!

* لا اريد يا سيدنا عبدالرحمن الخضر أن اعطيك درسا او محاضرة عن الحرية فى الدين الاسلامى، ولا أريد أن أذكّرك بالنصوص القرآنية والاحاديث النبوية الكثيرة التى تتحدث عن الحرية وأصل الحرية وقيمة الحرية وتخيير الانسان فى هذه الحياة حتى بين الكفر والايمان، دعك من معارضة حاكم لا هو إله ولا هو نبى ولا هو حتى سلطان .. لا اريد أن أعطيك درسا، لانك وباعتبارك عضوا فى جماعة الاخوان التى لا يفهم غيرها الدين، فانك تدرك جيدا من يمنح الحرية ومن يمنعها، جلت وعلت قدرته .. لا بشر ولا بشير ولا نذير ولا أى انسان آخر وانما الله الذى خلق الكون وهو يحيى ويميت ويؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء .. اللهم إلا إذا كان لك رأيك آخر، أو ربما يكون قد إلتبس عليك إذا كنت الوالى الخضر ام النبى الخضر حتى تمن علينا بالحرية، وحتى لو كنت الخضر، النبى وليس الوالى، فلا يحق ولا يجوز لك ان تمن علينا بالحرية، وتدعى وانت منتشى بالكرسى الذى تجلس عليه انك من وهبتنا الحرية، ونعوذ بالله من قولك وزعمك وادعائك ..!!

* وليتك مننت بها علينا فقط، بل هددتنا بألا نتطاول عليك ونناكفك .. رغم انها ليست هبتك وليس لك علينا سوى سلطة دنيوية محدودة وزائلة .. شئت ام ابيت، حسب منطق الحياة .. ولم لم تزل هذه السلطة فى الحياة فهنالك الموت، وأرجو ألا تكون قد نسيت “انك ميت وانهم ميتون”.

* سنناكفك يا ايها الوالى الخضر، بالحق لا بالباطل، ولن تستطيع شيئا سوى ان تحبس قلمنا او تحبس اجسادنا .. اما حريتنا فلن تستطيع ان تمسها شعرة منها لأنها هبة الله وهى فى القلب وفى الضمير وليس فى حطام الدنيا الزائل الذى تجلس عليه وتمن من فوقه علينا بحريتك الزائفة .. يا عضو الحزب الحاكم المؤمن الذى جاء ليخرجنا من عبادة العباد الى عبادة الله .. فاعتقد انه هو المعبود والعياذ بالله.

صحيفة الجريدة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version